آخر التعليقات

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

منظمة الصحة اللاعلمية


من المضحكات المبكيات
"منظمة الصحة العالمية - WHO" المسؤولة دولياً و عالمياً عن صحة الإنسان و توصيف الأمراض و تصنيفها و إعتماد العلاجات الخاصة بكل مرض و وضع برامج عالمية و إقليمية و محلية لعلاج الأزمات الصحية بكل بقعة من بقاع الأرض - مفروض يعني - تقوم حالياً بإعادة توصيف مصطلح "العقم".
المنظمة الدولية التي هي الدليل الذي يستدل به كل إنسان على وجه الأرض من الناحية الصحية، ستُلزم من بداية العام القادم جميع وزراء الصحة بجميع بلدان العالم بالتوصيف الجديد الخاص بها للشخص العقيم و الذي يدخل من ضمنه [كل فرد قادر على الإنجاب بيولوچياً و لم تتسنى له الفرصة للحصول على شريك].
التوصيف دا معناه أن كل "رجل - Man" أو "إمرأة - Woman" أو "شاذ - Gay" أو "شاذة - Lesbian" أو "متحول جنسياً - Transsexual" و لديه/ها القدرة على الإنجاب لكن لا توجد ليه/ها القدرة "الإجتماعية" على الحصول على شريك فإنه طبياً سيتم تصنيفه بكونه عقيم و بالتالي يكون مستحقاً للعلاج ب"التلقيح الصناعي - IVF".
المنظمة التي من المفترض أن تخصصها علمي بحت، تعيد شرح المعنى "اللغوي" لمصطلح "عقيم" ليشمل الجانب "الإجتماعي" بالإضافة إلى الجانب "البيولوچي".
طيب لية ؟ لية ممكن منظمة بالحجم دا تقوم بخطوة زي دي ؟
لعدة أسباب :
أولاً: سطوة العلم على المفاهيم العالمية تجاوزت مستويات غير مسبوقة في التاريخ البشري مما يجعل هؤلاء القائمين على إدارة تلك المنظمات يحصلون على سلطة قد تتجاوز سلطة الرب على عقول البشر الحاليين.
ثانياً: أوروبا و العالم الغربي بشكل عام عنده أزمة كبيرة تتمثل في إنخفاض مستوى الخصوبة بشكل غير مسبوق و السبب الرئيسي هو إحجام الشباب عن الزواج أو تأخر سن الزواج مما قد ينشأ عن تلك العلاقات ذرية لا تتعدى الطفلين في معظمها، هذا إن حدث إنجاب في الأصل.
ثالثاً: القيمة الكبرى التي اعتلت قمة هرم القيم بالعالم الغربي هي قيمة الحريات و الحقوق عبر فلسفتها الغربية و التي ترتكز على مبدأ "المساواة".
رابعاً: برامج المساواة بين الجنسين و التي تدعمها المنظمات الدولية تدفع النساء بكل قوة نحو الإنطلاق في سوق العمل مما يؤثر بطبيعة الحال على قضية تكوين الأسرة. و حتى في حالة ما تم تكوين تلك المؤسسة الإجتماعية، فإن تلك المساواة تؤثر بالضرورة على تأخر الزواج بسبب الصراع على تحقيق الإنجازات بمجالات العمل المختلفة و بالتالي يتأخر الإنجاب أو حتى لا يحدث في معظم العلاقات و هو ما ينتج عنه مع مرور الوقت إنخفاض كبير في نسبة الخصوبة و الإنجاب و إنخفاض في نسبة تمثيل الشباب بالمجتمع مع إرتفاع في نسبة الشيخوخة بسبب التطور الكبير بالخدمات الصحية و الطبية.
بالتالي: لا يجروء القائمين على إدارة المؤسسات الصحية الدولية، و على رأسها منظمة الصحة العالمية، على الإعتراف بأن برامج المساواة بين الجنسين هي السبب الرئيسي في الكارثة التي حلت، و لازالت، على المجتمع الغربي و ذلك لأن مثل ذلك الإعتراف لا يعني سوى أن فلسفة الحقوق و الحريات التي نشأ عليها المجتمع الغربي المعاصر تحتاج إلى تغيير و إعادة صياغة حيث أن نتيجتها ستكون كارثية على إستمرار المجتمع الممثل لتلك الحضارة و إستدامته. و بدلاً من ذلك الإعتراف، و إنطلاقاً من الركيزة الأساسية بأن العلم هو صاحب السلطة الرئيسية المعاصرة، توصل هؤلاء المسؤولون إلى حلاً عبقرياً كارثياً أعادوا به توصيف المصطلحات الطبية و إنطلاقاً من وصفهم القديم للممارسات الشاذة بكونها ممارسات طبيعية و أن أصحابها لا يعانون من أي أمراض نفسية أو عضوية و هم الأن في طور وضع تصنيف جديد يضع جميع من لديهم القدرة البيولوچية على الإنجاب و يرغبون في الحصول على طفل و لم يتسنى لهم الحصول على شريك إجتماعي، يضعهم تحت تصنيف المصابون بمرض العقم، مما يجعلهم مستحقين بذلك العلاج عن طريق عمليات التلقيح الصناعي و بالتالي مستحقين الحصول على التأمين الصحي الذي يوفر لهم تلك العمليات المكلفة مادياً متجاوزين بذلك جميع الأزمات الإجتماعية التي سببتها الحياة الرأسمالية المسيطرة على العالم الغربي.
المسألة الأعظم قدراً في تلك الحالة الهزلية هي أننا بعد عشرة أو خمسة عشر عاماً، و من الممكن أقل من ذلك، سنجد جيلاً يؤمن بصحة ذلك التوصيف بكونه حلاً طبياً سليماً للأزمة الإجتماعية التي ستلحق بالتأكيد مجتمعاتنا بعد زيادة نسب الطلاق و إنتشار المفاهيم النسوية و برامج المساواة بين الجنسين و "إستقواء المرأة - Women Empowerment" و سيكون ذلك مشابهاً لما نراه اليوم و نسمعه على لسان هؤلاء المدافعون عن حقوق الشواذ المستدلون بتوصيفات تلك المؤسسات الدولية التي تسيطر عليها في الأصل السياسة الرأسمالية الغربية و التي لا تجد أي مشكلة في إعادة صياغة المصطلحات لتعيد صياغة أفكار البشر فيصبح "العقيم" هو ذلك الشخص الذي فشل "إجتماعياً" في الحصول على شريك "بيولوچي" لإنشاء و تأسيس أسرة طبيعية.
إننا نعيش في عالم مجنون فاقد للقيمة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More