ال"#False_Flag" أو "العَلَم المُخادِع" هو ذلك النوع من العمليات التي تقوم بها الدول بصورة تخفي بها الفاعل الأصلي و تظهر عدوها كأنه الفاعل الحقيقي.
من أشهر تلك العمليات التي قام برصدها التاريخ هي العملية "جلايڤيتس" و التي قام فيها الجيش الألماني في العام ١٩٣٩ بقتل مجموعة من أسري النازية داخل إحدي المعسكرات بعد إجبارهم علي إرتداء ملابس الجيش الألماني ثم تصفيتهم بأيدي جنود الجستابو الألمان و إتهام الجيش البولندي بالقيام بذلك من أجل حشد الرأي الشعبي الألماني لدعم أصحاب القرار و بدء الحرب علي الدولة الجارة و التي أدت في النهاية إلي الحرب العالمية الثانية.
في نفس العام قامت القوات السوفيتية بقصف قرية "ماينيلا" الروسية و الواقعة علي الحدود مع دولة فنلندا من أجل إلقاء اللوم علي دولة فنلندا و القيام بغزوها بعد أربعة أيام من تلك العملية.
و في الرابع من إبريل من العام ١٩٥٣، صدر أمر لجهاز الإستخبارات الأمريكية CIA من أجل القيام بعمليات تخريبية داخل دولة "إيران" لإسقاط حكومة "مُصَدَّق" الإشتراكية و هو ما أدي إلي التخطيط و القيام بهجمات علي عدة مساجد و إغتيال شخصيات عامة داخل الأراضي الإيرانية.
أما عن العملية "#نورثوودز - #Operation_Northwoods" الأمريكية فهي خطة قامت بوضعها وزارة الخارجية الأمريكية بمشاركة رئيس أركان الجيش الأمريكي، "ليمان لمنيتزر"، و قاما بتقديمها إلي الرئيس الأمريكي "چون كينيدي" في العالم ١٩٦٢ من أجل قيام جهاز الإستخبارات الأمريكي، CIA، أو أي جهاز سري حكومي آخر بعدة هجمات إرهابية ضد مواطنين أمريكيين داخل الولايات المتحدة و ضد أهداف عسكرية أمريكية ثم إلصاق التهمة بعدها بالقوات الكوبية لإفتعال حرب بين البلدين.
ففي نفس العام كان الزعيم الشيوعي "فيدل كاسترو" قد استطاع الوصول إلي كرسي الحكم بدولة كوبا و هو ما دعا الأجهزة العسكرية الأمريكية إلي التفكير في إشعال الحرب بين البلدين من أجل إسقاط هذا الحكم المُعادي للنظام الأمريكي. حتي أنه كان قد وصل الأمر بالقوات الجوية الأمريكية إلي القيام بطلاء طائراتها من النوع "دوجلاس إية-٢٦ سي" أو "Douglas A-26" بألوان القوات الجوية الكوبية إستعداداً للقيام بتلك العمليات المُخادعة.
و برغم أن الرئاسة رفضت بالفعل المشروع المُقدم إليها من قِبل الأجهزة الرسمية و أن الرئيس كينيدي قام بعزل رئيس الأركان من منصبه، إلا أنه قام بتعيينه رئيساً لقوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو - NATO) في العام التالي، ١٩٦٣.
و لم يتم الإعلان عن الوثيقة السرية الخاصة بذلك المشروع العسكري إلا في العام ١٩٩٧، أي بعد ٢٥ عاماً، عندما قامت اللجنة المعنية بحفظ وثائق التحقيق في عملية قتل الرئيس كينيدي بإشهارها ضمن ١,٥٢١ وثيقة رسمية أخري تم إشهارها للعامة بنفس العام. و في العام ٢٠٠١، تم نشر الوثيقة عبر شبكة المعلومات الدولية.
تُري كم عملية عسكرية قامت بها الأجهزة الأمريكية و حمَّلَت وزرها أجهزة رسمية خاصة بدول أخري أو تنظيمات دولية أو أفراد بعينهم ؟ و كم عدد الأبرياء الذين قُتلوا علي أيدي ذلك النظام الذي لم يطيق الاختلاف مع قيادته السياسية فقام بتصفية من يقف في طريق الحل العسكري حتي و إن كان ذلك الشخص هو الرئيس المُنتخب ؟ و كم من وثيقة سرية قامت بصياغتها الأجهزة العسكرية و الإستخباراتية و أشَّر عليها رؤساء من أمثال چورچ بوش الأب أو الإبن أو أوباما الذي فتح المجال لقوات المرتزقة من خلال شركات الأمن الخاصة التي عملت، و لاتزال تعمل، داخل العراق و الصومال و مالي ؟
تُري هل سنعرف الحقيقة يوماً ما ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق