آخر التعليقات

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

بيل جيتس رجل العطاء


البوست دا طويل فلو بتزهق أو مش في دماغك تقرأ حاجة عن مصايب النظام العالمي يبقي فُكك من أولها و طنِّش و كمِّل ولا كأنك خدت بالك من البوست أصلاً.
سمعت قبل كدا عن "المحاصيل المُعدّلة جينياً" ؟ المحاصيل إللي تم عمل تعديلات جينية فيها علشان تواجة أمراض معينة أو أخطار بيئية محددة أو حتي تطلع في غير أوانها أو حتي ..... تقتل البني آدم ؟
المحاصيل دي إسمها "GMO" أو "Genetically Modified Organisms - العضويات المُعدلة جينياً".
تعالوا نرجع بالتاريخ شوية لورا. في سنة ١٩٠١ تم تأسيس شركة "مونسانتو - Monsanto" ...... و افتكروا الأسم دا كويس جداً. الشركة دي كانت بتقوم بأبحاث في مجال تصنيع القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية و لغاية آخر الثمانينات كانت بتدير معمل نووي للحكومة الأمريكية.
أبرز أنشطة الشركة دي كانت أنها ساهمت في إنتاج المادة الكيماوية "Agent Orange - المُعامل البرتقالي" و إللي استخدمته أمريكا في ضرب المحاصيل الزراعية أثناء حربها علي فيتنام و إللي تم بعد كدا إثبات أن النوع دا من المادة إللي "مونسانتو" كانت بتنتجها كانت قوتها تفوق إللي بتنتجها الشركات الثانية ب١٠٠٠ مرة. المادة دي عرضت ٣ ملايين شخص في فيتنام للتلوث و أدت لتشوهات خلقية لحوالي نص مليون طفل. في سنة ١٩٧٨ رفعت مجموعة من العسكريين المتقاعدين إللي كانوا بيحاربوا في فيتنام و اتعرضوا للمادة دي بصورة مباشرة برفع قضية علي الشركة و انتهت بتسوية مالية.
و في سنة ٢٠٠٤ رفع مجموعة من المحامين قضية علي الشركة اتهموها فيها بخرق القانون الدولي و أرتكاب جرائم حرب، لكن الدعوة تم إسقاطها علي إعتبار ان الشركة كانت معينة من قِبل الحكومة الأمريكية. يعني مالهاش يد. مش غريبة انها نفس الشركة اللي دفعت فلوس لناس رفعوا عليها قضية ثانية من ٢٦ سنة تقريباً لنفس الغرض ؟ طيب مش كان من العدل محاكمة أصحاب القرار داخل الحكومة إللي أمروها بتصنيع المادة و أستخدموها بالصورة البشعة دي ؟ ياللا ما علينا .... حد يقدر يحاسب الكبير برضة ؟
إستنوا ..... ماتمشوش بدري كدا. القصة لسة فيها كثير. و الكثير دا يخصنا إحنا كمان. 🙂
المهم الشركة دي تاريخها أسود و قضايا كثير اترفعت عليها. في سنة ٢٠٠١ مثلاً دفعت الشركة تعويضات بقيمة ٧٠٠ مليون دولار لبلدة "آنستن" في أمريكا نظراً لتسبب مصنعها هناك في إصابة أهل البلدة بأمراض و إصابة الأطفال بتشوهات خلقية.
"مونسانتو" كانت في الأصل شركة كيماويات و كان تركيزها علي إنتاج مبيد الأعشاب RoundUp إللي حققت من خلاله أرباح مهولة. و لأن فترة المهلة الخاصة ببراءة إختراع المبيد كانت قربت علي الإنتهاء، فكرت الشركة في إنتاج البذور المعدلة جينياً. و أنتجت الشركة بذور تقدر تقاوم المبيد بتاعها. يعني المزارع إللي كان بيضطر أنه يرش أرضه بالمبيد في أوقات غير أوقات الزراعة أصبح يقدر يرشها في أوقات الزراعة. و من هنا ضمنت الشركة تفوق سلعتها الجديدة قبل إنتهاء فترة براءة إختراع المبيد و أصبحت أقوي و أشرس شركات التكنولوجيا الحيوية في العالم.
من الخواص اللي بتتمتع بيها البذور اللي بتنتجها "مونسانتو" هي أنها بذور عقيمة. يعني البذور بيتم إستخدامها لإنتاج محصولات زراعية و بعدين المحصولات دي بتنتج بذور لكن عقيمة ماعندهاش القدرة علي إنتاج محصول تاني و دا إللي بيخلي المزارع غصب عنه يرجع يشتري البذور دي من الشركة بدلاً من الإعتماد علي المحصول في تدوير نفسه بنفسه.
الخاصية التانية إللي بتتمتع بيها البذور دي إنها متطايرة. يعني البذور دي بفعل الرياح ممكن تنتقل لمسافة ٨٠٠ كم خلال ٢٤ ساعة و توصل لأراضي المزارعين التانيين إللي مش بيشتروا البذور دي و بيعتمدوا علي البذور الطبيعية و هو الأمر إللي بيهدد المحصول الطبيعي الغير معالج جينياً و بيلوثه لسنوات طويلة و كمان بيعرض صاحب الأرض دي إن شركة "مونسانتو" ترفع عليه قضية علي أساس أنه حصل علي بذورها بطريقة غير قانونية بدون تصريح مباشر منها. و بكدا تضمن الشركة إعتماد المزارع عليها و علي إنتاجها من البذور بعد ما يكون فقد قدرته علي إنتاج بذوره الخاصة. و تقدر وقتها ترفع الأسعار براحتها و تفرض رسوم علي مزاجها.
السياسة دي بتخلي شركة زي دي توصل لأنها تتحكم في في جزء كبير من الناتج الزراعي لبعض الدول و إللي بيشكل تهديد للأمن الغذائي العالمي و سيادة الدول علي غذائها.
من أشهر الدراسات إللي اتعملت علي النوع دا من المنتجات الزراعية، دراسة اتعملت سنة ١٩٩٥ من خلال العالم Arpad Puszati إللي فضل ٣ سنوات يجرب تأثير المنتجات الزراعية إللي بيتم إنتاجها بالبذور المعدلة وراثياً علي الفئران و اكتشف أنها بتؤدي إلي إضعاف جهاز المناعة و تغيير في تركيبة كريات الدم البيضاء في الدم و صغر حجم الدماغ و ضمور في الكبد و تليُّف في المعدة و الأمعاء و بتؤدي لأورام سرطانية. و في سنة ١٩٩٨ ظهر علي قناة بريطانية و صرَّح بأن المحاصيل المُعدلة جينياً خطر علي الصحة. بعد اللقاء بيومين جري إتصال من مكتب رئيس الوزراء لمركز الأبحاث إللي كان بيشتغل من خلاله الدكتور و بيعمل أبحاثه و تم فصله و شن هجمة إعلامية عليه لتشويه سمعته.
و من الأمور الخطيرة في المحاصيل الزراعية أنها بتنتج غذاء الحيوانات إللي بيتغذي الإنسان علي لحومها و لبنها. يعني الضرر مباشر و غير مباشر.
و لأن الشركات إللي زي دي لابد يكون عندها أساليب حماية لممارسة أعمالها القذرة بحرية، فكان لابد لها أنها تستعمل طرق مختلفة :
١- صلاتها الوثيقة مع الحكومات : من العلاقات القوية إللي كانت تملكها الشركة هي علاقتها ب"جورج بوش الأب" إللي زار مصنعها لما كان نائب الرئيس الأمريكي "رونالد ريجان" و دا علشان تقدر الشركة تمنع تدخل الحكومة في الأسواق عن طريق تغيير متطلبات إثبات سلامة المنتجات. و بالفعل في سنة ١٩٩١، لما أصبح "جورج بوش الأب" رئيس لأمريكا، أضاف منصب جديد لهيئة الغذاء و الدواء الأمريكية (FDA) و هو "نائب المفوض للسياسات". و طبعاً كان نصيب المنصب دا لمحامي شركة "مونسانتو" إللي فضل يتنقل بين هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية و بين شركة مونسانتو من عهد بوش الأب لغاية عهد أوباما الحالي. و في سنة ١٩٩٢ أصدر بوش الأب أمر تنفيذي بأن المحاصيل المُعدَّلة جينياً متكافئة مع المحاصيل الغير مُعدلة. و الورق ورقنا و الدفاتر دفاترنا. عادي يا مان.
أما عن علاقة الشركة برجال الدولة فكانت من خلال المساعدات إللي كانت بتقدمها خلال الحملات الإنتخابية و دعمها لأشخاص بعينهم من إللي شغلوا مناصب في الحكومة الأمريكية و الكونجرس و هيئات تنظيم قطاع الغذاء و مجموعات الضغط و حتي القضاة بمحكمة العدل العليا.
و من العلاقات إللي ركزت عليها الشركة و المهمة بالنسبالها هي علاقتها بشركات الأدوية إللي استفادت بالطبيعة من انتشار المحاصيل المسببة للأمراض المختلفة و إللي أنشأ بدوره تحالف قوي بين القطاعين.
٢- آليات التسويق : بالطبع من الآليات المهمة إللي حافظت الشركة، و لازالت، علي بقاءها ضمن سيطرتها هي آليات التأثير علي الوعي. أو الإعلام. الشركة بتستثمر ملايين الدولارات سنوياً و بتوظف أكبر شركات الدعايا و الإعلان علشان تبرأ ساحتها و تحاول تنظف سيرتها و سمعتها و تأثر علي الرأي العام و تنشر معلومات مضللة علي شبكة الأنترنت بجانب وسائل الإعلام التانية.
٣- أدوات الهيمنة الإقتصادية : و دي من أقوي الآليات إللي بتعتمد عليها الشركة. فمن خلال سياسات السوق المفتوح إللي أمريكا بتفرضها بالقوة خارج حدودها علي البلاد الضعيفة و إتفاقيات التجارة الحرة إللي بترغم الدول النامية علي إعتمادها و العمل بيها، تم تمهيد الطريق أُدام "مونسانتو" لغزو بلاد جديدة و كمان السيطرة علي إنتاج المحصولات الزراعية حسب مزاجها و إللي بيصب في النهاية في مصلحتها هي. و برغم أن الإتحاد الأوروبي وقف بالمرصاد أدام دخول النوع دا من البذور لدول القارة إلا أنه في سنة ٢٠٠٣ عقد جورج بوش الإبن مؤتمر صحفي و اتهم فيه الإتحاد الأوروبي بالتسبب في مجاعات في أفريقيا لأنهم بيحطوا قيود علي المحاصيل المعدلة جينيا و من ضمن القيود دي اختبارات الصحة و وضع ملصقات تبيِّن إذا ما كانت البذور معدلة جينياً وللا ولا. جورج بوش اعتبر الشروط دي قيود. و البجاحة أنه بيعلن كدا عيني عينك. معقولة تمنعونا من إفساد المحاصيل و كمان تطلبوا مننا دليل علي أنه مش فاسد ؟ انتوا ماتعرفوش ربنا وللا إية ؟
و بطبيعة الحال، و لأن منظمة التجارة العالمية (زيها زي منظمة الأمم المتحدة و البنك الدولي و غيرها من المنظمات الدولية) هي منظمة تنتمي إلي الدولة الأمريكية، فقد حكمت سنة ٢٠٠٦ علي الإتحاد الأوروبي بغرامات مالية بمئات الملايين بسبب منعه دخول المحاصيل المعدلة جينياً بدون الشروط اللي نص عليها.
و مش هاتكلم عن المكسيك إللي أفلس فيها ما يقارب مليون و نص مزارع بسبب سياسات تصدير الذرة الأمريكية الرخيصة ليها برغم أن المكسيك من أكثر الدول اللي بتنتج الذرة و أغناها من حيث تنوع أصنافها في العالم.
و مش هاتكلم عن الهند إللي إللي قامت الشركة بطرح بذورها في أسواقها سنة ٢٠٠٢ و عملت حملة دعائية ضخمة هناك خلِّت المزارعين يقترضوا علشان يشتروا بذورها. و لما فشل محصول القطن و لقي المزارعين هناك نفسهم تحت وطأة الديون، بدأت سلسلة من الإنتحارات حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف من المزارعين و عوائلهم.
٤- استخدام المؤسسات التنموية : من المؤسسات الدولية إللي فتحت مجال السوق العالمي أُدام "مونسانتو" كانت "البنك الدولي" إللي تواطأ مع USAID صندوق المعونة الأمريكي لغزو الدول النامية من خلال المؤسسات الخيرية العالمية و هو إللي فتح السوق الهندي سنة ١٩٨٨ من خلال برنامج "سياسة البذور" إللي فرضها البنك الدولي علي الهند كجزء من "مسيرة الإصلاح الإقتصادي" و إللي أدت في النهاية إلي موجة من الإنتحارات بين صفوف المزارعين الهنود.
علي فكرة، الهند أوقفت التعامل مع النوع دا من الشركات في العام ٢٠١٤ بعد ما عانت بسببها و و بعد ما فسدت آلاف الأميال من أراضيها الزراعية.
و من المعلومات المهمة أن الشركة دي ليها تاريخ في مصر.
فاكرين قضية التقاوي المسرطنة بتاعت وزير الزراعة الأسبق، أمين أباظة ؟
أهي "مونسانتو" دي كانت الشركة إللي وافق أمين اباظة علي السماح بدخول شحنات منتجاتها من تقاوي الذُرة المعدلة وراثياً لأرض مصر و دا برغم أن دول زي روسيا و فرنسا منعت دخول منتجات الشركة دي لأراضيها.
علي فكرة في تاريخ ٢٥ مايو سنة ٢٠١٣ كان في مسيرات عالمية للتنديد بسياسة شركة مونسانتو و من الدول إللي شارك شبابها في المسيرات دي كانت مصر إللي طبعاً ماحدش إهتم بالموضوع دا علي أساس أنه موضوع ثانوي و مش مهم.
هو إحنا فاضيين ؟
من المعلومات المهمة كمان أن شركة "مونسانتو" تعاونت مع وزارة الزراعة المصرية و أسست معهد للتكنولوجيا الحيوية في مصر بدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP و هيئة المعونة الأمريكية USAID لإنتاج بذور القطن و الذرة و تداولها في السوق المصري.
و في إبريل ٢٠١٥ أصدر المركز المصري للحقوق الإقتصادية و الإجتماعية تقرير بعنوان "فوق الدولة" عن سيطرة الشركات متعددة الجنسيات علي صناعة القرار و قدرتها علي التهرب من المسؤوليات المتعددة و منها البيئية. في التقرير، و تحديداً في الصفحة ٢٧، اتكلم التقرير عن "مونسانتو" و عن اسلوبها في العمل من خلف الستار من خلال شركات فرعية و إجراء اختبارات علي خلطاتها عبر مؤسسات بحثية و شركات بذور مخصصة و وكلاء آخرين داخل مصر.
صباح الفل.
و علشان تتعقد الصورة كمان و كمان تعالوا أقول لكم علي معلومة صغيرة.
بيل جيتس و مراته عندهم النهاردة أكبر مؤسسة خيرية في العالم بتصرف علي مشروعات تنموية في العالم كله و بتركز علي الدول النامية و ليها مشروعات كثيرة داخل مصر و بتمول مشروعات زراعية و صحية.
مؤسسة بيل و ميلندا جيتس The Gates Foundation استثمرت في سنة ٢٠١٠ أكثر من ٢٧ مليون دولار في شركة "مونسانتو". بيل جيتس نفسه بيمتلك ٥٠٠ الف سهم في شركة "مونسانتو". يعني الراجل بيقدم مساعدات للدول الأفريقية من خلال مؤسسته الخيرية باليمين و بياخدها أرباح عن طريق أسهمه في شركة البذور بالشمال.
ماحدش بياكلها بالساهل.
في معلومات كثيرة جداً أكثر من كدا بخصوص الموضوع دا. منها له علاقة بالعراق اللي تم تدمير الزراعة فيها عن طريق نفس الشركة بعد الإحتلال الأمريكي و منها علاقة الشركة ب"بلاك ووترز" اللي بتأجر رجالتها للتجسس علي الحركات المناهضة ليها و منها فتح مكتب إقليمي لها في الأردن لفتح بوابة للنفاذ لدول المنطقة. يعني كأنها قاعدة عسكرية في المنطقة لكن جيوشها من نوع خاص جداً.
أما عن بيل جيتس فعلاقته بالمؤسسة مش نابعة من فراغ أو لمجرد الإستثمار. الراجل نفسه أعلن في إحدي اللقاءات الفضائية أنه مهتم بعملية تنظيم الأسرة و أنه مؤمن بوسائل تخفيض تعداد السكان و أن أبوه كان عضو في مؤسسة "Planned Parenthood - تخطيط الأسرة" الأمريكية المتهمة بدعم حرية القيام بعمليات الإجهاض في العالم كله و دعم حركات الشواذ جنسياً و ما شابهها من أنشطة تقلص من نسب الإنتاج البشري.
كفاية كدا.
تصبحوا علي خير.
مصادر :
فيلم "The World According to Monsanto"
https://www.youtube.com/watch?v=N6_DbVdVo-k

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More