سيبكم من كل دا. في بداية الفيلم كان بيتم تكريم "هايز هودجز" زميل "تيري"، و إللي بيقوم بدوره الممثل الكبير برضة "تومي لي جونز". خلال حفلة إحالته للتقاعد رفع تيري برواز خشبي فيه مجموعة من النياشين و سيف و وجه كلامه لهايز و قال له بالحرف: "السيف دا انت عارف قصته و هي انتصار الملازم "#بريسلي_أوبانون" على قراصنة البربر على شواطيء #طرابلس في العام ١٨٠٥. و من أجل تكريم بريسلي، أعطاه الباشا ذلك السيف المملوكي الذي لازال يحمله ضباط المارينز حتى يومنا هذا".
إية بأة قصة السيف دا ؟ و إية موضوع الحرب إللي دخلتها أمريكا في ليبيا في بداية القرن التاسع عشر ؟
هانرجع لنهايات القرن الثامن عشر لما كانت بلاد البربر متمثلة في ولايات طرابلس و تونس و الجزائر لها قيادات مستقلة تقع تحت السلطة العثمانية. المغرب في الوقت دا كانت مستقلة عن العثمانيين.
في الوقت دا كانت حركة سير المراكب في البحر المتوسط بتتم تحت حماية من السفن العثمانية إللي كانت بتحمي حركة التجارة الدولية من هجمات القراصنة البربر نظير جزية بتدفعها الدول إللي لها سفن بتمر في المنطقة. كانت دول زي بريطانيا و الدنمارك و هولندا و صقلية و سردينيا و الولايات المتحدة الأمريكية و البرتغال و السويد و النرويج و المانيا و أسبانيا بيدفعوا جزية للعثمانيين في صور مختلفة منها هدايا ذهبية و منها مبالغ مالية و منها سلع تجارية و منها أسلحة و هكذا. في الوقت دا كانت لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تحت حكم بريطانيا و كانت سفنها بترفع العلم الإنجليزي و علشان كدا كانت محمية من العثمانيين.
لكن بعد الثورة الأمريكية و إستقلال أمريكا عن بريطانيا و رفع سفنها للعلم الأمريكي خرجت من الحماية إللي كفلها العثمانيون للإنجليز و الفرنسيين و أصبح لزاماً عليها التعامل بشكل مستقل في علاقاتها الدولية.
في الوقت دا تم الإستيلاء على سفن أمريكية كثيرة على يد الأتراك و البربر و تم أسر عدد كبير من طاقمها مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في معاهدة ٥ سبتمبر لسنة ١٧٩٥ إللي التزم فيها الطرفان بعدم التعرض للآخر تحت شروط محددة. المعاهدة التاريخية دي كانت مكتوبة باللغة التركية و كانت المعاهدة الوحيدة في تاريخ أمريكا إللي بنودها مكتوبة بلغة غير إنجليزية و الوحيدة اللي أقرت فيها بدفع مبالغ مالية سنوية، جزية، لدولة أخرى نظير حمايتها. المعاهدة دي كمان كانت السبب إللي دفع امريكا لإنشاء سلاح البحرية الأمريكية.
المهم خلال الفترة التالية ماطلت أمريكا كثيراً في دفع الرسوم و كانت بتدفع أقل من المتفق عليه لأنها كانت لسة خارجة من حرب أهلية و كانت عليها ديون كثيرة جداً. ميزانية امريكا في الوقت دا كانت ضعيفة جداً لدرجة ان المبلغ إللي دفعته للجزائر من أجل تحرير طاقم سفنها المأسورة كان بيساوي سُدس ميزانيتها في الوقت دا.
صحيح أن أمريكا فضلت ١٥ سنة تدفع الجزية إللي كانت بتساوي ١٠٪ من ميزانيتها لكنها كانت بتماطل دايماً و بتتقاعس بالرغم من إلتزام الإمبراطورية العثمانيية بحماية سفنها طبقاً لبنود المعاهدة إللي مضاها الرئيس الأمريكي "#جورج_واشنطن".
و في ١٨٠١ تولي #توماس_جيفرسون الرئاسة بعد واشنطن. وقتها طالب حاكم طرابلس،#يوسف_باشا_القرة، إللي كان بيعاني من أزمات مالية في بلاده، من الإدارة الأمريكية الجديدة مبلغ ٢٢٥ الف دولار مع التقاعص الدائم و التباطؤ في دفع الجزية. لكن جيفرسون رفض طلبه فما كان من يوسف القرة إلا أنه أمر بإهانة العلم الأمريكي و تحطيم السارية المرفوع عليها أمام سفارتها بطرابلس إعلاناً منه الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
و خلال السنتين التاليتين جهزت الإدارة الأمريكية نفسها للقيام بحملة على شمال أفريقيا. كانت التجهيزات عبارة عن بناء سفن حربية و عمل تحالفات مع #سيسيليا لمدهم بالقوات. و في العام ١٨٠٣ خرجت من الشواطيء الأمريكية ٨ سفن حربية متجهة للشواطيء الشمالية للساحل الأفريقي. لكن في شهر أكتوبر من نفس العام أسرت القوات الطرابلسية السفينة "#فيلادلفيا" و تم أسر طاقمها بالكامل ثم إستخدام مدافعها ال٣٦ لمواجهة السفن الأمريكية الأخرى. إلا ان القوات الأمريكية تسللت للسفينة في فبراير ١٨٠٤ و حرقتها لمنع الطرابلسيين من إستخدامها.
في يوليو ١٨٠٤ هاجمت السفينة الحربية الامريكية "#انتربيد" ميناء طرابلس و لكن تم تدميرها بالكامل و قتل جميع طاقمها.
مع فشل القوات الأمريكية في الإنتصار على حاكم طرابلس و قواته، اتجهوا لإستخدام لطريقة أخرى.
كان "يوسف باشا القرة" له أخ أسمه "#أحمد_باشا_القرة" يعيش في مصر بسبب الخلاف بينهما على الحكم. الأمريكان راحوله و وعدوه بمساعدته على تولي الكرسي من أخوه على أنه يساعدهم في حملتهم من خلال علاقاته. و وافق أحمد باشا القرة و خرج مع الأمريكان في حملة على مدينة "#درنة" بشرق ليبيا في طريقهم لطرابلس. استمرت الحملة الأمريكية على درنة ٥٠ يوم أظهر فيها أهل المدينة شجاعة كبيرة في قتالهم الجنود الأمريكان إلا انهم فشلوا في الحفاظ عليها. القائد الأمريكي الذي قاد الحملة على درنة كان الملازم "بريسلي أوبانون". أيوا هو إللي صامويل إل جاكسون جاب سيرته في بداية الفيلم بكونه أنتصر على البربر على شواطيء طرابلس. الجنود الأمريكان بعد نجاحهم في غزو درنة رفعوا العلم الأمريكي على قصر الحاكم بالمدينة. دي كانت المرة الأولى في التاريخ الأمريكي إللي يتم فيها رفع العلم الأمريكي على أرض أجنبية بعد إنتصار عسكري. أحمد باشا القرة ماصدقش نفسه لما شعر بأنه ممكن فعلاً بالقوات دي يحصل على كرسي طرابلس.
الأسطورة بتقول أن أحمد باشا القرة سلَّم الملازم بريسلي سيف مملوكي نظير الإنتصار الكبير دا. أو خلينا نقول أول #إحتلال أمريكي لأرض عربية و مسلمة. المهم قصة السيف دي مالهاش سند قوي و كل الروايات إللي بتستند عليها مصدرها كتابات بعدها بفترة طويلة. حتى أول ذكر للقصة كان في مقال مطول بعنوان "أول ضابط يحمل نجوم و أشرطة النصر بعد إنتصار ببلد أجنبي كان من ولاية كنتاكي" بقلم "جون بريسلي كين" في ٢٩ يوليو ١٩١٧. يعني بعد الحدث بأكثر من ١٠٠ سنة.
المهم السيف دا تم تبنيه من سنة ١٨٢٥ على يد قائد قوات المارينز "#أرشيبالد_هندرسون" و أصبح من يومها رمز التكريم و التشريف لكل ضابط يتولى منصب رفيع بالقوات.
استنوا .. صحيح أوبانون قدر يسيطر على درنة، لكن إية حكاية إنتصاره على قراصنة البربر على شواطيء طرابلس إللي اتقالت في الفيلم دي ؟
مفيش يا معلم. القوات الأمريكية أصلاً ماوصلتش طرابلس و الإدارة الأمريكية أضطرت بعد الخسائر إللي لحقتها لعمل معاهدة مع يوسف باشا في ١٠ يوليو نصت على وقف الحرب و دفع فدية لإستعادة قواتهم المأسورة و سحب القوات كلها من المنطقة و الإنسحاب من درنة. درنة إللي كانت المعركة الوحيدة إللي دخلها الملازم أوبانون في المنطقة و إللي رجله ماعتبتش طرابلس دي و إللي بلده فضلت لغاية ١٨١٢ تدفع الجزية السنوية لبلاد البربر. أو بلاد الإمبراطورية العثمانية الشمال أفريقية.
بطلوا تاخدوا أي معلومة تاريخية من أفلامهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق