في مايو ٢٠١٣، قُتل الجندي الإنجليزي "لي ريچني" علي يد "مايكل أديبولاجو" و "مايكل أديبوالي" الإنجليزيين من أصول نيچيرية. تربا القاتلان كمسيحيين ثم إعتنقا الإسلام بعد ذلك. و في فبراير ٢٠١٤ تم الحُكم عليهما بالسجن مدي الحياة.
إللي حصل أن الدنيا قامت وقت الجريمة و لم تقعد. فضلت الصحافة و الإعلام و القنوات الفضائية الإنجليزية و الأمريكية تتكلم عن الجريمة مش أقل من أسبوعين و تستضيف أسرة القتيل و تتكلم عن إنسانيته و كم كان خلوقاً و تجيب مراته و إبنه. كذلك زادت البرامج في الوقت دا إللي كانت بتتكلم عن الإسلام و إزاي أنه بيدعو للإرهاب و إزاي أن الولدين إتحول كيانهم بعد ما إعتنقاه.
حتي الملكة إليزابيث و رئيس الوزراء، كاميرون، طلبا من الناس إلتزام ضبط النفس تجاه المواطنين المسلمين و إعتبار الحادث عمل فردي.
..................
"جو كوكس" هي عضوة البرلمان الإنجليزي منذ إنتخابات ٢٠١٥. "كوكس" إشتهرت بدفاعها عن اللاجئين الفلسطينيين و السوريين و مطالباتها ببناء مجتمع متعدد يقبل الإختلاف.
في ١٦ يونيو من العام ٢٠١٦، كانت "كوكس" في زيارة لمدينة "بريستول" بمقاطعة "يوركشاير الغربية" عندما هاجمها رجل أبيض يبلغ من العمر ٧٧ عاماً و أطلق عليها ٣ طلقات و طعنها أكثر من ١٢ طعنة و هو يطلق صيحات : "هذه هي بريطانيا - This Is Britain" و "بريطانيا أولاً - Britain First".
"كوكس" قتلت علي يد متطرف مسيحي يميني متعصب طاعن في السن و ليس شاباً متهوراً مثلاً أو أهوج. الرجل قتلها و هو يطلق صيحات شبيهة بالشعارات التي ينادي بها اليوم رئيس أقوي دولة في العالم، ترامب.
قصة "كوكس" السياسية البرلمانية التي قتلت علي يد رجل يميني متعصب لم يسمع عنها أحد في أمريكا و لم تأخذ ربع المساحة التي أخذتها قصة "ريچني" في الإعلام الأمريكي أو البريطاني حتي. لم تلتقي وكالات الأنباء الكبري بأسرتها ولا ذكرت الصحف الشهيرة ولا ناقشت القنوات الفضائية الأكثر إنتشاراً قضايا التطرف المسيحي كما فعلت مع واقعة الضابط.
نحن ضد جميع ألوان التطرف، و أيضاً ضد مبدأ الكيل بمكيالين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق