30 نوفمبر 2017
بتوع #الفيمينزم أتجننوا خلاص
.
.
.
من الحاجات إللي حصلت الأسبوع إللي فات و إللي ماعتقدش كثير سمعوا عنها هو توجيه رئيس الوزراء الفرنسي تعليماته بضرورة التعامل الرسمي بألفاظ "حيادية".
.
.
.
من الحاجات إللي حصلت الأسبوع إللي فات و إللي ماعتقدش كثير سمعوا عنها هو توجيه رئيس الوزراء الفرنسي تعليماته بضرورة التعامل الرسمي بألفاظ "حيادية".
اللغة الحيادية هي اللغة إللي مفيهاش إستخدام مباشر لإشارات مؤنثة أو مُذكرة، و دا توجه بقاله فترة كدا بداية من نهايات القرن العشرين و بينادوا بيه أنصار #النسوية كنوع من أنواع رفع الإضطهاد عن النساء.
و علشان نفهم إزاي الهطل الحقوقي ممكن يوصل لدرجة إفساد أي ثابت حتى لو كانت اللغة ذاتها، هانعطي بعض النماذج من اللغة الإنجليزية بيتم فيها تحويل الأسماء و الصفات إلى ألفاظ مُحايدة غير مُجنَّسة، حسب وصف المؤمنين بالفكر دا.
Businessman / Businesswoman = Business person
Chairman/Chairwoman = Chairperson
Policeman/Policewoman = Police Officer
Waiter/Waitress = Server, Waitron
Chairman/Chairwoman = Chairperson
Policeman/Policewoman = Police Officer
Waiter/Waitress = Server, Waitron
الأمثلة دي مجرد نماذج بسيطة لعملية التحول اللغوي من خلال إستبعاد أي إشارة إلى ذكورية الصفة أو أنوثتها و من خلال إستخدام بدائل محايدة.
كثير جداً ممكن لأول وهلة يظن أن دي حاجة حلوة و كويسة و طالما هدفها الإنصاف و العدل و المساواة بين الجنسين، فتمام جداً و هو دا المطلوب.
لكن تعالوا نكمل القصة علشان نعرف التخريب دا بيوصلنا لفين.
رئيس الوزراء الفرنسي خاطب وزراءه بضرورة إستخدام اللغة المحايدة و أعطى نموذج لها في كلمة زي "قُرَّاء = lecteurs" و إللي بتشير إلى مجموعة من البشر، أياً كان جنسهم، بيتشاركوا القراءة. لو كانت المجموعة كلها من الإناث فكانت هاتبأى "Lecteurs". الكلمة إللي طلب إستخدامها هي "lecteur.ricr.s" بديلاً عن الأثنين، سواء كانت المجموعة كلها من الإناث أو من الذكور أو مختلطة.
في الواقع، قبل ذلك كان في كثير من الوزارات و الجامعات و إتحادات العمال في فرنسا بيستخدموا بالفعل اللغة المحايدة دي لكن على إستحياء. مؤخراً إللي أثار المسألة دي بصورة جماهيرية أنها تم إستخدامها في كتاب التاريخ الخاص بالمرحلة الإبتدائية بالمدارس العامة بفرنسا. و في الكتاب تم الإشارة إلي الفلاحين بإستخدام كلمة : agriculteur.rice.s و مُلاك المتاجر بإستخدام كلمة : commercant.e.s.
أنصار "النسوية - #Feminism" علقوا على نشر كتب الأطفال بلغة محايدة بكونه إنتصار لمباديء المساواة و بكونها حركة في منتهى الأهمية لتنشئة جيل جديد مؤمن بقيمهم و بناء بيئة تُرحب بتمثيل أكبر للمرأة على الساحة العامة.
على الجانب الآخر، اللغويين و النُقاد أكدوا على خطورة المسألة دي على اللغة ذاتها و أنها ممكن تؤدي إلي جعل الفرنسية لغة صعبة حتى على أبناءها إللي بيمثلوا أكثر من ٢٧٥ مليون فرد في العالم و إللي بيعرضها لعدم الإستقرار و الزوال مع الوقت مع نشوز أبنائها عنها. دا غير خوفهم من الأثر الإجتماعي إللي هاتؤدي إليه.
الموضوع متفصَّل بشكل أكبر في تاريخية الصراع اللغوي دا : https://www.theatlantic.com/…/inclusive-writing-fra…/545048/
حتى "ناتاشا ديفون - Natasha Devon"، إستشارية الصحة النفسية السابقة لدى وزارة التعليم البريطانية و النسوية المعروفة، قامت الأسبوع الماضي أثناء حضورها المؤتمر السنوي الخاص بجمعية مدارس البنات في إنجلترا "Girls' School Association" بتقديم النصيحة للمختصين بالعملية التعليمية من أجل إستخدام اللغة الإنجليزية المحايدة و ذلك خلال كلمتها التي ألقتها بالمؤتمر.
لكن هل توقفت المسألة عند مجرد تغيير بسيط في الألفاظ إللي بيتم إستخدامها في الكتابة أو المراسلات الرسمية ؟ .... يا ريت.
الأسبوع إللي فات، برضة، وجهت الكنيسة الرسمية بالسويد تعليماتها لأبنائها بعدم الإشارة إلي "الرب - God" من خلال إستخدام كلمات مثل "He" أو "Lord". التعليمات دي تم إتخاذها في طور سعي الكنيسة القومية اللوثرية الإنجيلية بالسويد لتجديد الكُتيب الخاص بها و الذي يحتوي على أساليب الدعوة من أجل نشر منهجها و هو ما إعتبرته تجديداً في وسائل الدعوة ليتماشى مع الواقع المعاصر. الكنيسة دافعت عن موقفها من خلال بيان أن الرب ليس بذكر ولا بأنثى ليتم تجنيسه ... عُذر أقبح من ذنب.
هل دا معناه إننا بعيد عن الكلام دا كله ؟ لا حضرتك.
السنة إللي فاتت كنت كتبت بوست عن الباحثة السورية الأصل "عفراء جبلي"https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10154446975030659 . عفراء كتبت مقال في ٢٠١٤ تحت عنوان "بسم الله الرحمانة الرحيمة". عفراء عايشة في كندا و في نفس العام دا قامت في إحدى المساجد هناك بإلقاء خطبة العيد في حادثة كانت الأولي من نوعها، إلا أنها مش نموذج يحتذي به الكثير و لكنها إحدى المتطرفات في مسألة الحقوق. بالتأكيد الطرح بتاع عفراء مستحيل يكون مقبول لدى العامة أو قابل للتحقيق في أي لحظة تاريخية سابقة أو معاصرة أو لاحقة، لكن أنا باضرب مثال عفراء هنا بكونه محاولة من ضمن المحاولات إللي بتقوم بيها أنصار "النسوية" تحت شعار الحيادية و المساواة حتى و إن كان عبر هدم أصول و ثوابت لغوية أو دينية.
و إللي بيعتبر أن اللعب في اللغة مسألة مش سهلة، ممكن يطَّلع على تاريخ مصطلح زي "Queer" أو "Gay" إللي كانوا في يوم من الأيام مصطلحات بتشير إلى معاني مختلفة تماماً عن إللي بيشيروا إليه النهاردة : https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10154785547200659
و إللي بيعتبر أن اللغة العربية صعب التأثير على أبنائها أو تغييرها بنفس المنهج إللي بيتم تغيير اللغات التانية من خلاله عبر المجموعات الحقوقية، ممكن يسأل نفسه كدا إحنا من إمتى كُنا بنستخدم مصطلح زي "مثلي" للإشارة إلى "الشاذ جنسياً" و هو المصطلح إللي بيحيِّد الشعور تجاه صاحب الصفة دي و ينشيء جيل جديد عنده فكرة مستبطنة بأن دا مش شخص غير طبيعي و أنه متساوي مع غيره في كل شيء و بالتالي بيجعل الجيل دا يؤمن بضرورة تسمية الآخر إللي مش "مثلي" بلفظ آخر و هو "غيّري" كنوع من أنواع المساواة في الحقوق.
و يا ريت نراجع الكلام دا : https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10154402795275659
يقول مؤيدو نظرية الحتمية اللغوية أن لغتك تحدد و تقيد ما أنت قادراً على التفكير فيه. الحتمية اللغوية هي النكهة القوية لفرضية "سابير-وورف". وهي فكرة أن لغتك تؤثر على طريقة تفكيرك أو القول بأن بنية اللغة الخاصة بالفرد لها أثرا في كيفية فهم المتكلم للعالم، حيث أن نظرة المتكلم إلى العالم تختلف باختلاف لغته.
اللعب في اللغة هو أخطر وسائل التدمير الثقافي و هو ما نعانيه حقاً عندما نتحدث مع أجيال شابة في مسائل خاصة بدينهم و التي تم عرضها داخل النصوص المقدسة المكتوبة بالعربية الصحيحة. فما نلاحظه خلال نقاشنا هو عدم الفهم و الإدراك الذي لديهم تجاه تلك النصوص أو المقصود منها و التي تصل بهم إلى محاولة تفسيرها حسب فهمهم المعيوب للغة و الذي أبتعد عنها كثيراً سواء بأيديهم هم أو غصباً عنه.
مصادر :
0 التعليقات:
إرسال تعليق