في العام ٢٠٠٩، تم نشر كتاب يحمل عنوان "في قلب مصر - أرض الفراعنة علي شفا الثورة". كان مؤلف ذلك الكتاب هو المراسل الصحفي البريطاني الجنسية چون برادلي الذي أقام في منطقة الشرق الأوسط في الفترة ما بين عامي ١٩٩٨م و٢٠١٠م و الذي يتحدث العربية بطلاقة.
فور نشر الكتاب باللغة الإنجليزية، أسرعت السلطات المصرية بحظره و قام عدد من المسؤولون بوزارة الإعلام، في ذلك الوقت، بمداهمة مكتبة الجامعة الأمريكية في القاهرة و مصادرة أعداد من النسخ المعروضة هناك، و هو الأمر الذي جعل الكتاب واحداً من أكثر الكتب مبيعاً في العديد من الكتب الإنجليزية في مصر.
يذكر الرجل في مقدمة الكتاب أنه أثناء عمله كمراسلاً صحفياً في المنطقة، لم يقم قط بزيارة إلي إحدي السفارات الغربية للحديث مع الملحقين الصحفيين هناك، بل استمع إلي عامة المصريين الذين عاش إلي جوارهم في أحياء القاهرة الفقيرة، شبرا، و تحدث معهم بلهجتهم البسيطة.
تبني كتاب "برادلي" وجهة النظر القائلة بأن في ظل الفوضي التي ستشهدها مصر بعد الثورة، لن يكون النصر في النهاية من نصيب الجموع التي تدفقت إلي الشوارع، بل إن شجاعة هؤلاء و بطولتهم سيمهدان الطريق - من دون قصد - لوصول الإسلاميين إلي السلطة بعد حدوث إنقلاب عسكري.
يقول "برادلي" في المقدمة العربي للكتاب الذي تم ترجمته في العام ٢٠١١، أي بعد قيام الثورة، أن تلك الثورة الشعبية التي قامت بسواعد شباب "ليبرالي" و "يساري" و "علماني" قد انضمت إليهم أغلبية لم يكن لهم أي اهتمام قط بالسياسة كان هدفها الوحيد هو الخلاصمن نظام نشئوا علي كراهيته.
في الفصل التي تحدث فيه "برادلي" عن "الأخوان المسلمين، ذكر أنهم ليسوا ثوريين و كذلك هي الجماعات السلفية. و ذكر أن الإسلاميون لا يحتاجون لتأييد أغلبية الشعب من أجل تحقيق الفوز بالإنتخابات و أنهم يحتاجون فقط إلي أغلبية من يدلون بأصواتهم. حتي أنه كان قد أكد علي تلك النظرية بالمقدمة العربية عندما ذكر أن ما حدث في استفتاء مارس ٢٠١١ هو أن نسبة ٧٧% التي حققها الإسلاميون بدعوة أنصارهم للإستفتاء ب"نعم" كانت نسبة من ٤١% الذين شاركوا بالتصويت في الاستفتاء.
كذلك فإن "برادلي" كان قد اشار في مقدمة النسخة العربية أن صور الرئيس المصري السابق "جمال عبد الناصر" التي كانت تُرفع عالياً أثناء ثورة ٢٠١١ كانت أضعاف صور "أنور السادات" بالرغم من أن الأخير كان مؤيداً إلي حد ما للديمقراطية التي تجاهلها تماماً "عبد الناصر" و لم يكن تفسيره إلا أنه برغم تسلُّط عبد الناصر و حكمه الذي إمتاز بالديكتاتورية، إلا أنه لم يكن شخصياً رجلاً فاسداً و أنه احترم كرامة شعبه.
تطرق "برادلي" في كتابه إلي أسباب عدة تكهن من خلالها في العام ٢٠٠٨ بقيام ثورة مصرية خلال أعوام بسيطة و جعل لكل سبب منها فصلاً مستقلاً شرح من خلاله الدلائل علي رؤيته. كانت تلك الفصول هي : الأخوان - الصوفيون و المسيحيون - البدو - التعذيب - الفساد - الكرامة المُهدرة.
يذكر "برادلي" في نهاية مقدمة النسخة العربية من كتابه : "عندما تندلع الثورة المصرية القادمة - و هو أمر مؤكد - سيقف الإسلاميون المتشددون في الصفوف الأمامية منذ اللحظة الأولي".
في شهر مايو من العام ٢٠١١، اختار الإعلامي الأمريكي الجنسية الهندي الأصل، فريد زكريا، هذا الكتاب ليكون كتاب الأسبوع ببرنامجه الشهير Fareed Zakaria GPS بقناة سي إن إن الأمريكية.
قراءة سعيدة : http://downloads.hindawi.org/books/48680364.pdf
0 التعليقات:
إرسال تعليق