"چيري سيجل - Jerry Siegel" يهودي أمريكي لأبوين من يهود ليتوانيا فرا من أهوال الحرب العالمية الثانية.
"چو شوستر - Joe Shuster" يهودي أمريكي من أبوين أوكرانيين.
أبتكر چو و چيري شخصية "سوبرمان" في العام ١٩٣٣ و أصدرا أول رواية قصيرة بعنوان "عهد السوبرمان - The Reign of the Superman" و إللي فيها سوبرمان كان عبارة عن "إنسان" خارق له القدرة على التحكم في عقول البشر من أجل تنفيذ أغراضه الشريرة. آه و الله سوبرمان كان في البداية شرير.
چيري كان متأثر جداً بأفكار الفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشه" إللي عرضها في كتابه "هكذا تكلم زرادشت" عن الإنسان الأعلى" و إللي عرَّف فيه الإنسان من خلال رؤية نقدية للأديان بتقول أن عموم البشر المؤمنين بالأديان هم مجرد مجموعات غاضبة من أوضاعهم على الأرض فاخترعوا الأديان و آمنوا بوجود مكان آخر و حياة أخرى بعد الموت يكون فيها حالهم أفضل يحققوا فيهم إللي ماقدروش يحصلوا عليه في حياتهم.
نيتشه إعتبر الإنسان الأعلى هو إللي عنده القدرة على "التعالي" على الأفكار الضعيفة الخاصة بالإنسان الجاهل إللي اخترع فكرة الدين و أن الإنسان الأعلى دا قدر أنه يرتقي بفكره و بقدراته فوق الأديان و ارتبط أكثر بالحياة المعلومة و قطع كل السبل للإرتباط بفكرة المجهول بعد الموت.
و من هنا كانت فكرة "السوبرمان" أو ... "الإنسان الأعلى".
لكن العرض إللي قدمه الصديقان اليهوديان في البداية بكون السوبرمان شخصية شريرة فشل تماماً تجارياً و ماكانش قدامهم غير أنهم يعيدوا استخدام الشخصية لكن المرة دي في صورة بطل بيحب الخير و بيقاتل الأشرار و بيسعى لنشر السلام على الأرض بين البشر و يدافع عن الضعفاء و برضة يظل في صورة إنسان أعلى مرتبط بالحياة الدنيا لكنه صديق للبشر و ليس عدواً لهم و محب للخير و محارب للشر.
الشخصية إللي ابتكرها چيري كانت مُجزئة ل٣ أجزاء هي : "سوبرمان" و "كال-إل" و "كلارك كنت".
"كال-إل" هو الكائن القادم مهاجراً من كوكب آخر بعد فناء كوكبه. و الجزء دا أخذ أسم "الأصل".
"كلارك كنت" هو الشخصية إللي عاش بيها وسط البشر و أندمج من خلالها معاهم. الجزء دا أخذ أسم "الإندماج".
أما "سوبرمان" فهو البطل الخارق صاحب القدرات الخاصة اللي بيستخدمها لحماية الحق و العدالة. و الجزء دا أخذ اسم "المحفز".
للعلم، "كال-إل" بالعبرية تعني "صوت الإله" و وصفه بكونه الكائن القادم إلى العالم الجديد (كوكب الأرض) تتماثل مع فكرة هجرة اليهود إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم إندماجهم مع المجتمع في صورة "كلارك كنت". أما إمتلاكه لقدرات خارقة فهي لأنه مُخلِّص البشرية من الشرور و الناشر للخير عبر الشخصية الفريدة التي لا مثيل لها و هي "السوبرمان".
أفلام و قصص الSuperheroes كلها بتدعم فكرة أن القوى الخارقة هي قوى الآلهة. حتى أن كثيراً بيتم الإشارة إليهم من خلال إستخدام لفظ Gods.
فكرة أن سوبرمان يموت و يتدفن في فيلم "Superman v Batman" بعدين إعادة إحياءه من الموت في "Justice League" مش فكرة إعتباطية ولا مجرد خيال و لكنها رسالة حقيقية داخل عقول صناع الأبطال الخارقين. فكرة الموت نفسها بالنسبة للفلسفة العلمية الغربية هي فكرة مُبهمة غير مبررة بشكل كامل حتى الأن لأن الفلسفة العلمية البحتة لا تؤمن بوجود قدرات فوق البشرية أو بوجود قوى غيبية إلهية و حتى مسألة النفس و الروح لا يترجمها العلم إلا من خلال العلوم النفسية أو العصبية و كثير بتلاقي تفسيرات بكونهم مجرد إشارات كهربية و أشياء من هذا القبيل لامجال للخوض فيها حالياً.
فإذا كانت الفلسفة الغربية العلمية بتفسر كل شيء بأسلوب مادي، فكما تفسر الحياة داخل جسم الإنسان مادياً، هي أيضاً تفسر الموت بكونه عطل أو مرض أو خلل و بالتالي إذا استطاعوا مواجهة أسبابه، هايقدروا يعالجوه. و استطاعوا علاجه، فممكن يعرفوا سر الحياة و يحيوا الموتى كمان من سُباتهم. بالضبط كما أحيا باتمان صديقه سوبرمان بإستخدام "العلم" و قوى الطبيعة.
ممكن كثير يشوفوا كلامي فيه مبالغة أو مجرد ضرب من الخيال أو تهويل، لكن إللي هايراجع النظريات الإجتماعية و الفلسفية و العلمية الغربية، هايلاقي كثير منها مطروح في الروايات إللي بيُطلق عليها "خيال علمي". حتى أن جميع شركات إنتاج الأفلام الخيالية و الأنيميشن عندها من ضمن العاملين بها مستشارين نفسيين و إجتماعيين. و الأكثر من ذلك أن كثير من الشخصيات الخارقة تم إبتكارها بالفعل على يد متخصصين في العلوم النفسية. و أشهر تلك الشخصيات هي "Wonderwoman" إللي كانت إحدى أبطال فيلم "Justice League" الأخير.
مش دعوة لمنع أبنائكم من مشاهدتها، إذا كانىا بيقوموا بذلك بالفعل، لكنها دعوة لكي نكون على بينة بشأن ما نشاهده. فإن كنا لا نملك المنع، ولا نملك البديل، فلما لا نناقشهم على الأقل فيما يشاهدونه لكي نصحح ما قد يختلط عليهم من أفكار و رسائل داخل سياق تلك الأعمال التي ظاهرها ترفيهي و باطنها فلسفي ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق