آخر التعليقات

الأحد، 3 ديسمبر 2017

المنهج واحد و العدو مختلف





فبراير ١٩٤٢ ... الولايات المتحدة الأمريكية تقرر بدء عملية تطهير عرقي ضد المواطنين الأمريكيين من أصول يابانية أثناء الحرب العالمية الثانية, العملية تبدأ بترميز رقاب الأطفال في المدارس , ثم عائلاتهم ( الصورة أعلى اليمين People labeling ) , ثم دعوة المواطنين الأمريكيين من أصول أوروبية عن تبيلغ الدولة عن جيرانهم من الأصول المطلوبة ..

بعد بضع أسابيع , يتم الزج ب١١٠,٠٠٠ مواطن أمريكي من دافعي الضرائب و حملة الجنسية الأمريكية الى سجون الاعتقال فقط بسبب أصولهم اليابانية.

الحكومة الأمريكية نشرت رسميا على لسان القائد الأعلى للقوات المسلحة كارل بندستين : "هؤلاء عناصر خطر , حقيقة أنهم من حملة الجنسية الأمريكية لا تعني أنهم غير خونة بعرقهم الياباني , سندافع عن أمريكا منهم حتى يتم سلخ أخر ياباني عن خارطة العالم"

معظم الأمريكيين من أصول يابانية الذين تم سجنهم يعملون بالزراعة و يملكون مزارع إضطروا بيعها للدولة و بعد سجنهم استغلتهم الحكومة الأمريكية كعمالة بدون أجور في الأراضي الزراعية التي تملكتها..

١٣٢٧ فردا من المعتقلين قاموا بالتنازل عن الجنسية الأمريكية لرفضهم دخول السجن و تم ترحيلهم الى اليابان. الحكومة الأمريكية لاحقاً تذرعت بهؤلاء كسبب للإعتقالات التي قامت بها بحجة أنهم "خونة" و "معادين للدولة الامريكية". و في العام ١٩٤٦، أي بعد إنتهاء الحرب , تم إطلاق سراح المعتقلين من معسكرات الأسر. و في العام ١٩٨٨، أي بعد ٤٢ عاماً، أقرت المحكمة العليا تعويضات مالية نظير عمليات الإعتقال لممَّن بقي من المتضررين على قيد الحياة.

كان الهدف من ذلك "التطهير" هو إستهلاك المواطنين من أصول يابانية لتحقيق هدفين: الأول، تمزيق مجتمعهم في الولايات المتحدة وسلبه القدرة على توليد ذاته، والهدف الثاني هو تسمين بنوك وشركات استثمار رأسمالية أمريكية على حساب أراض و طاقات هؤلاء الأفراد.

و اليوم نعيش نفس الحبكة بصورة مختلفة , صراعا على صعيدين: تحطيم الداخل؛ بسبب عدم ثقتنا بأنفسنا و تخلينا عن العروبة كهوية و بوصلة، و تحطيم الخارج؛ عن طريق تفتيتنا لمجتمعاتنا بسبب تخلينا عن التلاحم المجتمعي الموروث و تحولنا لمستهلكين في أنماط حياتنا لما يقدمه لنا الغرب من منتجات و أفكار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More