الناس نوعين مُضرين و نوع واحد نافع.
النوع الأول من المُضرين هما اللي شايفين الواقع سيء جداً عايشين حياتهم كلها في سواد. بيسمعوا أغاني كئيبة و بيلبسوا ألوان غامقة و بيزوروا أماكن حزينة و بيتفرجوا على الأفلام و البرامج إللي بتزيد عندهم حالة الإحساس بالكآبة و كراهية الواقع و النتيجة في النهاية إما أنهم بيغلقوا على نفسهم الباب و يعيشوا في إكتئاب مزمن أو أنهم بيضطروا يتعاملوا مع الواقع لكن من خلال نظارة سوداء قاتمة لغاية ما يحين وقت أجلهم و تلاقيهم طول اليوم بيدعوا أن ربنا يعجل بهلاك الظالمين و بدمار البلاد علشان نبني على نظافة.
النوع الثاني من المُضرين هم إللي عايشين حالة وردية مُفرطة. الحياة بالنسبالهم لونها بمبي و الناس كلها حلوة و المستقبل باهر و حرام نشغل بالنا بالأخبار إللي بتجيبلنا هم و غم و مش شاغلين بالهم بحد شمال ولا يمين و كل إللي بيحصل دا طالما بعيد عني ماليش دعوة بيه و أي تغيير في الواقع دا حاجة طبيعية و الولاد لسة صغيرين و بيلعبوا و الأغاني حلوة و الأفلام مضيئة و مقضيها برامج ترفيهية و أفلام كوميدية و رحلات و فسح في الجناين و مش مضيع وقته في خبر مين مات ولا مين أخد أرض مين ولا مين أخد حق مين طالما عايشين و متهنيين و مبسوطين. دا نتيجته أنه ولا بينفع و يوم ما تحتاجه مش هايقف جنبك و دايماً إختياراته مع إللي موفرله حياته الوردية الجميلة و إللي بيأكله و يشربه و "مهشتكه" حتى لو كان إللي بيعملله دا ظالم غيره أو حرامي أو حتى قتال قتلة. النوع دا أصلاً مش هايشغل باله بالتفكير ولا تحليل الأحداث طول ما هو عايش زالفل.
بين الأثنين دول في النوع النافع. الشخص إللي شايف الواقع و مش مسودها. إللي عارف الظلم و بيسعد إللي حوليه. إللي مشغول بأخبار الحياة و مشغول بتغييرها و في نفس الوقت بيضحك و يبتسم و يفرح لما ييجي الفرح. إللي بيسقف للصح مهما كان إللي عمله و صوته عالي في الغلط مهما كان إللي ارتكبه. إللي بيحب الخير للغير و بيدعي ربنا بصلاح الحال. إللي بينزل كل يوم من بيته بأمل لا يخلو من الحزن و فرح لا يخلو من الأوجاع. إللي مش بيكتئب و عنده عشم كبير في ربنا. إللي عارف أن الرحلة صعبة و عازم على تحمل مشقتها. إللي مش بيختار السهل فيقفل على نفسه ولا شايفها بتلمع فمش شاغل باله. إللي بيفكر في بدائل كل ما يقابله حاجز بدل ما يقعد يلطم أدامه.
إللي بيسألوا عن الحل ... الحل هو أننا نزود النوع الثالث دا. سواء نربي الجديد عليه أو ندفع النوعين الأولانيين لتغير حالتهم لحالة النوع الثالث.
الحياة و الواقع محتاجين النوع النافع.
خليك نافع و حرَّض غيرك عليه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق