آخر التعليقات

السبت، 25 نوفمبر 2017

إحترموا التخصص


في النظام الإداري لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية عدة مؤسسات و وكالات و أنظمة إدارية لو تواجد مثلها في الدول العربية ممكن تكون محل سخرية و تهكم. و الصراحة دا من ضمن الحاجات إللي أنا باكون معجب جداً بيها في شخصية المواطن الغربي.
المواطن الغربي أتعود أنه يتعامل مع كل مؤسسة صغيرة في بلاده بكونها مؤسسة مهمة لها قدرها، خاصةً لما تكون مبنية على أساس علمي و يكون العاملين فيها عندهم من الخبرة و الإمكانيات و الإهتمام ما يجعلها شرف لأي شخص يعمل بها.
مثلاً من ضمن الوكالات إللي بتتبع وزارة الداخلية في الحكومة الفيدرالية الأمريكية؛ "المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية - USFWS". الوكالة دي مختصة بإدارة الأسماك والحياة البرية منذ تأسيسها في العام ١٩٤٠، إلا أن بداياتها تعود إلى العام ١٨٧١ مع بداية تفكير الكونجرس الأمريكي في حماية أنواع محددة من السمك بسبب كثافة عمليات الصيد.
في العام ١٩٠٠ تم إصدار أول قانون ينظم عمليات صيد الحيوانات و الطيور و الأسماك خاصةً بعد تهديد حيوان "البيسون - Bison"، و هو الشبيه بالجاموس الوحشي و إللي بنشوفه في أفلام رعاة البقر، و كذلك تهديد "الحمام المهاجر" من خطر الإنقراض.
في العام ١٩٦٦ تم إصدار قانون آخر عبر الكونجرس الأمريكي لعمل حصر بأسماء الحيوانات و الطيور و الأسماك البرية التي تُعتبر ملكية قومية واجبة الحماية و الرعاية و التنظيم و هو ما جعل الحكومة تقوم بمنح وزارة الداخلية ما قيمته ١٥ مليون دولار أمريكي لدعم البرنامج.
و في ١٩٧٣ دعا الرئيس الأمريكي، نيكسون، بنفسه الكونجرس الأمريكي لتمرير قانون "الأصناف المُعرضة للخطر" و الذي نص على مسؤولية الدولة تجاه حماية الأصناف التي تتعرض لخطر الإنقراض و حماية البيئة التي تحميها و تعيش فيها لكي تحافظ على بقائها.
و في ٢٠٠١، قامت جريدة "الواشنطن بوست" بنشر تقرير يؤكد أن الرئيس السابق، جورج بوش الأبن، قام بخفض الأصناف المعرضة للخطر بالقائمة السالف ذكرها.
في عام ٢٠١٤، حاول مجلس النواب الأمريكي تمرير قانون "شفافية الأنواع المهددة بالانقراض" و الذي يتطلب من الحكومة الكشف عن البيانات التي تستخدمها لتحديد تصنيف الأنواع، ولكن الرئيس الأمريكي، أوباما، هدد وقتها باستخدام حق النقض على القانون و هو الذي لم يتم تمريره حتى يومنا هذا.
و في يناير السابق أعلنت المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية بإضافة نوع من أنواع النحل (The rusty patched bumblebee (Bombus affinis بكونه إحدى الأصناف البرية المعرضة للإنقراض و التي تنتشر في الأصل بشمال و غرب أمريكا الشمالية و التي انخفض عددها بنسبة ٨٧٪‏. تأتي أهمية ذلك النوع من النحل في كونه المسؤول عن تلقيح ما يصل إلى ٦٥ نوعاً مختلفاً من النباتات، ويُعد الملقح الرئيسي للمحاصيل الغذائية الرئيسية مثل التوت البري والخوخ والتفاح والبصل والبرسيم.
معلومة أخيرة ...
المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية عندها عدة وحدات تابعة لها مثل : "شعبة إدارة الطيور المهاجرة" و "الختم الفدرالي للبط" و "النظام الوطني لتفريخ الأسماك" و "برنامج الأنواع المهددة بالانقراض" و "مكتب خدمة إنفاذ قانون الولايات المتحدة للأسماك والحياة البرية" و غيرها.
انتوا متخيلين لما يكون عندنا مؤسسة وطنية فيها راجل محترم منصبه هو "مدير إدارة الدواجن" أو "رئيس قسم السمك النيلي" أو "مدير عام إدارة الحياة السمكية بالبحر الأحمر" أو مثل ذلك ؟
تخيلوا كمية التريقة و التهكم على التخصصات المهمة إللي زي دي و إللي لو صنف واحد من دول تعرض للإنقراض أو مجرد النقص أو المرض تلاقي الشعب المصري كله مهتم لأنه في الأصل جزء مهم جداً من حياتنا على الأرض.
صدقوني، يوم ما نبطل تفاهة ...... هانتغيَّر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More