آخر التعليقات

الأربعاء، 8 أغسطس 2018

#كوكب_اليابان

اليوم قامت "جامعة طوكيو للطب"، و هي واحدة من الجامعات المرموقة باليابان و من أعرقها، بتقديم الاعتذار الرسمي العلني لقيامها بالعبث في نتائج عشرات الامتحانات الخاصة بقبول الطلاب بهدف الحد من أعداد "الإناث" بالجامعة.



فقد أظهر تحقيقاً داخلياً ان الجامعة تقوم بالتلاعب في نتائج امتحانات القبول الخاصة بالطالبات المتقدمات للجامعة منذ العام ٢٠٠٦.
و نقل التقرير أيضاً عن مصدر لم تذكر اسمه قوله بأن المسؤولين قد تبنوا "تفاهما صامتا" فيما بينهم من أجل خفض عدد النساء اللواتي يدخلن الجامعة بسبب المخاوف من عدم ممارستهن لمهنة الطب بعد التخرج. فقد ذكر المصدر للصحيفة أن "العديد من الطالبات اللواتي تخرجن في السابق يغادرن المهنة و ينشغلن بالولادة وتربية الاطفال".
و هنا ييجي السؤال ... ما هي أولويات الدولة ؟ هل توفير الخدمات الطبية للشعب أولى أم الالتزام بالمبادئ والقيم العالمية الخاصة بالمساواة بين الجنسين هو الأولى ؟
طيب لو اليابان بكونها دولة شرقية فيها إهتمام الإناث بقيمة الزواج أعلى من قرنائهن بالغرب، هل يلزمها أنها تسعى لتغيير الثقافة دي لمجرد تحقيق المباديء العالمية ؟
في العام الماضي كان مركز اليابان بتصنيف "المؤتمر الإقتصادي الدولي - Economic Forum" للدول العالمية من حيث "المساواة بين الجنسين - gender equality rankings" هو ال١١٤ من بين ١٤٤ دولة و دا بسبب عدم تمثيل المرأة بصورة متساوية مع الرجل بالوظائف العامة و الخاصة.
هل اليابان ملزمة بتصحيح مركزها دا حسب قيم و مباديء الغرب ؟
معلومة أخرى في غاية الأهمية : في بداية العام ٢٠١٨، أعلنت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية أن أعداد الأطفال دون ال١٥ عام انخفضت عن العام الماضي بما يوازي ال١٧٠ الف شخص. العدد دا في تناقص مستمر منذ ١٩٨١ زي ما هو واضح في الجدول الملحق. يعني اليابان بتعاني معاناة شديدة من قلة أعداد الشباب و الزيادة في أعداد كبار السن. المشكلة دي بتأثر بالتالي على الإقتصاد الياباني و على القوى العاملة المحلية و على مسائل أخرى بتمس الأمن القومي للبلاد و مستقبلها. و برغم البرامج إللي بتحاول الحكومات اليابانية تحقيقها لتحفيز الأسرة اليابانية على زيادة عدد الأطفال إلا أن معظم الأسر لازالت لديها فقط طفل أو أثنين.
في ظل الأزمة دي حد متخيل أن دولة بحجم اليابان عندها أزمة في عدد الأطفال أو الشباب ممكن تحط برامج تحض فيها الإناث على مشاركة الذكور بالتساوي في مجالات العمل خاصةً و ان الثقافة الشرقية للإناث بتهتم جداً بتربية الأطفال تربية شخصية و لصيقة للأم و بطريقة مختلفة كثيراً عن الثقاقة الغربية ؟
مين إللي هايتحمل نتيجة زيادة الإنخفاض في معدلات الإنجاب لمجرد تحقيق معدلات جيدة في المؤشرات العالمية للمساواة بين الجنسين حسب رؤية الغرب ؟
مين هايتحمل نتيجة المساواة بين الجنسين في عدد المقبولين بالجامعات التخصصية خاصةً و ان النسبة الأكبر من الإناث مش بيكملوا طريقهم العملي و في نهاية الأمر بيتركوا الوظيفة إللي بتخدم ملايين الأفراد من الشعب و دا من أجل رعاية بيوتهم و أطفالهم ؟
هل العدل هنا هو إتاحة المجال للجنسين بالتساوي و إللي نتيجته أن طرف بياخد مكان طرف آخر و يقعد بعد كدا في البيت و يأثر على الخدمات إللي بيحققها للدولة و الشعب وللا وضع لوائح و قوانين و نظم تتعامل مع ثقافة الشعب ؟
أكيد دا مش تحريض على ان الحل هو اللعب في نتائج امتحانات القبول، لكن تخيلوا لو ان الجامعات اليابانية أعلنت عن نسبة لقبول الذكور بالجامعات ضعف المتاحة للإناث هايكون رد الفعل العالمي و المحلي تجاه دا إية في عالمنا اليوم إللي بيرفع أعلام نسوية بدون أي إعتبار لأي قيم أخرى ؟
الحالة دي محتاجة نظرة أكثر إنصافاً و أوسع لواقع كل أمة من حيث واقعها المحلي و ثقافتها و تاريخها و إختلافها الجغرافي و القيمي.
القيم العالمية و المؤشرات الدولية مش أهم من الأهداف المحلية إللي مش هاتقدر تحققها إلا بمعرفة قدراتك و ثقافتك و موقعك على الخريطة.
القيم العالمية مش عالمية أوي على فكرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More