آخر التعليقات

الجمعة، 17 نوفمبر 2017

مبادرة الأديان المتحدة 1


"لي بن" Lee Penn هو استشاري نظم معلومات يعمل بمجال الرعاية الصحية و كصحفي أمريكي. حصل "لي" على شهادة البكالوريوس بمرتبة الشرف من جامعة هارفارد في العام ١٩٧٦، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال في مجال الصحة العامة من جامعة كاليفورنيا في العام ١٩٨٦ و عمل في مجال نظم المعلومات المالية والرعاية الصحية كمستشار خاص لمساعدة المستشفيات و المؤسسات المهتمة بالأنظمة الصحية و تم ذكر أسمه بكتاب "من هو بأمريكا -Who’s Who in America و كذلك "من هو بالعالم - Who’s Who in the World" و هي سلسلة كتب مهتمة بذكر مُلخص لحياة و إنجازات أشهر الشخصيات بالمجالات المختلفة.
كتب "لي"، كصحفي، بمواضيع مثل "مبادرة الأديان المتحدة - URI" ، و "الطقوس"، و"حركة العصر الجديد - New Age Movement" منذ العام ١٩٩٨.
منذ العام ١٩٧٩ إلى ١٩٨٣، كان "لي" عضوا في الجماعة الميثودية (و هي أحد الجماعات المسيحية الدينية بالولايات المتحدة) بولاية أوريغون. و منذ العام ١٩٨٣ إلي ١٩٩٥ كان عضوا نشطاً في الكنيسة الأسقفية في أبرشية المطران "سوينج" في سان فرانسيسكو، و التي عمل فيها في رعاية مجلس الكنيسة والرعية، و رأس لجنتها المالية، و شاركك في اللجنة المختصة بالبحث عن رئيساً جديداً للجامعة بالعام ١٩٩٤.
ترك "لي بن" الكنيسة الأسقفية في العام ١٩٩٥ مدفوعاً بعدة أسباب كانت أهمها إنشاء الأسقف "سوينج" لمبادرة الأديان المتحدة – URI، و كذلك موقف الكنيسة الأسقفية المؤيد لعمليات الإجهاض. و كانت القشة التي دفعت "لي" لترك الأسقفية هي عندما بدأت الأسقفية في أن تدعو الله ب"هي".
من خلال سلسلة من المقالات، قام "لي" بالتحدث إلى جمهور القراء من أجل التنبيه بالتهديدات المعاصرة التي تواجه المعتقد الديني التقليدي. كذلك نُشرت له مقالات بعدة مجلات مثل "مشروع الروحانيات المزيفة - Spiritual Counterfeits Project "، و "مراجعة أكسفورد الجديدة - New Oxford Review "، و "المحك - Touchstone "، و "تحدي المسيحية - The Christian Challenge "، و "الكنيسة الحية - The Living Church "، وغيرها من المجلات الأرثوذكسية البروتستانتية والكاثوليكية.
في مقال له علي موقعه الخاص بالعام ٢٠٠٧ بعنوان "الدين العالمي المشترك: التفاصيل – تَعَلَّم لتتعرف عليهم" http://www.leepenn.org/OneWorldReligion.html ذكر ما عاصره بنفسه بالعام ١٩٩٥ عند إنشاء السيد "ويليام سوينج" لمبادرة الأديان المتحدة – United Religions Initiative" و كيف انتشرت في وقت قصير بأكثر من ٢٠٠ منطقة في أنحاء الكرة الأرضية و العلاقة القوية التي جمعت المبادرة للعمل مع منظمة الأمم المتحدة – UN في عدة مشروعات و برامج مشتركة و كذلك الدعم الذي تلقته المبادرة من عدة أثرياء مثل مؤسسات تابعة للثنائي "جورج سوروس" و "بيل جيتس" اللذان يمتلكان عدة مؤسسات تعمل في المجال الخيري كغطاء قوي لتلك الأنشطة المريبة. كذلك من المؤسسات التي تقوم بتمويل المبادرة؛ "معهد السلام الأمريكي" و هو وكالة أمريكية فيدرالية، و كذلك مؤسسات أخري تدعو إلي قيم ثيوصوفية و تعادي المسيحية الراديكالية و تنصر حركة العصر الجديد الروحانية مثل مؤسسة "رادولف شتاينر" و "صندوق لوشياس تراست العالمي للخدمات – Lucias Trust World Service Fund".
يذكر "لي" أن زعماء المبادرة يقولون أن "التبشير" هو عمل "الأصوليين". فقد قال "بول تشافي"، الذي كان عضوا في مجلس إدارة URI، بمنتدى URI في العام ١٩٩٧: "لا يمكننا تحمل الأصوليين في هذا العالم الصغير." و لذا يُنبِّه "لي" إلي أن خطورة رؤية أصحاب هذه المبادرة هي في سعيهم نحو استبعاد التبشير المسيحي. و بالتأكيد التبشير بأي دين. فالدين وقتها سيكون مُوحَّد، فكيف لأحد أن يُبشِّر بدين مُخالف ؟
و في مقال بتاريخ ١١ ابريل ٢٠١٤ بالموقع الكاثوليكي "The Remnant" بعنوان "البابا فرانسيس و مبادرة الأديان المتحدة"، http://remnantnewspaper.com/…/511-pope-francis-and-the-unit… … تساءل "مايكل مات"، كاتب المقال، عن السر وراء العلاقة الممتازة بين وسائل الإعلام المختلفة التي طالما كانت تصف "بينيدكت السادس عشر" و "جون بول الثاني" الذين سبقاه في تولي المنصب ب"التقليديين المتعنتين" و بأنهم كانا متسببان بشكل شخصي في نشر مرض الإيدز و الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل الكهنة في جميع أنحاء العالم.
و برغم ما يقوم به أساقفة الكنيسة الكاثوليكية من توسل إلي حكوماتهم لحماية "الحريات الدينية" ضد الاضطهاد الذي تمارسه وسائل الإعلام تجاههم، فكيف يُصدَّق أن يكون أسقف روما نفسه هو "أعظم قائد في العالم" طبقاً لمجلة "التايم" أو أن تضعه مجلة "فورتشن" كأفضل شخصية للعام ؟ و تأتي الإجابة كما ذكرتها مجلة "سي ان ان للمال - CNN Money" :
"أنار فرانسيس الكنيسة واجتذب جحافل من المعجبين من دون الكاثوليك من خلال توجهاته الجديدة. فقد رفض أن يسكن الشقق البابوية الفخمة، و قام بتغسيل أقدام سجينة مسلمة، و يجوب شوارع روما راكباً سيارة موديل "فورد فوكس"، و اشتهر بإجابته "من أنا لأحكم؟" عندما تم سؤاله عن رأي الكنيسة بشأن أعضاءها المثليين."
وليس الأمر سراً أن للرجل أنصار في منظمات متطرفة مثل "مجلس البرلمان الخاص بالأديان العالمية – Council for a Parliament of the World Religions". و قد أُشيد به دائماً لخبرته الواسعة في العلاقات بين الأديان بالأرجنتين.
كما أن هناك علاقة بين البابا فرانسيس و مبادرة الأديان المتحدة (URI). فحين كان لا يزال يُدعي بالكاردينال "بيرجوجليو"، كان يقال إنه صديقاً و داعماً للمبادرة التي كانت مقرها ولاية "سان فرانسيسكو" و لديها مكاتب إقليمية في ٨٣ بلدا ويبدو أن هدفها النهائي هو إقامة ما يُطلق عليه أصحاب نظريات المؤامرة "الدعوة العالمية لدين واحد"، حيث المسيحيين واليهود والمسلمين والبوذيين والشنتو والبهائيين والسيخ والهندوس والزرادشتيين، و أنصار العصر الجديد، و ممثلي الديانات الأصلية، وما إلى ذلك، من شأنهم أن يضعوا كل الخلافات المذهبية جانباً من أجل التعايش السلمي العالمي.
في العام ٢٠٠٧، احتفلت URI بالذكرى السنوية العاشرة في كاتدرائية ميتروبوليتان في بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين. كتب وقتها أحد أعضاء الجمعية المتحمسين، " ماريا يوجينيا كريسبو"، قائلاً: "إن أحد المشاركون والأصدقاء الكرام، خورخي ماريو بيرجوجليو، سيُعيَّن في منصب البابا في وقت لاحق خلال خمس سنوات فقط. تهانينا للبابا فرانسيس".
و وفقا لموقع "عهد الإيمان - Covenant of Faith "، كان الكاردينال بيرجوجليو معروف بتأييده لمبادرة الأديان المتحدة في أبرشيته. حتي أن "ماريا كريسبو"، الأرجنتينية الكاثوليكية القائمة بأعمال منسق الدعم العالمي للمبادرة، قالت في مقال لها بمارس بالعام ٢٠١٤ أنها "عملت مباشرة مع بيرجوجليو في جهود الحوار بين الأديان. و قد استضاف وقتها الرجل إجتماعا لدائرتها التعاونية الخاصة بالجمعية، والتي تعزز التعاون بين الأديان، في كاتدرائية العاصمة بوينس آيرس.
و في مقاله، تسائل الكاتب وقتها عن إذا كان فرانسيس لا يزال "صديقا وداعما لمبادرة الأديان المتحدة ". فحماية البيئة، و رفضه الحكم علي الخطيئة، و سعيه من أجل هدم تقاليد المعاقل الكاثوليكية القديمة، و ظهوره كمهووساً بقضايا الحياة، و إظهار الرحمة بلا حدود للمنشقين عن التعاليم الأخلاقية الكنسية، كل هذه العناصر طالما كانت تسعي المبادرة لأن توظفها لنهاية "الصراع الديني" من أجل تحقيق رؤيتهم المثالية، ذلك الذي يسميه البعض ب"النظام العالمي الجديد – New World Order".
و في نهاية مقاله، يدعو الكاتب قراءه إلي الصلاة من اجل ان يكون قد تخلي البابا فرانسيس عن دعم "مبادرة الأديان المتحدة". و ذكر الكاتب أنه حتي إن لم يكن قد ترك البابا فرانسيس دعمه، فيجب (علي كل مؤمن أن يتذكر أن أسبوع الآلام هو ذكرى لتلك الساعات الرهيبة عندما شهد آبائنا وأمهاتنا الإعدام الوحشي للمسيح، و نفي بطرس المسيح، و خيانة يهوذا له، و كم كان يرتعد جميع الأساقفة خلال مشاهدتهم آلامه). تلك النهاية التي تؤكد الرفض التام للمسيحيين للتوحيد مع أصحاب الأديان الأخري و التنازل عن معتقداتهم من أجل أفكار مستحيلة و غير واقعية و متصادمة مع أصول إيمانهم.
و يبدو أن الرجل كان مُحقاً في جميع ظنونه و يبدو أيضاً أن البابا فرانسيس لازال علي عهده مع تلك المبادرة المشبوهة. فقد بعث بابا الفاتيكان في أول رسالة فيديو له بالعام ٢٠١٦ يوم الثلاثاء الموافق الخامس من يناير إعلاناً واضحاً عن رغبته في توحيد الأديان و إنشاء دين عالمي واحد من شأنه أن يجمع بين عناصر المسيحية والإسلام والبوذية واليهودية يقول فيه أن "نحن جميعا أبناء الله بغض النظر عن الأديان أو المعتقدات الدينية".
و لم ينتهي الحديث عند ذلك الحد، فلازال للحديث بقية. فتلك المبادرة المشبوهة لم تقتصر في عملها بالعالم الغربي فقط، بل إمتدت أذرعتها إلي داخل بلادنا. فهي لها أعضاء بدول عربية كثيرة و لها أنشطة قوية داخل هذه البلاد سنعلن عنها و نفضحها في مقال آخر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More