آخر التعليقات

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

قصة النشيد الوطني الأمريكي


حد يعرف إية هي قصة النشيد الوطني الأمريكي ؟
قبل ما أحكي قصته هاحكيلكم قصة صغيرة :
للأغاني أنواع ... في منها للرقص و منها للحب و منها للحزن و منها للكلام عن الماضي و منها لتخليد ذكريات و منها لتأجيج مشاعر الوطنية و منها لتأجيج مشاعر العنصرية و هكذا.
واحدة من أنواع الأغاني هي أغاني "الشراب" أو "السُكْر" إللي بيتم سماعها و ترديدها أثناء تناول المشروبات المُسكرة في الحانات أو التجمعات الخاصة أو العامة.
من أشهر الشعراء اللي كانوا متخصصين في النوع دا من الأغاني بجانب أشعاره عن النساء و المتعة كان الشاعر الإغريقي "أناكريون" إللي مات سنة ٤٨٥ قبل الميلاد.
بعد كام ١٠٠ سنة، في نهاية القرن ال١٨، أسس مجموعة من الموسيقيين في لندن نادي شعري خاص تحت اسم "المجتمع الأناكريوني" نسبةً للشاعر الإغريقي و كان بيتم فيه إلقاء أشعاره مع تأليف رواده أشعار علي نفس النهج.
و في سنة ١٧٧٧، كتب رئيس النادي، رالف توملينسون، أغنية بعنوان "الأغنية الأناكريونية" و اللي كانت أولي كلماتها هي "إلي أناكريون في الفردوس". الأغنية بعد كدا اشتهرت جداً و أصبحت أغنية شعبية بيتم غنائها في الحانات و تجمعات السكاري.
المهم ان بعد ٣٧ سنة و بالتحديد يوم ١٣ سبتمبر ١٨١٤، كان المحامي و الشاعر الأمريكي "فرانسيس سكوت كي" يقضي ليلته محتجزاً علي سفينة بريطانية أثناء قصف البحرية البريطانية للقلعة الأمريكية "ماكهنري" خلال الحرب الإنجليزية الأمريكية.
فرانسيس كتب في الليلة دي مجموعة من الأبيات بعنوان "الدفاع عن قلعة ماكهنري". الأبيات اللي كتبها اقتبس فيها نفس النغمة الخاصة ب"الأغنية الأناكريونية" اللي كانت من أشهر أغاني السُكر وقتها.
غالباً فرانسيس من المفاجأة ماجاش في باله غير لحن الأغنية دي و اللي أصبحت بعد كدا و لغاية النهاردة هي النشيد الوطني للولايات المتحدة الأمريكية.
تخيلوا واحد كتب أغنية وطنية و أصبحت النشيد الوطني للبلاد علي ألحان "مفيش صاحب يتصاحب" مثلاً 😂😂
القصة ماخلصتش علي كدا.
لكن قبل ما أكمل القصة هاسألكم سؤال :
كام واحد يعرف السلام الوطني المصري كله ؟ أيوا اللي بيبدأ ببلادي بلادي دا.
يعني حد عارف أن السلام الوطني المصري عبارة عن ٤ مقاطع ؟
المقطع الأول يبدأ ب"مصر يا أم البلاد انت غايتي و المراد"
المقطع الثاني يبدأ ب"مصر أنتي أغلي درة فوق جبين الدهر غرة"
و المقطع الثالث يبدأ ب"مصر يا أرض النعيم سدت بالمجد القديم"
و المقطع الرابع يبدأ ب"مصر أولادك كرام أوفياء يرعوا الزمام"
طبعاً مش كثير اللي يعرف الموضوع دا.
كمان السلام الوطني الأمريكي كدا. مش مقطع واحد حافظه أكثر من ٢٥٠ مليون مواطن، لكنه عدة مقاطع.
كلامنا هنا عن المقطع الثالث من السلام الوطني الأمريكي إللي كتبه "فرانسيس". و خاصةً نهاية المقطع دا :
No refuge could save the hireling and slave
From the terror of flight or the gloom of the grave,
And the star-spangled banner in triumph doth wave
O’er the land of the free and the home of the brave.
ترجمة المقطع هي :
{لا ملجأ يمكن أن ينقذ أجير و رقيق
من رهبة الرحلة أو ظلمة القبر،
و راية النجوم المتلألئة (يقصد العلم الأمريكي) ترفرف في انتصار
و بصوت مرتفع أرض الأحرار و موطن الشجعان.}
كل ما يُعرف عن الحرب الأمريكية البريطانية أنها حرب لتحرير الأرض من سلطة الإمبراطورية البريطانية متناسين تماماً انها بدأت بمحاولة القيادة الأمريكية انتزاع الأراضي الكندية من أيادي البريطانيين.
و لكن يبدو ان القيادة الأمريكية رأت في نفسها قدرة أكبر من امكانياتها و هو الذي كان واضحاً عندما قامت القوات البريطانية بهجوم عكسي علي الأراضي الأمريكية وصلت إلي حد حرق البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن.
إحدي مفاتيح عدم قدرة القوات الأمريكية علي الإنتصار علي القوات البريطانية كانت إستعانة الأخيرة بالعبيد السود الأمريكان و توظيفهم بالجيش البريطاني.
عائلات كاملة من المواطنين الأمريكان أصحاب البشرة السوداء اصطحبتهم السفن الإنجليزية التي قبلتهم جميعاً و وعدتهم بعدم إرجاعهم إلي القوات الأمريكية و دربت البالغين منهم و شكلت بهم قوات تحت اسم "مشاة البحرية الإستعمارية" و التي شاركت في كثير من المعارك و كانت سبباً في كثير من الانتصارات البريطانية و احدي تلك المعارك كانت الغارة علي مدينة واشنطن بشهر أغسطس بالعام ١٨١٤.
هذا الواقع ألهم المحامي و الشاعر الأمريكي "فرانسيس سكوت كي" لكتابة هذا المقطع في الأغنية التي أصبحت فيما بعد النشيد الوطني للولايات المتحدة الأمريكية و التي أعلن فيها سخطه علي السود و الرقيق الذين حصلوا علي حرياتهم و الذي كان هو شخصياً يمتلك العديد منهم.
حتي أن الجزء الأخير من أبيات الشاعر قلبت حقيقة قتال العبيد للحصول علي حريتهم بأيديهم إلي كذبة بأن قتال الأمريكان كان علي "أرض الأحرار و موطن الشجعان."
بعد انتهاء الحرب و توقيع الطرفان علي اتفاقية سلام، طالبت الحكومة الأمريكية عودة "الممتلكات" الأمريكية إلي أصحابها و التي كانت عبارةً عن ٦٠٠٠ من العبيد السود الذين حصلوا علي حريتهم و انتقلوا الي الأراضي الكندية و التي رفضت القوات البريطانية تسليمهم.
و للتأكيد علي موقف الرجل الذي كتب تلك الأبيات التي يرددها الشعب الأمريكي، فقد كتب بعد ذلك في العام ١٨٣٣ كتاباً حمل عنوان "عاصفة الجليد - Snowstorm" كتب فيه: "ليس هناك رحمة ولا عدالة للسود في تلك المنطقة". و هو الذي يؤكد موقفه العنصري من أصحاب البشرة السمراء الذي ترك في نفسه أثراً تم توريثه فيما بعد بصورة تلقائية من خلال العبارات و الأبيات التي تركها ليقرأها الأجيال القادمة حتي وقتنا هذا.
و لهذا كان موقف العديد من الذين نادوا بحقوق الملونين و السود بالولايات المتحدة هو عدم احترام السلام الجمهور بعدم الوقوف عند سماعه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More