في شهر سبتمبر الماضي قامت وزيرة التضامن الإجتماعي، غادة والي Ghada Waly بإبلاغ جهاز حماية المستهلك بشأن إعلان خاص بشركة "أورانچ" يظهر فيه كبار السن بشكل غير لائق. الإعلان كان ضمن الحملة الخاصة بدعم المنتخب المصري لكرة القدم أثناء تصفيات كأس العالم.
وقتها قام الجهاز بتشكيل لجنة فنية لبحث مدى مخالفة الإعلان للمواصفات القياسية و التي تنص، بناءً على تصريحات اللواء عاطف يعقوب رئيس الجهاز، على أنه "لا يجوز إستغلال المرض أو إهانة فئة من فئات المحتمع في الإعلانات و كذلك عدم التمييز أو مخالفة العادات و التقاليد و خدش الحياء في الإعلانات" .
و بناءً عليه، تم إخطار شركة الإتصالات بإيقاف بث الإعلان و الذي استحابت له الشركة بدون رد فعل منها.
منذ ثلاثة أسابيع، تقريباً، بدأت شركة "ڤودافون" في بث إعلان لها يروِّج إلى نظام جديد خاص بخدمة الإنترنت مستخدمة في ذلك الشخصية الغير محترمة و المعروفة بأسم Abla Fahita.
الإعلان عبارة عن كمية سفه و سوء أدب و إشارات جنسية واضحة و تصوير قبيح لا أظن أنه يتناسب مع "العادات و التقاليد" التي ذكرها من قبل اللواء/عاطف يعقوب.
و بعد حملة مكثفة على الفيسبوك، تم إيقاف الإعلان. و فوراً كان تعليق العروسة القبيحة هو إستخدامها للعبارة المتكررة في الإعلان و لكن بحروف مختلفة في تويتة ساخطة تؤكد الغرض الأصلي من إستهدام ذلك اللفظ في الإعلان.
اللفظ في الإعلان الذي كان "حقة" أصبح سبحان الله بقدرة قادر ... "حأه" في التويتة الساخطة ولا أظني في حاجة إلى توضيح المقصود منها لأنها بالفعل استضافت من قبل إحدى ضيوفها الغير كرام التي قالت بكل صراحة أنها تعلم أبنائها إستخدام ذلك اللفظ.
و لكن هل انتهى الموضوع عند ذلك ؟
للأسف لا ...
الشركة العظيمة Vodafone Egypt نشرت على صفحتها بيان تدافع فيه عن موقفها و عن كونها عدلت من بعض الفقرات بالإعلان ليتفق مع المعايير المذكورة في القانون. و صراحةً لا أعرف ما هو هذا التعديل الذي إذا قامت به الشركة للإعلان و الذي إن كان تم بضمير، فسيلغي ٩٩٪ من المعروض به !!!
فودافون أعلنت أنها ستتوقف عن حملاتها الإعلانية كرد فعلي منها تجاه إلغاء الإعلان.
ما تفعله ڤودافون حالياً هو إعلان الحرب من خلال الضغط على عملاءها من أصحاب القنوات الفضائية الذين يكتسبون من بيع الدقائق الإعلانية على شاشاتها.
ڤودافون تعلم جيداً أن عملائها من أصحاب المليارات سيضغطون بدورهم عبر صلاتهم القوية و أموالهم الطائلة على الجهات الرسمية. تلك الحرب التي إذا فازت بها الشركة و استطاعت أن تجبر السلطات على التراجع في قرارها فستكون نتيجتها أنها ستمرر ما هو أقبح من أبلة فاهيتا و ما هو أكثر سفاهة من Saturday Night Live بالعربي و ما هو أكثر سفالة من "حأه" و أخواتها.
و وقتها ... لا عزاء للمجتمع و الله يرحمك يا "تقاليد و العادات"
0 التعليقات:
إرسال تعليق