آخر التعليقات

السبت، 18 نوفمبر 2017

مبادرة الأديان المتحدة 2


إستكمالاً للمقال السابق الذي تحدثنا فيه عن العلاقة التي جمعت بين السيد/"لي بن" و "وليام سوينج"، منشيء مبادرة الأديان المتحدة (URI)،https://www.facebook.com/Wael.Mohamed.Mansour/posts/167246817347874 ، وقتما كان "لي" عضوا نشطاً في الكنيسة الأسقفية في أبرشية المطران "سوينج" منذ العام ١٩٨٣ إلي ١٩٩٥. و تحدثنا عن الأسباب التي دعت "لي" إلي ترك الكنيسة الأسقفية في العام ١٩٩٥ و التي كانت أهمها هي إنشاء "سوينج" للمبادرة، و موقف الكنيسة الأسقفية من تأييد عمليات الإجهاض. و كذلك ما كانت تقوم به الأسقفية، تحت رئاسة "سوينج"، من تأنيث الله، و هو الموقف الذي عنده قرر "لي" ترك الكنيسة.
يقول "لي" في مقال آخر له بجريدة "نيو أوكسفورد ريفيو – New Oxford Review" الكاثوليكية تحت عنوان "مبادرة الأديان المتحدة، جسر العودة إلي الغنوصية" https://www.catholicculture.org/culture/library/view.cfm… أن "سوينج" كان يدعوا إلي مبادرته مُعلناً أن العالم يتجه نحو "وحدة وطنية بحيث أن الاقتصاد أصبح عالمي، و وسائل الإعلام عالمية، و النظام البيئي عالمي، فما ينقصنا هو دين عالمي." و أكد "لي" علي أن السبيل إلي تحقيق ما يبتغيه "سوينج" ليس له أن يتم سوي عن طريق المؤتمرات، والشبكات، وجمع الأموال، والإعلانات، والنشرات الصحفية.
فالمؤتمرات كانت بدأت بالفعل منذ العام ١٩٩٥ و ظلت أعداد المشاركين بها في تزايد بمرور الأعوام مع إختلاف إنتمائاتهم المذهبية من مسيحيين ويهود ومسلمين وبوذيين وشنتو وبهائيين وسيخ وهندوس وزرادشتيين بالإضافة إلي أتباع "حركة العصر الجديد". و خلال الأعوام الأولي لنشأة المبادرة لم يكن هناك أي تواجد فعليّ للكنيسة الشرقية الأورثوذكسية. إلَّا أن "لي" أكَّد بمقاله أن السيد "يونج" كان قد تلقي خطاب دعم من البابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة القبطية، و من أسقف كنيسة "مار توما" السورية بالعام 1996. و عُقدت خلال العامين الأولين لنشأة تلك المبادرة عدة إجتماعات و حوارات بين الأديان من أجل بناء دعم عالمي في صالح المبادرة و تمت تلك اللقاءات بعدة دول منها بريطانيا و الولايات المتحدة و الأرجنتين و جنوب أفريقيا و فنزويلا و هولندا و الهند و كينيا و اليابان و البرازيل و بلجيكا.
و اليوم تذكر الصفحة الرسمية للمبادرة أنها عبارة عن "شبكة للأديان الشعبية العالمية التي تزرع السلام والعدالة من خلال إشراك الناس بتجاوز الخلافات الدينية والثقافية والعمل معا من أجل خير مجتمعاتهم و عالمهم". و تذكر الصفحة أن الغرض من المبادرة هو "تعزيز التعاون بين الأديان بصورة دائمة و يومية لخلق ثقافات السلام والعدالة وتضميد الجراح من أجل الأرض وجميع الكائنات الحية".
للمبادرة أكثر من 600 عضو و منظمة عالمية و محلية تدعو الناس إلي الانخراط في العمل المجتمعي مثل حل النزاعات و المصالحات والاستدامة البيئية والتعليم و قضايا المرأة و برامج الشباب والدفاع عن حقوق الإنسان. ذلك ما تدَّعيه المبادرة.
و للمبادرة ٧٥٠ دائرة تعاونية منها ٧٣ بشمال أفريقيا و الشرق الأوسط، و يتكوَّن فريق منطقة شمال أفريقيا و الشرق الأوسط من أربعة أشخاص هم:
- السيد مأمون أحمد: و هو المُنسِّق الإقليمي للمنطقة. http://www.uri.org/the_latest/author/mamounahmad
- السيد منتصر مصري: مدير مكتب أفريقيا و الشرق الأوسط الخاص بالمبادرة.
- السيدة ديما عدالية: الممثل القانوني للمبادرة.
- السيدة نور نهلة: منسق المبادرة النسائية لمنطقة أفريقيا و الشرق الأوسط الخاص بالمبادرة.
مأمون أحمد حاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأردنية و يعمل حاليا في العاصمة الاردنية، عمَّان، بأحد البنوك التجارية كمسؤول وحدة تمويل التجارة العالمية.
مأمون أيضا يقوم ببعض ورش العمل في القيادة، و بناء الفريق، والتواصل الفعال، و لديه خبرات متعددة من الأعمال التطوعية المكثفة مثل العمل ببرنامج "إنجاز - INJAZ" الخاص ببرنامج المعونة الأمريكي - USAID و بالشراكة مع مؤسسة "أنقذوا الأطفال – Save The Children" في مشروع خلق الفرص الاقتصادية للشباب الأردني. أيضاً عمل مأمون كمسؤول الشباب ببرامج الشباب الخاص بالشراكة الأورو-متوسطية EUROMED الذي يقدم الفرص للشباب من أوروبا و بلدان البحر الأبيض المتوسط من أجل تبادل الخبرات الثقافة.
كذلك يعمل مأمون مع مؤسسة "بذور السلام – Seeds of Peace" و هي مؤسسة أمريكية مقرها نيويورك تأسست في العام ١٩٩٣ لتجمع مئات من القادة الشباب العرب في مخيم "بذور السلام" الدولي في أوتيسفيلد بولاية "مين – Maine" بالولايات المتحدة الأمريكية مع الآلاف من المراهقين الاسرائيليين والفلسطينيين، و الأردنيين، و المصريين. و الغرض من بعثة منظمة بذور السلام هي توفير أجيال جديدة من القادة في مناطق الصراع لديها من العلاقات و التفاهمات و المهارات اللازمة ما يدفعها إلي بناء عملية السلام الدائم. و قد تخرج بالمعسكر أكثر من ٥٠٠٠ خريج من ٢٧ دولة.
أمَّا عن فرع المبادرة الخاص بالشرق الأوسط و شمال أفريقيا، فقد بدأ بالعام ٢٠٠٢ عندما شارك بعض الشباب من الأردن و مصر و إسرائيل بالإجتماع الدولي الخاص بالمبادرة بمدينة برلين بألمانيا و كانت نتيجة ذلك أن نشأ مجتمع خاص بتلك المبادرة بالمنطقة في سبعة دول. و خلال ثمان سنوات، زاد عدد دوائر التعاون لتشمل ٤٧ دائرة و أكثر من ٦٠٠ عضو من ١١ دولة بالمنطقة و هي: الأردن، و مصر، و إسرائيل، و المغرب، و سوريا، و الجزائر، و لبنان، و الإمارات، و العراق، و إيران. و يقوم مكتب المبادرة بالعاصمة الأردنية، عمَّان، بتنظيم إجتماع إقليمي سنوي لجميع الدوائر.
أمَّا عن مصر تحديداً، فقد ورد بالموقع الرسمي للمبادرة الخاص بالشرق الأوسط و شمال أفريقيا أسماء فريق الدعم الإقليمي و الذي كان منهم السيد/شريف رزق من مصر.
في شهر سبتمبر من العام ٢٠١٣ تم إستضافة السيد شريف رزق علي شاشة قناة النيل الثقافية للتحدث عن تخصصه بكونه خبير في "حوار الأديان"، حسب وصف مذيع القناة، https://www.youtube.com/watch?v=4IeJFxPy0nM، و بكونه باحث فى السلام المجتمعى. مع العلم أن السيد شريف كاتب بجريدة المصري اليوم و له بها عمود ثابت و كذلك يقوم بالكتابة بموقع "فيتو" الإخباري.
و في العام ٢٠١٤ قام بنشر كتاب بعنوان :في البدء كانت الحرية".
أمَّا عن المشروعات و الأحداث التي يشارك فيها الشباب العربي مع مباردة "الأديان المتحدة" فهي كثيرة جداً و من الصعب التحدث عن تفاصيلها كلها، لذا سأقوم بطرح نموذجين فقط لبيان أسلوب الزحف الذي تستخدمه تلك المؤسسة المشبوهة للدخول إلي عقول شبابنا :
١- تأسست "مؤسسة مصر للشباب و التنمية" بالعام ٢٠١٢ بالأسكندرية.
http://www.egyptfoundation.org/ :شارك شباب المؤسسة في عدة مبادرات و أنشطة مع عدة مؤسسات دولية كانت أحدها دورة تدريبية مع URI بعنوان "الاقتصاد التعاوني للعمل الشبابي" إلى جانب ٣٠ ممثلا من قادة الشباب والعاملين الاجتماعيين وممثلي المنظمات غير الحكومية بمدينة مانشستر بالمملكة المتحدة بالفترة ١٩ إلي ٢٥ يوليو ٢٠١٥.
https://www.facebook.com/EgyptFoundation/timeline
http://www.uri.org/…/CollaborativeEconomyYouthWorkUK-Queste…
http://www.uri.org/…/the_weekly_shot_collaborative_economy_…
٢- "كرفان - CARAVAN" هي منظمة مجتمع مدني تم تأسيسها بالعام ٢٠٠٩ بالقاهرة تركز نشاطها علي بناء جسور بين مختلف العقائد التي نشأت في الشرق الأوسط (المسيحية والإسلام واليهودية والدرزية والبهائية وغيرها). و تعمل أيضا مع الديانات الأخرى التي لم نشأ بالشرق الأوسط مثل الهندوسية البوذية.
مؤسس المنظمة هو "القس بول جوردن تشاندلر" الذي يشغل حاليا منصب رئيسها . من العام ٢٠٠٣ إلي ٢٠١٣ كان "بول" رئيس جامعة الكنيسة الأسقفية للقديس يوحنا المعمدان في حي المعادي بالقاهرة. و هي كنيسة انجليكانية دولية تعمل مع الجماعة الدولية لأكثر من ٢٥ جنسية من العديد من الطوائف الدينية. أسس "بول" مؤسسة "كرفان" لتكون متخصصة في مجال الفنون بهدف بناء الجسور بين العقائد والثقافات في الشرق الأوسط والغرب. تذكر المؤسسة في تعريفها بصفحتها الرسمية علي الفيسبوك https://www.facebook.com/CARAVAN-Arts-156946157687350/info/… أنها تقوم ب"تطوير المبادرات التي تستخدم الفنون كمحفز لجمع الناس من مختلف الخلفيات والمعتقدات لبناء سلام مستدام". تقوم المؤسسة بتطوير وتنظيم و استضافة العديد من البرامج الفنية، و المعارض والمهرجانات والمحاضرات والحفلات الموسيقية وتبادلات الفنانين، و التعاون، والحلقات الدراسية والندوات والمنتديات وعرض اللوحات و الأفلام. أهم المبادرات التي تقوم بها المؤسسة هو "معرض الفنون السنوي الدولي لحوار الأديان" و الذي يجمع بين العديد من الفنانين المعاصرين من الشرق الأوسط والغرب لتبادل الثقافات. تركز مبادرات فنون الثقافات والأديان الاستراتيجية بشكل خاص على القيام بمعارضها في "الأماكن المقدسة" ذات الشهرة العالمية مثل كاتدرائية سانت بول في لندن، و الكاتدرائية الوطنية في واشنطن وكاتدرائية القديس يوحنا في مدينة نيويورك أو في الأماكن العامة.
قامت المؤسسة بعمل سبعة معارض فنية دولية سنوية حتي الأن تبدأ من مصر ثم تجوب العالم و تنتهي بالولايات المتحدة. فالمعارض الخمس الأولي منذ العام ٢٠٠٩ إلي العام ٢٠١٣ كانت تتم بكنيسة "سان جورج" بحي المعادي و هي الكنيسة التي تنتمي إلي الطائفة الإنجيلية.
http://www.oncaravan.org/#!press-kits/cc0e
ظل عدد المشاركون من الفنانين المصريين و العالميين يتزايد عاماً بعد عام ليصل إلي ٤٧ فنان بالعام ٢٠١٥.
في العام ٢٠١٤ تم تنظيم المعرض بدار الأوبرا بالقاهرة و في العام ٢٠١٥ تم تنظيمه في دار عرض "ويست تاون – West Town" بحي الشيخ زايد. يستمر المعرض بمصر لمدة ستة أيام و يحمل أسم و نشاط مختلف في كل العام. ففي العام ٢٠١٠ حضر المعرض الفنان الراحل "عمر الشريف" و تم عرض فيلم "حسن و مرقص". و في العام ٢٠١١ حضر المعرض الأسقف بطرس و هو الأسقف العام للكنيسة الأرثوذكسية و كذلك المطران منير أنيس مطران الأسقفية في القدس و الشرق الأوسط و هو الذي حضر المعرض بالعام التالي ٢٠١٢. كذلك حضر في العام ٢٠١١ عدد ٢٠ إمام من أئمة الأزهر من محافظة الأسكندرية.
في العام ٢٠١٢، حضرت الفنان "يسرا" حفل إفتتاح المعرض الذي حمل عنوان "إلي الأمام قدماً" و حضر أيضاً من الأزهر د/محمود عزب مستشار شيخ الأزهر و الشيخ محمد جميعة ممثل لجنة الحوار مع الطائفة الإنجيلية. و غنت المغنية المصرية "رولا زكي" بحفل الإفتتاح أغنيتها الشهيرة "أهل الكتاب" صاحبة الطابع الصوفي الإسلامي و الموسيقي الكنائسية.
في العام ٢٠١٣ شارك ٤٥ فناناً من جميع دول العالم في طلاء نماذج لعدد ٩٠ تمثالاً في صورة "حمار" يرمز إلي السلام بحيث أن السيد المسيح و أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كانا قد ركباه في رحلة كلاً منهما إلي القدس، حسب وصف موقع الحدث. و شارك في المعرض الذي تم بالكنيسة الإنجيلية الشيخ محمد الهواري من الأزهر مع القس بيشوي حلمي ممثل الكنيسة الأرثوذكسية.
و في العام ٢٠١٤، شارك ٤٨ فناناً في طلاء ٤٨ تمثالاً لرجل يُقال أنه كان يرمز للإله "آمون"، إله الشمس و الريح و الخصوبة عند الفراعنة، في أربعة أوضاع مختلفة للصلاة تحت عنوان "آمين – صلاة من أجل العالم". شارك الفنانون المصريون في طلاء ٣٠ تمثالاً و شارك بقية الفنانون العالميون في طلاء ال١٨ الباقيين ثم تم نقلهم جميعاً للعرض بالولايات المتحدة بعد إنتهاء المعرض بمصر و تم التبرع بالعائد من بيعهم لحساب مؤسسة "تواصل" المصرية.
https://www.uri.org/…/caravan_ccs_amen__a_prayer_for_the_wo…

يُذكر أن الشيخ علي جمعة كان قد حضر المعرض بالعام ٢٠١٠ الذي حمل أسم "تجانس: الشرق و الغرب" و كذلك بالعام ٢٠١٤ الذي كان الإله الفرعوني "آمون" في أوضاع الصلاة هو رمز المعرض.
أمَّا في العام ٢٠١٥، فقد انتقل المعرض لأول مرة إلي الأماكن الفنية العامة متمثل في "ويست تاون" بالشيخ زايد و حمل أسم "الجسر – The Bridge" لأول مرة ليكون الأسم الثابت للمعرض السنوي الذي تقيمه المؤسسة سنوياً و حضر في ذلك العام الفنان المصري خالد النبوي.
و يُذكر أن المركز الثقافي البريطاني British Council هو داعم قوي و ممول دائم لمعارض مؤسسة CARAVAN بجانب عدة مؤسسات أخري منها شركة "كوكا كولا"
و لن أزيد أكثر مما ذُكر لكي أوضح كيف يتم تسريب المفاهيم إلي عقول أبناء هذا الشعب و التي نظنها بعيدة تماماً عننا و عن أصولنا الفكرية، و ما هي الآليات التي تستخدمها تلك المؤسسات الغربية المشبوهة للدخول إلي عقول أبناءنا و كيف أن إستخدام المصطلحات المعسولة التي لا تخلو من السم مثل "حوار" و "سلام" و "تجانس" و "تعايش" ما هو إلا طريق نحو ذوبان المفاهيم الأصيلة التي أصبحت غريبة في عالمنا المعاصر.
كما أنه من الواضح و بيِّن أن الطائفة الإنجيلية و أبناءها هم الجسر الذي تبني عليه مؤسسة URI خططها للزحف نحو شعوب الشرق الأوسط و الذي يظن أئمة المسلمين أنهم بتواصلهم المفتوح معهم يفيدون الدين و يقدمون للعالم رسالة "سلام" و "محبة".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More