آخر التعليقات

الاثنين، 11 ديسمبر 2017

الشذوذ على كبر


"چيف هيربست" رجل أمريكي عنده ٥٨ سنة و متزوج من ٣٦ سنة و عنده بنتين. چيف بيشتغل في الحكومة المحلية لمدينة "نيو هوب" بولاية "تكساس" الأمريكية من ٢٠٠٣ بعد ما تم إنتخابه لتولي منصب مساعد عمدة المدينة.
في ٢٠١٥، و بعد ٣٤ سنة جواز نتج عنه بنتين، چيف قرر أنه يقوم بعملية تحول جنسي من خلال تناوله علاج بالأدوية الخاصة بالهرمونات و يبقي "چيس" بدل "چيف".
الجميل أن زوجته و بناته وقفوا جنبه و دعموه و معاهم أخو مراته.
في مايو ٢٠١٦، و بعد ما مات عمدة المدينة، تولت "چيس" المنصب لتصبح أول مسؤول رسمي فيدرالي متحول جنسياً.
طبعاً إحنا محتاجين نقف شوية عند القصة الظريفة دي و نسأل شوية أسئلة:
هو چيف لية بعد ٣٦ سنة جواز قرر أنه يبقي چيس ؟ و أي منطق يقول أنه فضل مستحمل كدا المدة دي كلها و هو عنده ميل للجنس المشابه له ؟ يعني فضل يمارس كل الممارسات الحميمية مع زوجته عادي كدا كل الفترة دي ؟ طيب لو عنده مشكلة بيولوچية أو چينية كان جاب بنتين أصحاء من علاقة جنسية طبيعية ؟
السؤال الأهم بأة .... هو إية المقياس في سماح الدولة هناك لأي شخص في التصرف في جسده و جنسه ؟ يعني هل وصلت درجة الحرية بالأشخاص في الدول "المتحضرة" دي إنها تتيح لأي شخص أنه يلعب في هرموناته أو يغيَّر من جنسه أو حتي يفترض أنه مش مرتاح (و لو بعد 56 سنة) من غير حتي ما يكون دا بناءً علي تقارير طبية و تحاليل معملية ؟
الدولة العلمية العلمانية إللي بتؤمن بالعلم و جدوته و بتؤمن بأنه الحاكم في تصرفات البشر إزاي تتيح لأي حد التصرف في التركيبة الجنسية الخاصة بيه بدون ما يبقي التصرف دا مبني علي نتائج علمية ؟ و إزاي أصلاً تتيح لأي حد أنه ياخد دواء أو يتم علاجه أو يتعرض لعمليات بدون سبب علمي أو تحليلات و إختبارات معملية ؟
سيبك من الدين .... الدولة دي إللي مش بتسمح بصرف دواء للبرد بدون روشتة طبيب متخصص، كفرت بالعلم نفسه لمَّا جعلت التحول الجنسي أمر متاح بدون دليل علمي و كل التحاليل إللي بيقوم بيها الشخص دا و بتلزمه بيها الدولة هي فقط إللي بتؤكد عدم تعرضه للمضاعفات.
علي فكرة مفيش إحصائية رسمية أو غير رسمية بأعداد الشواذ جنسياً أو إللي اتعرضوا للتحول الجنسي بالعمليات أو بالأدوية الهرمونية بناءً على نتائج معملية. و على فكرة لو كان دا بيتم كنت هاتلاقي مئات السجلات و الإحصائيات. لكن عدم وجودها هو أكبر دليل على أن القرار دا بيبقي قرار من الشخص ذاته إللي بيكفله له دستور دولته #العلمانية و بدون إختبارات معملية. مش كدا و بس ... نفس المسألة و أكثر منها في الحالات إللي بيقرر فيها الشخص أنه بيميل للماثل له في الجنس و يعيش معاه و يبقي شريكه بدون ما يعرض نفسه علي طبيب متخصص في الهرمونات أو العلاج النفسي.
مش بننكر أن في ناس بتتولد بخلل جيني أو هرموني أو بيولوجي و بتحتاج علاج زي إللي بيتولد أعمي أو أصم أو فيه عيب في تركيبة عظامه أو حتي أجهزته الحيوية. بس النماذج دي مابنقولش عليها طبيعية لأنها بتتعارض مع التركيبة الطبيعية للإنسان الطبيعي و العلم كل يوم بيحاول بجد أنه يعالجهم و يوفرلهم الوسائل إللي تتيح لهم أنهم يعيشوا حياتهم زي بقية البشر.
لية بأة عايزننا نعتبر ناس بيتصرفوا تصرفات "شاذة" أنهم طبيعيين و هما ماراحوش عرضوا نفسهم علي العلم إللي بيؤمنوا بيه و بيردوا علينا بيه أنهم اتولدوا كدا "طبيعيين" ؟
ماعندناش مشكلة في إننا نعترف بأن الخلل دا إتولدتم بيه، بس ماتجيبوش أدلة من العلم و أنتوا نفسكم كفرتم بيه لما قررتم مع نفسكم أن هي دي طبيعتكم بدون ما تعرضوا نفسكم على متخصصين.
الشاذ أسمه شاذ و مفيش حاجة أسمها مثلي و مهما أطلقتم علي أنفسكم من مصطلحات، أنتم شواذ و مش هانعترف بيكم إلا إذا عرضتم أنفسكم علي متخصصين يقولوا أنكم بالفعل محتاجين لعلاج.
و سلملي علي الأخت چيس إللي دخلت التاريخ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More