في أكثر من ٨ دول في العالم يوجد نظام لرعاية و تنشأة الأطفال التي تقوم الحكومات بسحبهم من أسرهم لأسباب عدة مثل إدمان إحدى الوالدين، أو عدم قدرة المربي على أداء دوره التربوي، أو بسبب تعرض الأبناء للإيذاء الجنسي أو الجسدي، أو حتى التخلي عنهم لأي سبب. و يظل السبب الأكبر و الرئيسي صاحب النسبة التي تتراوح بين ال٦٠ و ال٨٠٪ هو "الإهمال".
هذا النوع من نظم الرعاية يحمل أسم "Foster Care" و هو برنامج مؤقت يتم من خلاله تأهيل الأطفال نفسياً قبل أن يتم نقلهم لنظام مختلف. يتم إرفاق الأطفال عبر نظام "الفوستر" لدى إحدى الأسر المتطوعة لرعايتهم من خلال عدد من البرامج التربوية داخل منظومة أسرية مستقرة.
بعد إتمام الفترة، يعود ٥٥٪ من الأطفال للعيش مع أسرهم و ٢٥٪ يتم تبنيهم عبر أسر أخرى. النسبة الباقية إما أنهم يتنقلون للعيش مع أقارب لهم أو يتم إيداعهم في نظم رعاية طويلة الأمد أو وضعهم داخل مؤسسات بها نظم خاصة لمتابعة سلوكياتهم.
الأسر إللي بتقوم برعاية النوع دا من الأطفال أسمهم "Foster Parents" و دول بيحصلوا على تدريب عبر مؤسسات حكومية أو مؤسسات خاصة لها شراكة مع الحكومة و بيحصلوا على ترخيص لممارسة النشاط و بيتم تعيين مراقب عليهم علشان يتابع عملية الرعاية و التنشأة.
النظام دا ناتج عن مجهودات تاريخية قام بيها السيد "تشارلز بريس".
وُلد تشارلز بريس سنة ١٨٢٦ في أسرة مسيحية محافظة بمدينة "ليتشفيلد" بولاية كونيتيكت الأمريكية. أسرة تشارلز كانت مشهورة بالعمل الخيري و كانت أسرة مسيحية إنجيلية محافظة دينياً. عمة والد تشارلز كانت "سارة بيرس"؛ أول سيدة تقوم بإنشاء مدرسة خاصة لتعليم البنات في أمريكا.
تشارلز درس المراحل الأساسية من تعليمه في البيت. والده، چون، عمل في وظيفة مساعد للسيدة سارة بيرس بمدرستها ثم انتقل بأسرته لمدينه "هارتفورد" و تولى إدارة معهد لاهوتي لتعليم الفتيات و بعد ما تشارلز خلَّص تعليمه الأساسي، ألحقه والده بالتعليم العالي في جامعة "ييل" إللي هي من أعرق الجامعات الأمريكية و إللي بعد ما إنتهى من دراسته فيها حصل على دراسات إضافية بالإتحاد اللاهوتي الإكريليكي بنيويورك قبل ما يسافر مع زملاء له في رحلة لأوروبا لزيارة بعض المؤسسات الخيرية و الإنسانية و المعاهد التصحيحية خاصةً في ألمانيا و بريطانيا و بعد ما رجع اشتغل مساعد للسيد "لويس بيز" اللي كان له منصب يوازي درجة وزير بالطائفة الميثودية الإنجيلية و كان مجال عمله في أكثر أحياء مدينة نيويورك فقراً.
تشارلز كان له عمود ثابت في جريدة النيويورك تايمز إللي كان بيكتب من خلاله مشاهداته للمجتمع اللي كان عايش وسطه و اللي لاحظ فيه أعداد الأطفال الرهيبة إللي تعدى ال٣٠ الف من أبناء الأسر الفقيرة و اللي كانوا بيعانوا من سوء التربية و الخدمة و الرعاية بسبب تنشأتهم بين أسر فيها آباء مدمنين للخمر و معدومي الدخل معظمهم بيشاركوا في أنشطة إجرامية و كثير منهم بيرسلوا ولادهم للتسول أو بيع أعواد الكبريت في الشوارع. كانت الشرطة بتطلق على الفئة دي من الأطفال لقب "فئران الشوارع" و كان منهم بيتعرض للسجن في سن ممكن توصل لخمس سنين بسجون فيها مساجين بالغين مجرمين.
في سنة ١٨٥٣ و في الوقت إللي كانت فيه مصحات الأيتام و ملاجيء الفقراء هي الأماكن الوحيدة المتاحة لإيواء الفئة دي من الأطفال، أسس تشارلز و رفاقه الإنجيليين المحافظين جمعية تحت أسم "جمعية مساعدة الأطفال - Children's Aid Society" و إللي أصبح رئيسها التنفيذي من سن ٢٦ و لغاية ما مات في سنة ١٨٩٠.
كانت نظريات تشارلز كلها أصولية و تم ترجمة أفكاره التقدمية لخدمات و إصلاحات بعيدة المدى لمساعدة الأطفال الفقراء و المشردين و النساء العاملات و الأسر المحتاجة و الأولاد و البنات المعوقين في الوقت إللي كانت فيه الخدمات الخاصة بالمجموعات دي قليلة جداً.
اشتملت جهوده الأولية على إقامة بيوت لآلاف الأطفال اللي كانوا عايشين في الشوارع و إنشاء مدارس صناعية و زراعية لتعليمهم مهن تفيدهم في حياتهم. لكن المجهود إللي فضل مرتبط بأسمه لغاية النهاردة و إللي نجح من خلاله بالفعل في إنقاد حياة آلاف الأطفال هو إنشاء نظام رعاية للأطفال المشردين بديلاً عن الملاجيء و دور الرعاية المؤسسية. كانت فكرة تشارلز في مساعدة الأطفال هي أن بيئة نيويورك الإستهلاكية، زيها زي بيئة أي مدينة كبيرة، مش بيئة صحية لتنشئة أطفال أسوياء و أن الحل الأمثل لتصحيح سلوك الأطفال المشردين هو وضعهم تحت يد أسرة مسيحية من المزارعين. و بدأ بالفعل تشارلز برنامجه في العام ١٩٥٤ لنقل الأطفال المشردين من شوارع نيويورك لولاية "ميتشجان" عبر القطار و هي العملية إللي تم إطلاق أسم "قطار الأيتام - The Orphans Train" بمرافقة واحد من المسؤولين بالجمعية و هناك عند وصولهم اجتمع سكان البلدة في واحدة من الكنائس المحلية و أوضح المسؤول الفكرة للأسر الموجودة و حالة الأطفال و حاجاتهم لبيئة صحية إجتماعياً لإعادة تأهيلهم و تنشأتهم على قيم أفضل من قيم المدينة. و في غضون أسبوع واحد فقط كانت أسر المزارعين أودعت جميع الأطفال منازلهم.
نجح تشارلز من خلال جمعيته و عبر فكرة الإيواء و الرعاية النابعة عن خلفيته المسيحية الأصولية و عبر مجموعات من الأفراد أصحاب نفس الفكر و المرجعية في إعادة تأهيل و تصحيح سلوك أكثر من ١٠٠ الف طفل خلال ال٧٥ سنة إللي عملت فيها الجمعية في المناطق الحضرية لمساعدة أطفال الأسر اللي عايشين في فقر مدقع و اللي عايشين في الشوارع.
--------------------
"ديريك بارز" و "فرانسيس بارز" اتنين متجوزين عايشين في مدينة "هاميلتون" بكندا و عندهم تصريح بممارسة نشاط الرعاية للأطفال المشردين أو المسحوبين من أسرهم.
الزوجان حصلا على التصريح بعد ما تجاوزوا عدة مقابلات شخصية و زيارات منزلية و تدريب خاص لمدة ٥ أيام في ٢٠١٥ و كانوا في منتهى الصراحة بخصوص إعتقاداتهم و إيمانهم. بعد حصولهم على التصريح في شهر ديسمبر، تم إيداع أختين لديهم للرعاية. في الكريسماس اشتروا للبنات هدايا و احتفلوا معاهم بالعيد لكنهم ماجابوش سيرة سانتا كلوز لأنهم كانوا مؤمنين أن ارتباط الناس بشخصية خيالية بيفقدهم إيمانهم بالحدث نفسه.
بعد الكريسماس، زارهم الشخص المسؤول عن متابعتهم و سألهم عن الكيفية إللي هايحتفلوا بيها بعيد القيامة و عن إن ذكرهم لأرنب عيد القيامة - Easter Bunny للبنتين هي مسألة مهمة بكونها من العادات الشعبية الكندية لكن الزوجان قالوا أنهم مش هايقدروا يكذبوا على البنات و يقولولهم أن الأرنب دا حقيقي زي ما عملوا في الكريسماس بعدم ذكر سانتا كلوز.
بعد شهر و في نهاية فبراير ٢٠١٥، بلغهم المسؤول عن متابعتهم أن الطفلتين هايتم سحبهم لو ماقالولهمش أن أرنب عيد القيامة دا حقيقة. حتى أن الزوجان قالوا أن البنتين ممكن يقضوا اليوم عند حد غيرهم لأنهم مش مستعدين يكذبوا على البنات لكن المسؤول رفض الفكرة، و مع إصرار الزوجان على موقفهما بعدم الكذب، تم سحب البنتين في مارس ٢٠١٦ و ألغت المؤسسة التصريح الخاص بالزوجان.
علشان ماكذبوش على البنات.
--------------------------------
"يونيس چونز" و "أوين چونز" زوجين عايشين في مدينة "ديربي" بإنجلترا. الزوجان قدما طلب لمجلس مدينة ديربي للحصول على تصريح لإيواء أطفال و تنشأتهم و لكن أثناء سؤالهم عن موقفهم تجاه الشذوذ الجنسي، كانت إجابتهم أنهم مايقدروش يقولوا لأي طفل أن أسلوب الحياة الخاص بالشواذ جنسياً هو أمر مقبول بالنسبالهم.
خلال الإستماع لشهادتهما بالمحكمة العليا، طلب الزوجان من القاضي أن يقضي لهما بأن إيمانهما لا يجب أن يمنعهما عن الحصول على التصريح بتربية الأطفال و أن على القانون أن يحمي قيمهم المسيحية، و لكن القاضيان قضا بأن القوانين التي تحمي الأفراد من الإضطهاد بسبب نشاطهم الجنسي هي فوق حقهما في عدم الإضطهاد طبقاً للإيمان و العقيدة.
-----------------------------
إذاً القيم العلمانية إللي بينادي بيها المغفلين لا تحمي الأفراد المؤمنين بأن الدين هو عامل أساسي في شتى مسائل الحياة، و الحق في الإيمان و الإحتفاظ بالقيم النابعة عن الدين مش من ضمن الحقوق اللي بتحميها العلمانية، و العادات و التقاليد المجتمعية زي سانتا كلوز و أرنب عيد القيامة أهم من عدم الكذب بشأن عدم صحتهمها، و النشاط الشاذ المخالف لقيمي و لديني يجب أن أوافق عليه و أتقبله.
حتى أن نظام رعاية الأطفال المشردين إللي كان صاحب فكرته الأساسية رجل مسيحي من أسرة محافظة و كان بدايته داخل كنيسة و الفكرة الأصلية منه هي تنشأة الأطفال على القيم الدينية، تم الإلتفاف على كل دا و إنقلب كل شيء إلى دعم كل ما يخالف المتدينين المحافظين.
العلمانية نفسها بتمنح حق التبني لأسرة مكونة من ٢ شواذ سواء رجلين أو امرأتان و هايتربى فيها طفل أو طفلة بيشوفوا ممارسات شاذة لمربيين من نفس النوع لكن لى المربيان دول ماربوش ولادهم مثلاً على الذهاب للكنيسة أو ربوهم على أن الكون لا رب له دا مش تعدي على حقوق المؤمنين و مالوش علاقة بحماية حق المؤمنين في تربية و تنشاة جيل مؤمن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق