آخر التعليقات

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

الغرب الغير متحرش



في الثلاثاء الموافق ٢٤ يوليو الماضي تعرضت الطالبة الفرنسية "ماري لاجويرا" ذات ال٢٢ عام للتحرش و الضرب نهاراً جهاراً بإحدى شوارع باريس على مرأى و مسمع من ١٤ شخص على الأقل الظاهرين في كاميرا المقهى المجاور للحدث غير من لا نراهم في الشارع و من بين هؤلاء ٩ رجال.


أثناء سير ماري بالشارع تعرض لها احد السائرين بالتصفير و بعض الأصوات مع بعض التعليقات تجاهها حسب شهادتها. ماري توقفت و التفتت الى الشاب و قال له "اخرس".
كل رد فعل الشاب هو انه حدفها بطفاية سجائر لكنها ماجاتش فيها بعدين مشي تجاهها و بعزم ما عنده إداها بالقلم على وشها على مرأى و مسمع كل اللي كانوا في محيط الحدث.
رجل وحيد قام من كرسيه و اتجه اليه ثم توقف عند باب المقهى و بعد كدا الشاب سار في طريقه و اختفى.
ماحدش مسكه ولا الناس اتلمت عليه ولا حد جه جنبه و شخص واحد فريد اتحرك بدون أي فعل.
كان تعليق وزيرة المساواة "مارلين شيبا" على الحدث : "غير مسموح في فرنسا و نحن في ٢٠١٨ ان تضرب النساء في الشارع لرفضهم الإهانة". شيبا كانت صاحبة الفضل في وضع فرنسا تشريع لفرض غرامات على التحرش الجنسي بالشوارع و المواصلات العامة في فرنسا. و ذلك منذ شهرين فقط.
عمدة الدائرة العاشرة من مدينة باريس، "اليكزاندرا كورديلارد"، علقت على الحدث قائلة "كل الدعم لماري. للأسف ما عانته هو سلوك شائع جداً".
مع انتشار الواقعة التي تم تصويرها بكاميرا المقهى نشرت عدة سيدات على مواقع التواصل الإجتماعي قصص خاصة بها و لما يتعرضن له شبه يومياً في حياتهن بشوارع باريس و فرنسا بشكل عام.
.
.
.
غريبة انك تشوف نفس الألفاظ اللي بيتكلم بيها أدعياء الحقوق في بلدنا و اللي بيتهموها بأنها بلاد متخلفة اجتماعياً و تشريعياً هي نفسها التي تستخدمها مثيلاتهم بالدول اللي بيتشدقوا بيها و بنظمها القانونية و التشريعية.
وزيرة المساواة الفرنسية استخدمت لفظ "احنا في ٢٠١٨ و لسة بيحصل كدا"
عمدة الدائرة العاشرة بباريس علقت بأن دا سلوك شائع.
حتى التشريع الخاص بتغريم المتحرشين لم يتم العمل به الا من كام شهر.
لكن هل كل الكلام دا و التشريعات دي هاتمنع الحوادث المشابهة طالما المجتمع نفسه مفيهوش النخوة اللي تم تفريغها من ٩ رجال امتنعوا عن المشاركة في تأديب الشاب المعتدي او حتى التحفظ عليه لتسليمه للشرطة ؟
هل في اي تشريع في العالم كان سبب ايقاف اي جرائم سلوكية و منعها و ايقافها او الحد منها ؟
المجتمع فقط هو القادر على حراسة نفسه بنفسه ومفيش أي سلطة او نظام او تشريع يقدر يمنع أي سلوك شبيه طالما المجتمع مش بيعمل على ذلك و أي سعي لكسر تابوهات اجتماعية عبر شعارات الحرية و الحقوق بيكسر معاه عادات و تقاليد أخرى هي الحارس الأمين و الظهير القوي القادر على الحفاظ على التماسك الإجتماعي لأي شعب.
التشريعات و القوانين و السلطة التنفيذية عمرها ما هاتحقق الأمن و الأمان و تستبدل الوعي المجتمعي و دور افراده تجاه بعضهم البعض و هايفضل دايماً فيه متحرشين و مغتصبين و مجرمين و هايسلموا من العقاب في معظم الحالات طالما ان المجتمع تم تفريغه من قيمه و مبادئه الأخلاقية.
الحدث دا إذا كان تم تصويره فهو بشهادات النساء مجرد مثال بسيط لعشرات و مئات الحوادث المشابهة اللي بتحصل يومياً تحت مرأى و مسمع من افراد المجتمع الغربي بدون تصوير ولا تسجيل. المجتمع اللي بنتشدق بحرياته و قوانينه و حقوقه.
ماتكسروش تابوهات ممكن تاخد معاها عادات و تقاليد غيرها و في الآخر انتوا الخسرانين لما تتبلد مشاعر الناس و تختفي النخوة من الرجال رويداً رويدا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More