"حادثة چويي - Juye Incedent" هي عملية قتل ٢ قساوسة ألمان في ليلة الأول من أكتوبر من العام ١٨٩٧. القساوسة كانوا المشرفين على حملات التبشير المسيحية بقرية "چويي" بمقاطعة "شاندونج" شرق الإمبراطورية الصينية.
الحادث دا برغم أن ماكانش في دليل على فاعله، إلا أنه تم إتهام "جماعة السيف الكبير - Big Sword Society" بالقيام بها، و هي مجموعة من الفلاحين الصينيين هدفهم حماية أنفسهم من إعتداء الإقطاعيين و أصحاب الأراضي.
الإمبراطورية الألمانية استغلت الواقعة و قامت بإحتلال "خليج كياوتشو" الواقع بساحل مقاطعة "شواندونج" الصينية و هددت حكومة إمبراطورية "تشينج" بالثأر من قتلة القساوسة. و نظراً لتهديدات القوات الألمانية، قام الإمبراطور بطرد جميع الضباط إللي أصولهم من شواندونج من الجيش الصيني، و أمر ببناء ٣ كنائس في المنطقة على حساب الحكومة الصينية و صرف ١٠٠ كيلو من الفضة للحملة التبشيرية إللي كان بيقودها الأثنان القساوسة إللي تم إغتيالهم.
الأحداث دي قادت في النهاية ل"ثورة الملاكمين" من ١٨٩٩ ل١٩٠١ اللي قامت لمقاومة التدخل الأجنبي و مناهضة الإمبريالية الأوروبية و كانت ضد الدعوات التبشيرية المسيحية.
جميع المؤرخين اعتبروا الحادثة دي هي نقطة البداية أو الشعلة إللي أدت في النهاية لتغيرات كبيرة في تاريخ الصين.
القوات الألمانية إللي دخلت الصين على أثر الحادث دا فضلت موجودة لغاية سنة ١٩١٤ حتى بعد التنازلات إللي قام بها الإمبراطور. و استفز التواجد الألماني دا في الصين بقية الدول في المنطقة.
فالإمبراطور نفسه إللي ترك "خليج كياوتشو" كمستعمرة للألمان، تنازل عن إقليم "كوانتونج" بشبه جزيرة لياودونج بالشمال الشرقي للبلاد كمستعمرة للروس من ١٩٠٥ ل١٩٤٥.
حتى المملكة المتحدة كان لها نصيب في الحصول على قطعة من الأراضي الصينية طبقاً لمعاهدة توسعة منطقة هونج كونج في يونيو ١٨٩٨ إللي بموجبها حصلت بريطانيا على حق إيجار هونج كونج الصينية لمدة ١٠٠ سنة.
يا ترى كم من حادث بسيط صغير لا قيمة حقيقية له استغلته الأنظمة الإمبريالية لإشعال الحروب و قتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء و سرقة أملاك و ثروات شعوب و أقوام آخرين ؟ و كم ملك أو رئيس أو إمبراطور كان من الضعف و الهوان الذي جعله يتنازل عن أراضي شعبه لصالح دول و أنظمة أخرى ؟
دا جانب من تاريخ مُخزي للإمبراطورية الصينية العُظمى إللي النهاردة بيحكم أراضيها نظام يُعد صاحب ثاني أقوى إقتصاد في العالم و قريباً سيحتل المركز الأول.
درس صغير : مفيش ثوابت في التاريخ. كل شيء محتمل. و أمتنا الضعيفة الهينة النهاردة كانت من قبل هي القوة العظمى و ليس مستحيلاً أبداً أن تعود للريادة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق