آخر التعليقات

الخميس، 30 نوفمبر 2017

الكواليس وراء صناعة الشيكولاتة 2



البوست إللي فات إتكلمنا فيه عن الفيلم إللي عمله "ميكي ميستراتي" عن عمل الأطفال في مزارع جني الكاكاو لصالح شركات تصنيع الشيكولاتة و المكاسب الرهيبة إللي بتكسبها الشركات دي و إللي بتيجي من الإتجار بأطفال الدول المحيطة بساحل العاج للعمل بالسخرة داخل البلاد و عمليات تهريبهم و شفنا أن الإتفاقيات إللي بتقوم بيها المنظمات العالمية و إللي بتنشرها علي مواقعها الرسمية و التقارير إللي بتكتبها كل سنة عن التطوير إللي بيحصل علي الأرض كله نصب في نصب. و في النهاية حتي طلب "ميكي" للرد من الشركات دي قابله رفضها كلها التعليق علي الفيلم و هو إللي بيمثل إعتراف ضمني بالمعرفة باللي بيحصل علي أرض الواقع.


إللي قامت بيه الشركات دي إنها عملت حملات إعلامية و فيديوهات علي مواقعها الرسمية و طلعت المتحدثة الإعلامية بإسم كبري شركات تصنيع الشيكولاتة في البرامج التليفزيونة و اتكلمت عن البرامج التعليمية إللي بتقوم بيها الشركات دي في ساحل العاج علشان تمنع الأطفال من العمل في المزارع. البرامج كانت عبارة عن مدارس تحتوي الأطفال و تخليهم يلتزموا بنظام تعليمي يبعدهم عن العمل و فصول تعليمية في المزارع لتعليم المزارعين و العاملين في المزارع لزوم التوجيه و التدريب و التثقيف. الشركات صورت كل دا بالفيديو و نشرته علي مجال واسع و عملت حملة ضخمة جداً لتحسين صورتها.
في سنة ٢٠٠١ الإتفاقية إللي مضت عليها الشركات دي ألزمتها بإنشاء مباردة تحقق الهدف من الإتفاقية و هو منع الإتجار و عمل الأطفال من خلال برامج تصرف عليها الشركات. المبادرة دي إسمها "مبادرة الكاكاو العالمية - International Cocoa Initiative ICI".
"ميكي" قرر أنه يرجع تاني ساحل العاج و يزور المشروعات إللي ICI أعلنت عنها في إعلاناتها الموجهة للمستهلكين علشان يضميرهم يرتاح و هما مستمتعين بأكل الشيكولاتة أو حتي النيسكافيه بتاع الصُبح. و قبل ما يتحرك "ميكي"، شركة نستلة طلبت تعمل معاه مقابلة لكن بدون تصوير. نستلة بتحقق سنوياً عائد قدره ٨٦ مليار يورو. "خوسيه لوكاس"، المدير التنفيذي للشركة في سويسرا، عرض علي "ميكي" مجموعة من المواد اللي بتأكد أن الشركات بتعمل مشروعات بالفعل علي الأرض بتحدد من خلالها عملية الإتجار بالأطفال و عملهم بالمزارع. الشركة أعطت "ميكي" أوراق توضح المشروعات بالأماكن و الأسامي.
"ميكي" راح سفارة ساحل العاج علشان يطلع فيزا يقدر بيها يعمل زيارة للمزارع داخل البلد. و بالطبع السفارة ةفضت تديله فيزا و شرطت أنه لازم ياخد دعوة من واحدة من شركات الشيكولاتة. و طبعاً برضة كل الشركات رفضت تديله دعوة و كان رد المتحدثة الرسمية بأسم الشركات أنهم بيرفضوا يدوله أي دعوة لتصوير فيلم في ساحل العاج لأنه مش من إختصاصاتها.
فاكرين صديق "ميكي" الصحفي المراسل في رويترز داخل ساحل العاج "أنچي أبوا" ؟ طبعاً ميكي إتصل بيه علي طول علشان يتأكد من صدق الشركات دي بخصوص المشروعات إللي كلموه عنها. رد أنچي كان إنكار لكل الكلام دا. فما كان من ميكي إلا أنه سافر غانا و قابل أنچي علي الحدود مع ساحل العاج و اتفقوا علي أسلوب العمل لكشف كذب الشركات دي المستمر.
"ميكي" ماقعدش مستني نتائج عمل أنجي، لكنه بدأ عملية بحث في سبل مواجهة نفس اللأمر في غانا لأنها بتنتج ٢٥% من كاكاو العالم. قابل ميكي في غانا مؤسسة "سورس تراست – Source Trust" إللي هي منظمة مجتمع مدني بتحاول أنها تنظم عملية بيع الكاكاو من المزارع لشركات التصدير من خلال عمل سجلات لكل مزرعة و وضع أرقام لكل شيكارة أو كيس طالع من المزرعة عيه "باركود" و يتم تخزينه بالباركود علشان لو حبوا يرجعوا للمنتج الخاص بكل مزرعة يرجعوا بسهولة و في نفس الوقت بيعملوا رقابة علي المزارع نفسها من حيث ظروف العمل و نوع العمالة و إذا بيتم إستخدام أطفال وللا لا في عملية الجني. في غانا مفيش إتجار بالأطفال لكن أطفال غانا مش بيروحوا المدرسة و هما إللي بيشتغلوا في المزارع. و برغم دا كله إلا أن "سورس تراست – Source Trust" مسؤولة عن متابعة ٢% فقط من حجم الإنتاج في غانا.
في غانا في قانون بيحدد أقل ثمن يتم بيه شراء المحصول من المزارع و دا إللي بيخلي صاحب المزرعة بيكسب في محصوله ٣٠% عن اللي زيه في ساحل العاج. و برغم دا إللي ان برضة المكسب بيوصل حوالي ألف دولار في السنة إللي فيها المحصول كويس.
مدينة "بويجنيكرو" هي مركز إنتاج الكاكاو في ساحل العاج. الشركات الكبري فضلت أربع سنين ممتنعة عن انها تطلع قائمة بأسماء مشروعاتها في البلد و دا إللي أجبر طاقم الفيلم أنه يزور مشروعات عشوائية علشان بتأكدوا علي الأقل من أنها شغالة.
"أنچي" زار مدرسة بيتم تمويلها جزئياً من ICI. الشركات إللي ICI بمثلها مجموع مكسبها السنوي بيساوي ١٣٤ مليار يورو. في ٢٠١١، ICI صرفت ٣٨٨ الف يورو علي مجموع مشروعات التنمية إللي بتقول انها بتقوم بيها في ساحل العاج. المدرسة إللي بدأ بيها "أنچي" قالت ICI أنها صرفت عليها ١٠ الاف يورو علشان تبنيها. الصورة إللي أدامكم و إللي فيها أنچي جنب هياكل طوب غير مكتملة هو إلي قامت بيه ICI. أنچي لقي بناء غير مكتكل قامت بيه الكاريتاس بفلوس ICI. و السؤال إللي عندي أنا هو يا تري الكاريتاس إستخدمت الفلوس في إية و هي معروفة بنشاطها التنصيري في أفريقيا ؟ مدير المدرسة عرض علي طاقم الفيلم المبني القديم إللي بناه أهالي القرية من فلوسهم الخاصة و إللي بياخد ٥٠٠ طفل بس و هي فيها أكثر من الف طفل محتاجين لفصول تعليمية. المدير قال أن ICI طلبت من أهالي القرية المشاركة في جزء ضخم من عمليات البناء و قال ان ICI حتي مادفعتش ال ٦٠٠٠ يورو و هو الجزء الخاص بيهم خلال الأربع سنين إللي فاتت.
أنچي بعد كدا زار المدرسة إللي ICI بتقول في إعلاناتها انها أنجح مشروعاتها. "چوانا سكوت"، المتحدثة الرسمية بأسم صناع الشيكولاتة، اتكلمت عن المشروع دا بالأسم في وسائل الإعلام. أنچي لقي ٣ فصول جديدة فعلاً من سنة ٢٠٠٨ و لكنه لقي فصول تانية كانت وعدت ICI بترميمها و لم توفي بوعدها من ٤ سنين. مدير المدرسة قال لطاقم الفيلم أن الكاريتاس وعدت ببناء ٣ فصول تانية و سكن للمدرسين و ٣ طرمبات رفع مياة لأهل القرية و مركز طبي. ولا حاجة من الحاجات دي اتعملت. حتي الفصول الموجودة بتستوعب ٢٠٠ طفل من ال٨٠٠ اللي مفروض يبقوا بيحضروا. عدد كبير من أطفال المدرسة بيشتغل في مزارع الكاكاو و حتي أدوات الجني نفسها موجود علي باب الفصول منتظرة ميعاد إنتهاء الحصص.
أنچي بعد كدا إتجه ل"ميجوي" علشان يزور مزارع الكاكاو نفسها و يشوف الفصول إللي فيها. موقع شركة "كارجيل" عليه فيديو ترويجي لحصص المزارع دي بالذات إللي راح أنچي لزيارتها. و هي أماكن بيتم تمويلها و إدارتها من خلال "كارجيل" نفسها زي مااليافطة المتعلقة عند المزرعة إللي زارها أنجي بتقول. و هناك قابل طفلين من بوركينا فاسو بيتغلوا في الحقول و مالاقاش أي أثر للحصص دي غير اليافطة المتعلقة.
كمِّل بعد كدا أنچي رحلته لزيارة مزرعة تانية متعلق عندها يافطة خاصة بشركة "مارس - MARS". كان في المزرعة مجموعة كبيرة من الأطفال بيشتغلوا في المزرعة و لما سألهم عن الفصول قالوله أنها ساعات بتشتغل و لما سألهم عن نوع التعليم إللي بيتم فيها قالوله أنها بتعلمهم إزاي بتتم عملية جني الثمار و شقها ب"السِنَجْ" و إستخراج البذور لتجفيفها تحت الشمس.
و بكدا أنچي مالاقاش في رحلته للمشروعات إللي بتعلن عنها الشركات دي أي أثر علي الطبيعة. مجموعة أطفال و أهالي بيتم تنظيفهم و إلباسهم ملابس نظيفة علشان يطلعوا في الفيديوهات و يقولوا ان في عملية تغيير بالفعل بتحصل علي الأرض. كذب و تضليل و غش غير معقول من شركات ضخمة جداً بتخدم ملايين المستهلكين. و دا كان السبب إللي دفع الشركات دي إنها ترفض تدي "ميكي" الدعوة لزيارة البلد و تصوير الفضائح دي.
بعد ما تم تصوير المقاطع دي كلها و عمل كل الزيارات دي طبعاً نستلة عرفت باللي حصل و طلبت من "ميكي" أنه يزورها. الطلب دا جه بعد طلبين قبلهم. الأول قابلوه بالرفض و التاني مقابلة بدون تسجيل و دي كانت التالتة إللي وافقوا علي التصوير فيها. ميكي قابل "خوسيه لوكاس" المدير التنفيذي للشركة إللي قال له في حواره "إنه شيء جيد للمستهلك أن يعرف أن عملية تصنيع قطعة شيكولاتة ليست بالشيء الهين و أنها تأخذ الكثير من المجهود و العمل". دا كان رد الراجل إللي فشل في تجميل صورة شركته أدام العالم.
ميكي قابل كمان مدير شركة ICI إللي شافت الفيديوهات و الصور و انكرت في الأول ان يكون النموذج دا متكرر و وعدت بعملية متابعة للموضوع للتأكد من صحة الواقع دا لأنها "بتتعامل مع مؤسسات مجتمع مدني محلية و هي المسؤولة عن العمل هناك".
بعد المقابلات دي ميكي جاله إيميل من ICI قالوا فيه أن الأعمال إللي بدأت في ٢٠٠٩ ماخلصتش بسبب الوضع السياسي الغير مستقر جرَّاء العملية الإنتخابية في ساحل العاج في الوقت دا. الواقع أن الأزمة إللي اتكلمت عنها ICI كانت بين شهر ديسمبر ٢٠١٠ و غبريل ٢٠١١ و هي فترة ٥ شهور فقط. حتي أن عمليات بناء المدارس بدأت قبل الأزمة دي بسنة و نص و حتي مر علي إنتها الأزمة حتي تصوير الفيلم ٣ سنين. و مفيش حاجة اتعملت.
و دا كان رد الشركات.
الرد إللي يؤكد أنهم مصرين علي عدم تحمل مسؤولية الماضي.
الرد إللي يؤكد أنهم مصرين علي عدم التصحيح في المستقبل.
الرد إللي يؤكد أنهم مصرين علي إستكمال عمليات الغش و الكذب و التضليل تجاه مليارات من سكان الأرض بيكسبوا منهم مليارات سنوياً.
و الأكبر من دا هو الفائدة بتاعتنا إحنا. الفائدة إللي بتقول أن تقارير الأمم المتحدة الخاصة بعمليات التنمية في الدول الفقيرة، و إللي بلدنا واحدة منها: ليست محل صدق. بل للأسف هي محل كذب و تضليل. و أن ثقتنا في عمل المؤسسات دي تكاد تكون منعدمة و أننا لا يمكن نستأمنها علي تنمية أهلنا و أرضنا و بلدنا.
.
.
.
من الآخر ............ "ما حك ظهرك إلا ظفرك"
الفيلم الثاني : https://m.youtube.com/watch?v=Z5C7jmrycf0

الكواليس وراء صناعة الشيكولاتة 1


سمعت قبل كدا عن "بروتوكول الكاكاو" ؟؟؟

في سنة ١٩٩٩ اجتمعت منظمة العمل الدولية - ILO، و هي وكالة تابعة للأمم المتحدة، مع رابطة صناع الشيكولاتة (Chocolate Manufacturers Association – CMA) للإتفاق علي بروتوكول لمنع "الإتجار" بالأطفال و عملهم بمزارع الكاكاو، إللي هو المادة الخام لتصنيع الشيكولاتة. و تم إقرار الإتفاق دا في العام ٢٠٠١ بإمضاء رؤساء شركات كبار مصنعي الشيكولاتة في العالم. كان من بين الشركات دي: كارجيل، و نستلة، و باري كاليبو، و هيرشي. كان الإتفاق بينص علي أن المنع يتم تفعيله من العام ٢٠٠٨ و هو في حد ذاته إقرار بوجود إتجار و إستخدام للأطفال في عمليات جني محصول الكاكاو و برغم الإقرار دا إلا أن الشركات اتفقت علي منعه بعد الإتفاق ب٧ سنين. ٧ سنين مش مشكلة عندهم أنهم يستغلوا الأطفال لغاية ما يلاقوا بديل. و لأن الأطفال دي مش في بلد ذات أهمية بالنسبة لهم و لأن تجارتهم الرابحة أكثر نفعاً من الحفاظ علي أطفال بلاد تانية فلا بأس ان يتم إستخدام جيل أو اتنين لغاية ما يظبطوا نفسهم علي الإستغناء عن العمالة دي.


في سنة ٢٠١٠ أنتجت شركة "باسترد فيلم – Bastard Film" المملوكة للصحفي الدنماركي "ميكي ميستراتي" فيلم تسجيلي عن الجانب المجهول من صناعة الشيكولاتة. الجانب إللي صناع الشيكولاتة عمرهم ما كانوا هايكلموا زبانيهم عنه. الفيلم أسمه "الجانب الأسود من الشيكولاتة - The Dark Side of Choclate".
كل إللي عمله "ميكي" أنه بدأ بزيارة مدينة "كولونيا" بألمانيا. في كولونيا بيتعمل كل سنة معرض ضخم جداً لصُنَّاع الشيكولاتة بيعرضوا فيه آخر منتجاتهم و أهم إبتكاراتهم في الشكل و الطعم. "ميكي" قابل هناك العارضين من كل الشركات الكبيرة و سألهم عن مصدر الكاكاو و سألهم عن مدي معرفتهم بقصة إستخدام الأطفال في المزارع و الإتجار بيهم إللي بيتم علشان يشتغلوا بالسخرة. من ضمن الشركات كانت شركة "باري كاليبو – Barry Callebaut" إللي هي أكبر مورد للكاكاو في العالم. كان الطبيعي أنه مايلاقيش رد عند كل العارضين و يلاقي جهل كبير عندهم لأن مش من الطبيعي أن الشركات دي تفضح نفسها حتي لموظفينها.
أول حاجة عملها "ميكي" أنه سافر دولة مالي. و مالي هي الدولة المجاورة لدولة "ساحل العاج" إللي هي أكبر مورد للكاكاو في العالم بنسبة ٤٢% و من بعدها دولة "غانا"، جارتها الأخري، بنسبة ٢٥%. و هناك سأل السلطات إللي أنكرت أي نوع من أنواع الإتجار بالأطفال و دا إللي خلاه يتعامل مع المواطنين إللي شغالين في العمل الأهلي علشان يتأكد بنفسه.
"يوشع تراوري" مواطن مالي عنده عيادة بسيطة بيساعد بيها الفقراء و بيحاول يساعد الأطفال إللي بيتم خطفهم من القري أو الضحك عليهم بأن شغلهم في الحقول هايخليهم يكسبوا فلوس كثير. "يوشع" قال لطاقم الفيلم أن الأطفال بيتم نقلهم من القري بالأوتوبيسات لمدينة "زيجوا" إللي علي الحدود بين ساحل العاج و مالي. و هناك بيتم نقلهم بإستخدام موتوسيكلات لداخل ساحل العاج و من هناك بيستقبلهم موتوسيكلات تانية من الجانب الآخر علشان يوصلوهم لأصحاب الحقول.
في طريقهم ل"زيجوا" مر طاقم الفيلم علي قرية بيعيش فيها ٥٠٠ فرد. كبير القرية قال لهم أن القرية إتاخد منها حوالي ١٣٠ طفل بين ١٢ و ١٥ سنة من غير علم أهلهم.
و وصل بالفعل طاقم الفيلم ل"زيجوا" علشان يشوفوا عملية النقل و هناك قابلوا السيد "إدريس كانتي" من الإتحاد القومي لسائقي الأوتوبيسات. إدريس قاللهم أنه بنفسه أنقذ خلال سنة ٢٠٠٦ عدد ١٣٢ طفل منهم ٩٧ ولد و ٣٥ بنت. و في سنة ٢٠٠٧ كان العدد ١٤٠ منهم ٩٩ ولد و ٤١ بنت. و في العام ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩ الرقم وصل ل١٥٠ و كان سنهم بيبدأ من ٧ سنوات و كانوا من دول "مالي" و "بوركينا فاسو" و "النيجر". أما الأعداد إللي بيتم بالفعل نقلها في المرة بتوصل من ١٠ ل١٥ طفل بالموتوسيكلات لمدينة "كوروجو" بساحل العاج و هناك بيتم بيعهم للمزارعين.
واحد من أصحاب المحلات في "زيجوا" ساعد طاقم الفيلم علشان يقابلوا أحد سائقي الموتوسيكلات إللي رفض أنه يقول لهم أسمه. السائق قال لهم أن ماحدش يقدر يوقف عملية الإتجار لأن العملية مش بتتم عن طريق فرد واحد و أنها عملية من مراحل كثيرة بدايةً من الشخص إللي بياخد الأطفال من القري الفقيرة بعدين يوصله للمدينة علي حدود مالي لسائقي الموتوسيكلات إللي بياخدوا الأطفال و يوصلوهم لداخل ساحل العاج و يسلموهم هناك للشخص الثالث إللي بيبعهم لأصحاب المزارع. السائق قال لهم أن أصحاب المزارع بيدفعولهم علشان يوصلوهم للجانب الآخر من البلاد. حتي الطريق إللي بيسلكوه مش الطريق الرسمي إللي عليه حراسات لكن طريق خلفي بيتم فيه عمليات التجارة الغير مشروعة و بيوصل مباشرةً لساحل العاج.
"ميكي" و طاقم الفيلم أخدوا نفس الطريق إللي بيتم فيه نقل الأطفال و وصلوا بلدة بيتم فيها بيع الأطفال داخل ساحل العاج. البلدة بيسيطر عليها الميليشيات إللي بيتعاونوا مع سائقي الموتوسيكلات و بيحموهم.
في ساحل العاج طاقم الفيلم اتعامل مع راجل آخر من البلد علشان يتعاون معاهم في عملية كشف الحقيقة. كل إللي كان عليه أنه يشيل كاميرا سرية في شنطته و يزور مزارع الكاكاو و يصور الأطفال إللي بيشتغلوا في المزارع دي بعدين يقابل طاقم الفيلم في "أبيدجان". و ركب طاقم الفيلم الطائرة لمدينة "أبيدجان". المدينة فيها مكاتب رئيسية لأكبر مصانع الشيكولاتة: نستلة – كارجيل – إية دي إم – باري كاليبو إلي كان عندهم مئات العاملين هناك في مصانعهم. الشركات دي بتقوم بشراء تقريباً كل إنتاج ساحل العاج من الكاكاو.
و في "أبيدجان" قابل الصحفي الدنماركي، صاحب الفيلم، صحفي آخر بيشتغل علي قضية صناعة الشيكولاتة من عشر سنين و هو مراسل لرويترز أسمه "أنجي أبوا" إللي قاللهم أن القصة بتبدأ من مزارع الكاكاو إللي بيتم فيها جمع ثمار الكاكاو بعدين بيتم تجفيف بذورها في الشمس بعدين بيتم نقلها بالشاحنات بسعر ١ يورو للكيلو لشركات التصدير القومية. البذور بيتم غسلها بعد كدا و تكييسها و بيعها لمخازن التصدير في أوروبا. السعر بيوصل في المرحلة دي ل٢,٥ يورو. و من المخازن في أوروبا بيتم بيعها لشركات الشوكولاتة العالمية. كيلو الكاكاو إللي بيتم شراءه بيورو واحد من المزارع بيعمل ٤٠ بار شوكولاتة في النهاية.
طاقم الفيلم قابل ثالث أكبر مُصدِّر للكاكاو في أبيدجان، أو في العالم، ساف كاكاو – SAF CACAO، إللي بيصَدَّر لأمريكا و أوروبا و بيحقق أرباح سنوية ١٣٥ مليون يورو. رئيس مجلس إدارة الشركة قال لطاقم الفيلم أنه عمره ما سمع عن عملية إستغلال الأطفال في جني ثمار الكاكاو و أنه اتولد هنا و قضي عمره كله هنا و عمره ما سمع عن أطفال أعمارهم ١٠ أو ١٥ أو حتي ١٦ سنة بيشتغلوا في المزارع.
في نفس الوقت كان المساعد إللي كان بيقوم بعملية إستكشاف المزارع بيصوَّر فعلاَ أعداد كبيرة من الأطفال إللي بيقوموا بعملية جني الثمار و تقطيعها في مزارع الكاكاو و كان أغلبهم بيستخدموا الأسلحة الخاصة بالجني.
طاقم الفيلم قابل الإيد اليمين لرئيس ساحل العاج و إللي عرف بالفيلم إللي بيتم تصويره و طلب مقابلتهم. الراجل أقر بأن مفيش أي نوع من أنواع الإتجار بالأطفال و أن مفيش أي عمل للأطفال في المزارع و ان البلد فيها قانون بيمنع النوع دا من الأعمال.
"ميكي" قرر أنه يزور بنفسه المزارع و أختار مجموعة عشوائية من المزارع إللي شركة "ساف كاكاو" بتجيب منها البذور. و في المزارع طاقم الفيلم صور أعداد من الأطفال إللي بيشتغلوا في جني ثمار الكاكاو و كانت أعمارهم من ١٠ ل١٢ سنة. و في مزرعة من المزارع سألوا صاحبها عن إزاي مكن يجيبوا أطفال يشتغلوا عندهم و قال لهم أن الطفل بيبدا سعره من ٢٣٠ يورو.
طاقم الفيلم قابل كمان شرطة الإنتربول إللي قامت قبل كدا بعملية كشف لأطفال تم الإتجار بيهم و كان عددهم ٦٥ طفل و الشرطة أعطت "ميكي" صور من سجلات بالعملية. و رجع "ميكي" لصاحب شركة "ساف كاكاو" و حكي له اللي شافه في المزارع و قال له إللي عرفه من شرطة الإنتربول و كان رد صاحب المصنع أن القضية دي كانت فعلاً مأساة و البلد كلها سمعت عنها و كانت قضية كبيرة في وقتها. صاحب المصنع عجز في اللحظة عن الإنكار.
"ميكي" عرف من منظمة العمل الدولية أن شركات الشيكولاتة طبقاً للإتفاقية إللي تمت بينهم مفروض تصرف ٦ مليون يورو علي عمليات التنمية في الدول إللي بتمدها بالكاكاو. بالمقارنة، شركة نستلة وحدها مكسبها بالعام ٢٠٠٩ كان ١٢ مليار يورو. "ميكي" طلب من شركات نستلة و كارجيل و مارس و إية دي إم و كرافت و باري كاليبو أنه يعمل مقابلة مع أي مسؤول فيها. جميع الشركات اعتذرت و طلعت بيان مشترك من خلال متحدثهم الرسمي بيقول أن المزارع مش ملك لشركات الشيكولاتة أو شركات التوريد و علشان كدا هما ماعندهمش سيطرة مباشرة علي إسلوب العمالة داخل المزارع. و من المعلوم أن نستلة لوحدها تملك ١٢% من حجم سوق الشيكولاتة و أنها متواجدة في ساحل العاج من أكثر من ٥٠ سنة و هو إللي بيأكد أنها لابد يكون عندها علم بأسلوب العمل هناك و عملية الإتجار بالأطفال و إستغلالهم في جني ثمار الكاكاو إللي بتحققلها مليارات من الأرباح نظير مئات الدولارات لأصحاب المزارع غير عدم وفائها بالمبلغ البسيط جداً إللي مفروض تدفعه علشان توقف الممارسات دي.
و لأن الممارسات دي ضد مصالحها. و لأن وقفها هايسبب لها مشاكل مع الموردين و أصحاب المزارع. و لأن الدولة المصدرة فاسدة و المسؤولين بينتفعوا. و لأن المنظمات العالمية مش بتراقب و بتكتب تقارير دولية كاذبة بتقول فيها أن عمليات منع الممارسات دي في تقدم مستمر. و لأن الأطفال دي مش مهمة بالنسبة لحجم المبيعات و المكاسب إللي بتحققه الشركات الكبري. و لأن .... و لأن .... و لأن ... هايفضل الظلم واقع و هايفضل الكذب و الغش واقع و هايفضل الناس برضة تاكل شيكولاتة.
علي فكرة القصة ماخلصتش علي كدا. القصة ليها تكملة.
خليها للمرة الجاية.

ديكتاتورية الحريات



                 
30 نوفمبر 2017

بتوع #الفيمينزم أتجننوا خلاص
.
.
.
من الحاجات إللي حصلت الأسبوع إللي فات و إللي ماعتقدش كثير سمعوا عنها هو توجيه رئيس الوزراء الفرنسي تعليماته بضرورة التعامل الرسمي بألفاظ "حيادية".
اللغة الحيادية هي اللغة إللي مفيهاش إستخدام مباشر لإشارات مؤنثة أو مُذكرة، و دا توجه بقاله فترة كدا بداية من نهايات القرن العشرين و بينادوا بيه أنصار #النسوية كنوع من أنواع رفع الإضطهاد عن النساء.
و علشان نفهم إزاي الهطل الحقوقي ممكن يوصل لدرجة إفساد أي ثابت حتى لو كانت اللغة ذاتها، هانعطي بعض النماذج من اللغة الإنجليزية بيتم فيها تحويل الأسماء و الصفات إلى ألفاظ مُحايدة غير مُجنَّسة، حسب وصف المؤمنين بالفكر دا.
Businessman / Businesswoman = Business person
Chairman/Chairwoman = Chairperson
Policeman/Policewoman = Police Officer
Waiter/Waitress = Server, Waitron
الأمثلة دي مجرد نماذج بسيطة لعملية التحول اللغوي من خلال إستبعاد أي إشارة إلى ذكورية الصفة أو أنوثتها و من خلال إستخدام بدائل محايدة.
كثير جداً ممكن لأول وهلة يظن أن دي حاجة حلوة و كويسة و طالما هدفها الإنصاف و العدل و المساواة بين الجنسين، فتمام جداً و هو دا المطلوب.
لكن تعالوا نكمل القصة علشان نعرف التخريب دا بيوصلنا لفين.
رئيس الوزراء الفرنسي خاطب وزراءه بضرورة إستخدام اللغة المحايدة و أعطى نموذج لها في كلمة زي "قُرَّاء = lecteurs" و إللي بتشير إلى مجموعة من البشر، أياً كان جنسهم، بيتشاركوا القراءة. لو كانت المجموعة كلها من الإناث فكانت هاتبأى "Lecteurs". الكلمة إللي طلب إستخدامها هي "lecteur.ricr.s" بديلاً عن الأثنين، سواء كانت المجموعة كلها من الإناث أو من الذكور أو مختلطة.
في الواقع، قبل ذلك كان في كثير من الوزارات و الجامعات و إتحادات العمال في فرنسا بيستخدموا بالفعل اللغة المحايدة دي لكن على إستحياء. مؤخراً إللي أثار المسألة دي بصورة جماهيرية أنها تم إستخدامها في كتاب التاريخ الخاص بالمرحلة الإبتدائية بالمدارس العامة بفرنسا. و في الكتاب تم الإشارة إلي الفلاحين بإستخدام كلمة : agriculteur.rice.s و مُلاك المتاجر بإستخدام كلمة : commercant.e.s.
أنصار "النسوية - #Feminism" علقوا على نشر كتب الأطفال بلغة محايدة بكونه إنتصار لمباديء المساواة و بكونها حركة في منتهى الأهمية لتنشئة جيل جديد مؤمن بقيمهم و بناء بيئة تُرحب بتمثيل أكبر للمرأة على الساحة العامة.
على الجانب الآخر، اللغويين و النُقاد أكدوا على خطورة المسألة دي على اللغة ذاتها و أنها ممكن تؤدي إلي جعل الفرنسية لغة صعبة حتى على أبناءها إللي بيمثلوا أكثر من ٢٧٥ مليون فرد في العالم و إللي بيعرضها لعدم الإستقرار و الزوال مع الوقت مع نشوز أبنائها عنها. دا غير خوفهم من الأثر الإجتماعي إللي هاتؤدي إليه.
الموضوع متفصَّل بشكل أكبر في تاريخية الصراع اللغوي دا : https://www.theatlantic.com/…/inclusive-writing-fra…/545048/
حتى "ناتاشا ديفون - Natasha Devon"، إستشارية الصحة النفسية السابقة لدى وزارة التعليم البريطانية و النسوية المعروفة، قامت الأسبوع الماضي أثناء حضورها المؤتمر السنوي الخاص بجمعية مدارس البنات في إنجلترا "Girls' School Association" بتقديم النصيحة للمختصين بالعملية التعليمية من أجل إستخدام اللغة الإنجليزية المحايدة و ذلك خلال كلمتها التي ألقتها بالمؤتمر.
لكن هل توقفت المسألة عند مجرد تغيير بسيط في الألفاظ إللي بيتم إستخدامها في الكتابة أو المراسلات الرسمية ؟ .... يا ريت.
الأسبوع إللي فات، برضة، وجهت الكنيسة الرسمية بالسويد تعليماتها لأبنائها بعدم الإشارة إلي "الرب - God" من خلال إستخدام كلمات مثل "He" أو "Lord". التعليمات دي تم إتخاذها في طور سعي الكنيسة القومية اللوثرية الإنجيلية بالسويد لتجديد الكُتيب الخاص بها و الذي يحتوي على أساليب الدعوة من أجل نشر منهجها و هو ما إعتبرته تجديداً في وسائل الدعوة ليتماشى مع الواقع المعاصر. الكنيسة دافعت عن موقفها من خلال بيان أن الرب ليس بذكر ولا بأنثى ليتم تجنيسه ... عُذر أقبح من ذنب.
هل دا معناه إننا بعيد عن الكلام دا كله ؟ لا حضرتك.
السنة إللي فاتت كنت كتبت بوست عن الباحثة السورية الأصل "عفراء جبلي"https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10154446975030659 . عفراء كتبت مقال في ٢٠١٤ تحت عنوان "بسم الله الرحمانة الرحيمة". عفراء عايشة في كندا و في نفس العام دا قامت في إحدى المساجد هناك بإلقاء خطبة العيد في حادثة كانت الأولي من نوعها، إلا أنها مش نموذج يحتذي به الكثير و لكنها إحدى المتطرفات في مسألة الحقوق. بالتأكيد الطرح بتاع عفراء مستحيل يكون مقبول لدى العامة أو قابل للتحقيق في أي لحظة تاريخية سابقة أو معاصرة أو لاحقة، لكن أنا باضرب مثال عفراء هنا بكونه محاولة من ضمن المحاولات إللي بتقوم بيها أنصار "النسوية" تحت شعار الحيادية و المساواة حتى و إن كان عبر هدم أصول و ثوابت لغوية أو دينية.
و إللي بيعتبر أن اللعب في اللغة مسألة مش سهلة، ممكن يطَّلع على تاريخ مصطلح زي "Queer" أو "Gay" إللي كانوا في يوم من الأيام مصطلحات بتشير إلى معاني مختلفة تماماً عن إللي بيشيروا إليه النهاردة : https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10154785547200659
و إللي بيعتبر أن اللغة العربية صعب التأثير على أبنائها أو تغييرها بنفس المنهج إللي بيتم تغيير اللغات التانية من خلاله عبر المجموعات الحقوقية، ممكن يسأل نفسه كدا إحنا من إمتى كُنا بنستخدم مصطلح زي "مثلي" للإشارة إلى "الشاذ جنسياً" و هو المصطلح إللي بيحيِّد الشعور تجاه صاحب الصفة دي و ينشيء جيل جديد عنده فكرة مستبطنة بأن دا مش شخص غير طبيعي و أنه متساوي مع غيره في كل شيء و بالتالي بيجعل الجيل دا يؤمن بضرورة تسمية الآخر إللي مش "مثلي" بلفظ آخر و هو "غيّري" كنوع من أنواع المساواة في الحقوق.
و يا ريت نراجع الكلام دا : https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10154402795275659
يقول مؤيدو نظرية الحتمية اللغوية أن لغتك تحدد و تقيد ما أنت قادراً على التفكير فيه. الحتمية اللغوية هي النكهة القوية لفرضية "سابير-وورف". وهي فكرة أن لغتك تؤثر على طريقة تفكيرك أو القول بأن بنية اللغة الخاصة بالفرد لها أثرا في كيفية فهم المتكلم للعالم، حيث أن نظرة المتكلم إلى العالم تختلف باختلاف لغته.
اللعب في اللغة هو أخطر وسائل التدمير الثقافي و هو ما نعانيه حقاً عندما نتحدث مع أجيال شابة في مسائل خاصة بدينهم و التي تم عرضها داخل النصوص المقدسة المكتوبة بالعربية الصحيحة. فما نلاحظه خلال نقاشنا هو عدم الفهم و الإدراك الذي لديهم تجاه تلك النصوص أو المقصود منها و التي تصل بهم إلى محاولة تفسيرها حسب فهمهم المعيوب للغة و الذي أبتعد عنها كثيراً سواء بأيديهم هم أو غصباً عنه.
مصادر :

الأمريكان بيشربوا من الترعة


سمعت قبل كدا أكيد عن تلوث مياة الشرب. أعتقد دا أقل شيء ممكن تسمع عنه في قري مصر و في البلاد الفقيرة بشكل عام في أفريقيا و أسيا.
لكن عمرك سمعت عن تلوث الماء في أقوي و أغني دولة في العالم ؟
سمعت قبل كدا عن حالات مرضية للأطفال و موت و أمراض مزمنة جرَّاء تلوث ماء الشرب و فساد مالي و إداري بسبب بيع الماء النظيف لشركات التعبئة في أمريكا ؟
طيب تعالي إسمع القصة دي ....
ولاية "ميتشجان - Michigan" فيها مدينة إسمها "فلينت - Flint" يسكنها حوالي ١٠٠ ألف مواطن. مصدر الماء الرئيسي للمدينة هو "بحيرة هورون" و هي رابع أكبر مصدر للماء العذب في العالم.
خلال النصف الثاني من العام ٢٠١٤ بدأت تظهر اعراض مرضية للأطفال الأقل من ٦ سنوات. "لي آن والترز" كانت أول من اكتشفت الموضوع دا لمَّا لاحظت لون الماء البرتقالي إللي بتنزل من حنفية بيتها. لمَّا كشفت "لي" علي طفليها، أكدوا لها الأطباء أن واحد منهم بيعاني من نقص في النمو العقلي. "لي" أرسلت عينة من الكشف علي الماء و رأي الأطباء إلي "الوكالة الأمريكية لحماية البيئة - United States Environmental Protection Agency EPA".
بعد مرور ١١ شهر كاملين بدأت الوكالة في التحرك و أعلنت أن العينة فيها نسبة رصاص تضاعف أقل نسبة ممكن نقول من خلالها أن المياة فيها مخلفات سامة. و لما تم الكشف علي طفليها، اكتشفوا أن نسبة الرصاص السام في جسمهم مرتفعة جداً.
"لي" مش الحالة الوحيدة. جميع الأطفال إللي شربوا من المياة منذ إبريل ٢٠١٤ إتعرضوا لنفس الأعراض. الأكثر من ذلك أن الأطفال الأقل من ٦ سنوات بيعانوا حالياً من مشاكل في نمو العقل و في الجهاز العصبي. لمَّا إتعرض الإعلام للقضية، ذكر أن عدد الأطفال إللي بيعانوا في المدينة من نفس الأعراض هو ٩٠٠٠ طفل. الشيء إللي يدعوا إلي السخرية هو أن عدد الأطفال في السن دا في المدينة هو ٩٠٠٠. يعني الإعلام بدلاً من أن يذكر أن الأطفال كلهم إتعرضوا لدخول رصاص في جسمهم، ذكر العدد و كأن في غيرهم لم يُصاب.
الجرعات الكبيرة من الرصاص بتؤدي إلى التشنجات والغيبوبة والموت. مفيش مستوي للرصاص نقدر نقول عليه آمن بحيث لو اتعرض له الأطفال ممكن لا يتم إصابتهم بأمراض. حتي جميع الخبراء بيقولوا أن الضرر الناتج عنه غير قابل للشفاء.
لو بصينا لتاريخ ابريل ٢٠١٤، هانعرف ان المدينة قامت في الوقت دا بتحويل إمداد "فلينت" بالمياة من "بحيرة هورون" إلى "نهر فلينت" كإجراء قصير الأجل لحين الإنتهاء من تنفيذ مشروع تجديد شبكة الماء. من وقتها بدأ سكان المدينة يشكون من شكل المياة و طعمها و ظهور أعراض علي الجلد ماكانتش موجودة من قبل. لكن بدون أي إهتمام من جانب الجهات المسؤولة.
الدكتورة "مني هنا أتيشا"، دكتور مساعد لطب الأطفال بجامعة "ميتشجان"، كانت أول من يتقدم رسمياً بشكوي للمسؤولين بالولاية إللي رفضوا نتائج أبحاثها و قالوا إنها أضعف من إنها تؤكد سبب إصابة الأطفال بالأمراض دي. لكن مع زيادة الآثار و الضرر، إضطرت السلطات للبحث بشكل أكثر جدية لمنع القضية من التفشي.
في يوليو إللي فات، طلب الكونجرس شهادة "لي آن والترز" بخصوص الواقعة و بخصوص حالة طفليها بكونها أول من أظهرت القضية للعامة. و برغم أن أسرتها كلها انتقلت للعيش في ولاية "فيرجينيا"، إلا ان زوجها تعرض أكثر من مرة للإزعاج و الضغط في عمله لإجبار زوجته علي التراجع عن البلاغات إللي قدمتها لدرجة أن رؤساؤه في العمل أجبروه علي المداومة لساعات إضافية كثيرة و في ظروف غير طبيعية و لفترات طويلة مما أضطره لرفع قضية بسبب إصابته بأعراض جسدية و عصبية و نفسية شديدة جرَّاء الضغط عليه.
علي فكرة دي مش القصة كلها. ماحدش سأل طيب لية المحافظة أو الولاية تعمل كدا في مواطنيها ؟
تعالوا أمَّا أقوللكم .....
عارفين "نستلة" ؟
نستلة عندها مصنع لتعبئة المياة المعدنية في ولاية "ميتشجان" بمدينة "إفارت" علي بُعد ١٢٠ ميل من "فلينت"
الشركة بتسحب ١٠٠ مليون جالون في السنة، أو ٢٥٠ جالون في الدقيقة. الشركة بصدد عمل عقد جديد مع حكومة الولاية لزوم توسعة المصنع و زيادة الإنتاج لسحب ٤٠٠ جالون في الدقيقة أو ٢١٠ مليون جالون في السنة.
حتي شركة "چنرال موتورز - GM" إللي كانت بتاخد مياة من "نهر فلينت" إشتكت لعمدة فلينت أن المياة بتعرَّض أجزاء التصنيع للصدأ و بناءً عليه تم مد خط للمصنع من بحيرة "هورون" و إمداد بيوت السكان بماء نهر "فلينت" إللي مواسيرة المصنوعة من الرصاص بتزعج مدير چنرال موتورز.
الشيء اللذيذ أن الرصاص إللي جاي مع المياة للمنازل عبر المواسير المتهالكة كان ممكن تجنبه عبر حقن المياة بكيماويات تعمل زي "شريط عازل - فيلم" حولين الجدران الداخلية للمواسير و تمنع ترسب الرصاص في المياة و وصولها للمنازل.
في بداية ظهور المشكلة، عرض أحد المتخصصين مسألة الحقن دي بتكلفة ١٠٠ دولار في اليوم. و فضل المسؤولين يأجلوا المناقشة في الموضوع لغاية ما وصلوا للمرحلة دي إللي النهاردة ممكن تكلفهم ١,٥ مليار دولار لحل المشكلة.
المسألة كمان ماطلعتش رصاص بس. مؤخراً تم إكتشاف إصابة ٧٨ مواطناً بداء "الفيالقة" و هو داء تنفسي حادّ يصيب الرئة و يسبب صداع وسعال جاف و يؤدي إلي الوفاة في النهاية و دا حصل بالفعل ل١٠ من سكان المدينة.
من الأضرار كمان إللي أصابت المواطنين بالمدينة أن بيوتهم أصبحت لا تساوي شيء. يعني لو حد فيهم فكر يسيب المدينة و يروح يسكن في منطقة تانية، مين ممكن يشتري بيت في مكان منكوب كدا ؟
حاجة أخيرة .... زوجة مدير العاملين بالمحافظة هي المتحدثة الرسمية باسم شركة "نستلة".
حلو الفساد برضة مفيش كلام.

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

عدم الإختلاط في التعليم الأمريكي


في عام ١٩٩٨ قدمت السيناتور الأمريكية كي بيلي قانون المدارس والجامعات غير المختلطة، و قالت فيه : "أداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً وتزداد ثقتهن بأنفسهن".
وبناء على مثل هذه الدراسات، وتلبية لمطالب المجتمع الأمريكي خصصت إدارة الرئيس جورج بوش عام ٢٠٠٢ ما يزيد عن (٣٠٠) مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط، وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات، وتطبيقاً لتلك الإستراتيجية بلغ عدد المدارس الحكومية غير المختلطة في عام ٢٠٠٥ (٢٢٣) مدرسة بمعدل زيادة سنوية قدرها (٣٠٠٪‏) ، وبلغ عدد الولايات الأمريكية التي تقدم تعليماً غير مختلط (٣٢) ولاية.
و في ٢٠١١ نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي تقريراً تُقر فيه ضرورة التعامل مع كل طفل بكونه حالة فريدة و بكونه مختلف عن غيره بحيث أن نجاح نظام الفصل في إنتاج أطفال ناجحين قد يكون فعال مع بعض الأطفال و غير فعال مع غيرهم. مجرد نشر هذا التقرير في حد ذاته هو تراجع شديد في مواقف الحمعية المتحيزة بشكل كبير للحريات المطلقة منذ سبعينات القرن الماضي.

الأحد، 26 نوفمبر 2017

الغرب خمسين مكيال


في مايو ٢٠١٣، قُتل الجندي الإنجليزي "لي ريچني" علي يد "مايكل أديبولاجو" و "مايكل أديبوالي" الإنجليزيين من أصول نيچيرية. تربا القاتلان كمسيحيين ثم إعتنقا الإسلام بعد ذلك. و في فبراير ٢٠١٤ تم الحُكم عليهما بالسجن مدي الحياة.
إللي حصل أن الدنيا قامت وقت الجريمة و لم تقعد. فضلت الصحافة و الإعلام و القنوات الفضائية الإنجليزية و الأمريكية تتكلم عن الجريمة مش أقل من أسبوعين و تستضيف أسرة القتيل و تتكلم عن إنسانيته و كم كان خلوقاً و تجيب مراته و إبنه. كذلك زادت البرامج في الوقت دا إللي كانت بتتكلم عن الإسلام و إزاي أنه بيدعو للإرهاب و إزاي أن الولدين إتحول كيانهم بعد ما إعتنقاه.
حتي الملكة إليزابيث و رئيس الوزراء، كاميرون، طلبا من الناس إلتزام ضبط النفس تجاه المواطنين المسلمين و إعتبار الحادث عمل فردي.
..................
"جو كوكس" هي عضوة البرلمان الإنجليزي منذ إنتخابات ٢٠١٥. "كوكس" إشتهرت بدفاعها عن اللاجئين الفلسطينيين و السوريين و مطالباتها ببناء مجتمع متعدد يقبل الإختلاف.
في ١٦ يونيو من العام ٢٠١٦، كانت "كوكس" في زيارة لمدينة "بريستول" بمقاطعة "يوركشاير الغربية" عندما هاجمها رجل أبيض يبلغ من العمر ٧٧ عاماً و أطلق عليها ٣ طلقات و طعنها أكثر من ١٢ طعنة و هو يطلق صيحات : "هذه هي بريطانيا - This Is Britain" و "بريطانيا أولاً - Britain First".
"كوكس" قتلت علي يد متطرف مسيحي يميني متعصب طاعن في السن و ليس شاباً متهوراً مثلاً أو أهوج. الرجل قتلها و هو يطلق صيحات شبيهة بالشعارات التي ينادي بها اليوم رئيس أقوي دولة في العالم، ترامب.
قصة "كوكس" السياسية البرلمانية التي قتلت علي يد رجل يميني متعصب لم يسمع عنها أحد في أمريكا و لم تأخذ ربع المساحة التي أخذتها قصة "ريچني" في الإعلام الأمريكي أو البريطاني حتي. لم تلتقي وكالات الأنباء الكبري بأسرتها ولا ذكرت الصحف الشهيرة ولا ناقشت القنوات الفضائية الأكثر إنتشاراً قضايا التطرف المسيحي كما فعلت مع واقعة الضابط.
نحن ضد جميع ألوان التطرف، و أيضاً ضد مبدأ الكيل بمكيالين.

السبت، 25 نوفمبر 2017

إحترموا التخصص


في النظام الإداري لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية عدة مؤسسات و وكالات و أنظمة إدارية لو تواجد مثلها في الدول العربية ممكن تكون محل سخرية و تهكم. و الصراحة دا من ضمن الحاجات إللي أنا باكون معجب جداً بيها في شخصية المواطن الغربي.
المواطن الغربي أتعود أنه يتعامل مع كل مؤسسة صغيرة في بلاده بكونها مؤسسة مهمة لها قدرها، خاصةً لما تكون مبنية على أساس علمي و يكون العاملين فيها عندهم من الخبرة و الإمكانيات و الإهتمام ما يجعلها شرف لأي شخص يعمل بها.
مثلاً من ضمن الوكالات إللي بتتبع وزارة الداخلية في الحكومة الفيدرالية الأمريكية؛ "المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية - USFWS". الوكالة دي مختصة بإدارة الأسماك والحياة البرية منذ تأسيسها في العام ١٩٤٠، إلا أن بداياتها تعود إلى العام ١٨٧١ مع بداية تفكير الكونجرس الأمريكي في حماية أنواع محددة من السمك بسبب كثافة عمليات الصيد.
في العام ١٩٠٠ تم إصدار أول قانون ينظم عمليات صيد الحيوانات و الطيور و الأسماك خاصةً بعد تهديد حيوان "البيسون - Bison"، و هو الشبيه بالجاموس الوحشي و إللي بنشوفه في أفلام رعاة البقر، و كذلك تهديد "الحمام المهاجر" من خطر الإنقراض.
في العام ١٩٦٦ تم إصدار قانون آخر عبر الكونجرس الأمريكي لعمل حصر بأسماء الحيوانات و الطيور و الأسماك البرية التي تُعتبر ملكية قومية واجبة الحماية و الرعاية و التنظيم و هو ما جعل الحكومة تقوم بمنح وزارة الداخلية ما قيمته ١٥ مليون دولار أمريكي لدعم البرنامج.
و في ١٩٧٣ دعا الرئيس الأمريكي، نيكسون، بنفسه الكونجرس الأمريكي لتمرير قانون "الأصناف المُعرضة للخطر" و الذي نص على مسؤولية الدولة تجاه حماية الأصناف التي تتعرض لخطر الإنقراض و حماية البيئة التي تحميها و تعيش فيها لكي تحافظ على بقائها.
و في ٢٠٠١، قامت جريدة "الواشنطن بوست" بنشر تقرير يؤكد أن الرئيس السابق، جورج بوش الأبن، قام بخفض الأصناف المعرضة للخطر بالقائمة السالف ذكرها.
في عام ٢٠١٤، حاول مجلس النواب الأمريكي تمرير قانون "شفافية الأنواع المهددة بالانقراض" و الذي يتطلب من الحكومة الكشف عن البيانات التي تستخدمها لتحديد تصنيف الأنواع، ولكن الرئيس الأمريكي، أوباما، هدد وقتها باستخدام حق النقض على القانون و هو الذي لم يتم تمريره حتى يومنا هذا.
و في يناير السابق أعلنت المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية بإضافة نوع من أنواع النحل (The rusty patched bumblebee (Bombus affinis بكونه إحدى الأصناف البرية المعرضة للإنقراض و التي تنتشر في الأصل بشمال و غرب أمريكا الشمالية و التي انخفض عددها بنسبة ٨٧٪‏. تأتي أهمية ذلك النوع من النحل في كونه المسؤول عن تلقيح ما يصل إلى ٦٥ نوعاً مختلفاً من النباتات، ويُعد الملقح الرئيسي للمحاصيل الغذائية الرئيسية مثل التوت البري والخوخ والتفاح والبصل والبرسيم.
معلومة أخيرة ...
المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البرية عندها عدة وحدات تابعة لها مثل : "شعبة إدارة الطيور المهاجرة" و "الختم الفدرالي للبط" و "النظام الوطني لتفريخ الأسماك" و "برنامج الأنواع المهددة بالانقراض" و "مكتب خدمة إنفاذ قانون الولايات المتحدة للأسماك والحياة البرية" و غيرها.
انتوا متخيلين لما يكون عندنا مؤسسة وطنية فيها راجل محترم منصبه هو "مدير إدارة الدواجن" أو "رئيس قسم السمك النيلي" أو "مدير عام إدارة الحياة السمكية بالبحر الأحمر" أو مثل ذلك ؟
تخيلوا كمية التريقة و التهكم على التخصصات المهمة إللي زي دي و إللي لو صنف واحد من دول تعرض للإنقراض أو مجرد النقص أو المرض تلاقي الشعب المصري كله مهتم لأنه في الأصل جزء مهم جداً من حياتنا على الأرض.
صدقوني، يوم ما نبطل تفاهة ...... هانتغيَّر.

بريطانيا - الدراسة الجامعية و عدالة الرأسمالية


في بداية العام الدراسي ٢٠١٦ قامت مجموعة بحثية في إنجلترا بإجراء تصويت بين طلبة الجامعات لمعرفة الكيفية التي يقوم بها طلبة الجامعات بسداد مصروفاتهم.
تصل قيمة القروض التي تُثقل كاهل الطالب الإنجليزي إلى حوالي ٤٥ الف جنية إسترليني لحين إنتهاءه من المراحل الدراسية مما يجعله مسؤول عن سداد تلك القروض فيما بعد.
هذا الرقم وصل في العام ٢٠١٧ إلي ٥٧ الف جنية إسترليني.
التصويت الذي تم إجراءه العام الماضي بين الطلاب أظهر أنه من بين كل عشرين طالبة، هناك واحدة يتم سداد ديونها عن طريق قيامها بالإكتساب من مرافقة الغرباء، سواء كان ذلك لمجرد الحديث أو وصل الأمر إلى ممارسة الجنس.
و من بين كل ٢٥ طالبة، هناك طالبة لا غضاضة لديها في ممارسة الجنس مع رجال كبار في السن، أو أزواج لديهم أسر، للحصول على قيمة فاتورة الدراسة. كذلك هناك طالب من بين كل ١٠ طلاب يقوم بسداد مصروفاته الجامعية من خلال بيع المخدرات.
١٧٪‏ من الطلاب (ذكور و إناث) أعلنوا أنهم مستعدون لممارسة الرقص الإباحي لدفع فاتورة الدراسة.
حتى أن جامعة "سوانسي" في بريطانيا قامت بمشروع دراسي أثبت أن أعداد الطلاب من الذكور الذين يستخدمون الجنس لدفع مصروفاتهم أكثر من الإناث.
حد يكلمني بأة عن الدراسة في بريطانيا و العدالة الإجتماعية في الدول المتحضرة.

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

بالهنا و الشفا


أكل الجراد في دول الخليج من الممارسات إللي لها أصل في التاريخ.
كثيرمن الناس بيعتبروا المسألة دي مقرفة جداً و دا حقهم لأنها مسألة نسبية. لكن المشكلة أن أغلب الناس دي بتتهم إللي بيعمل كدا أنه متخلف و جاهل و رجعي و طبعاً مقرف و لما نقوللهم أن شعوب دول شرق أسيا بتاكل سحالي و تعابين و جراد و كل أنواع الحشرات و الزواحف يرد يقول طيب ما هما شعوب مقرفة حتى لو كانت دولهم متطورة.
طيب ....
"مخبز فازر - Fazer bakery" هو أول مخبز في فنلندا يبدأ بيع الخبز المصنع من الجراد. آه و الله الجراد.
كل رغيف عيش فيه ٧٠ جرادة مجففة و مطحونة مع دقيق و بعض الحبوب.
في ٢٠١٣، الأمم المتحدة أعلنت أن العالم فيه أكثر من ٢ مليار بني آدم بياكلوا حشرات و أن هناك أكثر من ١٩٠٠ نوع من الحشرات بيتم إستخدامهم في الأكل بشكل أو بآخر.
الأمم المتحدة بدأت في ٢٠١٣ برنامج لتشجيع تربية و أكل الحشرات في العالم من خلال منظمة الأغذية و الزراعة، الفاو، التابعة لها.
النهاردة أوروبا فيها ٥ دول بتسمح بتربية و بيع الحشرات من أجل الإستخدام بغرض صناعة الأغذية و هي هولندا و انجلترا و بلجيكا و النمسا و الدنمارك.
صاحب المخبز الفنلندي بيقول أن النوع دا من الخبز فيه بروتينات أكثر من العيش العادي.
يعني الموضوع طلع كمان له فوائد صحية.
إللي قرفان من الخبر أو شايف أن فيه مبالغة أو أننا مش لازم ناخد كل إللي بنقراه بجدية ممكن يتفرج على "أنجلينا جولي" الممثلة المحبوبة، إللي بتعمل أعمال خير من خلال صفتها كسفيرة بالأمم المتحدة و هي بتحمَّر كام عنكبوت على كام جرادة مع كام عقرب و بتاكلهم هي و أولادها و أصحابها علشان أصلهم بيحبوا الأكل "الصحي".
بالهنا و الشفا .... 😊

الخميس، 23 نوفمبر 2017

حيادية الأنترنت


"أچيت پاي" شاب أمريكي هندي الأصل عمره ٤٤ سنة درس في هارڤارد و حصل على بكالوريوس في الدراسات الإجتماعية سنة ١٩٩٤ و دكتوراة في علم القانون من جامعة شيكاغو في سنة ١٩٩٧.
أچيت تدرج في مجال الأعمال بدءاً بعمله كمحامي لشركة "ڤيرزون" للأتصالات ثم بوزارة العدل الأمريكية و بعدين كمساعد لعضو الكونجرس السابق "چيف سيشنز"، إللي بيشغل حالياً منصب النائب العام في حكومة ترامب.
في ٢٠١٢ قام الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بتعيينة في منصب عضو بالهيئة الفيدرالية للإتصالات من خلال توصية من السيناتور الجمهوري "ميتش ماكونيل" و هو رئيس الأغلبية البرلمانية من ٢٠١٥ حتى الأن و صاحب أطول فترة لعضو بمجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي في التاريخ (منذ ١٩٨٥ حتى اليوم).
في يناير ٢٠١٧، ترامب عيِّن أچيت رئيس للهيئة. و في أكتوبر أقر مجلس الشيوخ الأمريكي قرار ترامب بمد فترة رئاسة أچيت للهيئة ل٥ سنوات تبدأ من تاريخ القرار.
أچيت هو أول أمريكي من أصل هندي يوصل لمنصب زي دا و أول جمهوري يصل للمنصب من ١٢ سنة.
المهم ...
أچيت من بداية ما تولى المنصب و هو بينفذ أچندة الحزب الجمهوري بالحرف. من حوالي أسبوعين تم التصويت الداخلي بالهيئة للسماح للمؤسسات اللي بتملك محطات بث تليفزيونية بإمتلاك صحف أيضاً و هو الشيء اللي كان غير مسموح بيه في السابق إلا في حالة ما كان في السوق ٨ شركات مستقلة تعمل بالفعل في نفس المجال.
الإقرار دا فتح الباب على مصراعية أمام مؤسسة زي "مجموعة سينكلير للبث". و مجموعة سينكلير دي بتملكها و تديرها عائلة جمهورية أصيلة من أكبر الداعمين للحزب و لترامب و بتملك بالفعل ١٩٣ محطة تليفزيونية في ٨٩ سوق رئيسي بالولايات المتحدة الأمريكية و مؤخراً عرضت شراء مؤسسة "شيكاغو تريبيون" بمبلغ ٤ مليار دولار أمريكي و إللي بدورها تملك ٤٢ محطة تليفزيونية أخرى.
سوياً، سينكلير و شيكاغو تريبيون يسيطران على ٣٩ سوق من ٥٠ سوق إعلامي في أمريكا و إللي بيخدموا حوالي ٧٢٪‏ من الشعب الأمريكي.
الشيء إللي لا يمكن إهماله هو أن قرارات هيئة الإتصالات الفيدرالية بيتم إتخاذها، بتتم عبر تصويت أعضاء الهيئة ال٥ إللي منهم ٣ جمهوريين و ٢ ديمقراطيين. يعني خلصانة بالديمقراطية ... صنم العجوة.
الجديد أن أچيت أعلن أن الهيئة إللي أغلبيتها جمهوريين هاتصوت يوم ١٤ ديسمبر بخصوص التراجع عن قواعد الحيادية إللي تم إقرارها أيام أوباما بخصوص منع شركات الأنترنت من فرض رسوم إضافية على سرعة الأنترنت.
ما أعلنه أچيت أثار موجة عاصفة من الغضب في الشارع الأمريكي حتى أن موقع هيئة الإتصالات الفيدرالية فتح المجال للناس للتعليق على الخبر و بالفعل تلقى أكثر من ٢١ مليون تعليق و استفسار في الساعات الأولى.
حيادية الأنترنت بيتم وصفها بكونها ضمان عدم قيام مزودي الخدمة بالمنع أو التبطيء أو التمييز تجاه المحتوى أو المستخدمين. الأنترنت من غير القواعد دي هايخلي السيطرة كلها في يد مزودي الخدمة و هاتسمحلهم بفرض رسوم زيادة على عملائها أو خفض السرعة عليهم في حالة إمتناعهم و دا هايؤدي إلى تعطيل الشركات الناشئة و إستبعادها من السوق لصالح المؤسسات الكبيرة و هايؤدي إلى إلزام ألشركات المتضررة بدورها المستخدمين بتعويض الزيادات إللي هاتتم بصورة أو بأخرى. يعني من جيب الشعب في الآخر.
و ماتنسوش إننا مش بُعاد و الخدمة السريعة إللي بنتمتع بيها هاتزيد أسعارها أكثر من كدا لو تم إقرار المسألة دي.
هانلاقيها منين وللا منين ... و لسة !!!

مع جوجل ... لا مجال للخصوصية


ماعمركش حسيت ان تليفونك الآندرويد عارف مكانك بالضبط حتى برغم أنك قافل خاصية أو خدمة معرفة الموقع "Location Services" ؟
"جوجل"، ما شاء الله يعني، بتقدر من خلال أي تليفون بيشتغل بنظام آندرويد، و إللي كشركة بتملكه بالكامل، إنها تجمع عناوين الأماكن إللي تليفون سيادتك موجود فيها من خلال جمع عنوان أبراج شبكة المحمول إللي في المنطقة حتى لو خاصية معرفة الموقع مقفولة في التليفون.
التليفون بيجمع سجل كامل بالعناوين إللي سعادتك تواجدت فيها و أول ما حضرتك بتدخل على الأنترنت يروح باعت السجل دا لجوجل.
و دي عملية لو اتنططت مش هاتقدر تلغيها غير بأنك ترمي تليفونك في أقرب صفيحة زبالة و تروح تشتري تليفون بيشتغل بنظام مختلف، مايكروسوفت وللا آبل، و تحتفل بأنك نقلت عملية التجسس من شركة لأخرى منافسة ليها.
المهم أن النتيجة هي أن جميع تحركات ملايين البشر إللي بيستخدموا ملايين التليفونات إللي بتشتغل بنظام آندرويد مرصودة و مسجلة و معروفة عند جوجل.
جوجل بتقول إنها هاتنهي قصة جمع المعلومات دي في نهاية نوڤمبر و بتقول إنها كانت تقصد بالحركة دي تحفيز التنبيهات و الرسائل في الأجهزة إللي بتستخدم نظام آندرويد. و برغم أن السبب المُعلن دا ماحدش من خبراء المحمول و برامج التشغيل مصدقه ولا فاهمين إية العلاقة، إلا أن جوجل مش محتاجة تعلن عن سبب لأفعالها ولا إنها تحاول تكون منطقية في تفسير تصرفاتها لكونها تملك تاريخ أسود من التجسس على عملائها و حتى تجسسها على عملاء آبل من خلال برنامج "كروم".
مفيش فايدة ... هانجيبك يعني هانجيبك.
مع جوجل ... لا مجال للخصوصية.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More