آخر التعليقات

الجمعة، 10 أغسطس 2018

أسرى التكنولوجيا

لو قلت لك تحب تشتري التيشيرت الأحمر أكثر وللا القميص الأزرق هاتبأى نسبة إختيارك لأي واحد منهم طبقاً لوجهة نظري أنا كم في المائة ؟ ٥٠٪‏، صح ؟
طيب لو انا عارف أنك بتحب الأحمر أكثر هايبأى نسبة اختيارك للتيشيرت مش أقل من ٧٠٪‏. و لو انا عارف أنك بتحب التيشيرتات أكثر من القمصان النسبة هاتوصل ل٩٥٪‏ و لو انت بتحب الأحمر و بتحب التيشيرتات لكن أنا عارف أنك لسة شاري تيشيرت حمرا قريباً يبأى نسبة اختيارك للقميص الأزرق هاتبأى أكبر لكن مش هاتزيد عن ٦٠٪‏ و لو انا عارف انك من اللي ماعندهمش مشكلة يجيبوا نفس الستايل بموديلات مختلفة فكفة شراءك للقميص الأزرق هاتقل و مش هاتزيد عن ٤٠٪‏.
القصة بتتلخص في أن عملية جمع المعلومات عن الأفراد هي من أهم العمليات إللي بتدر الربح على الفرد أو المؤسسة المنتجة للسلعة و على التاجر.
معلومات كثيرة هاتفيدني لو كنت انا بتاجر في الملابس مثلاً؛ عدد الذكور و الإناث في المنطقة إللي فيها المحل بتاعي .. دخلهم الشهري .. مقاساتهم .. تاريخهم الإستهلاكي .. مزاجهم اليومي .. إختلاف أذواقهم .. مواعيد عملهم و جدولهم اليومي و سلوكهم الشرائي و المسارات إللي بيتحركوا فيها خلال ذهابهم للعمل و عودتهم .. دينهم و معتقداتهم و أعيادهم ..عندهم أطفال وللا لا .. أعمارهم .. سلوكهم الجنسي .. مقاسات أطفالهم و جنسهم .. عاداتهم الإجتماعية .. قراراتهم اليومية .. النهاردة ممكن يشتري وللا مش في دماغه .... مئات و آلاف المعلومات عن الأشخاص (الزبائن) لو عندي هاقدر أحط خطة أحدد بيها نوع السلع اللي بابيعها و الأسعار المناسبة إللي تلائم الطبقة إللي بابيعلها و مواعيد عملي و الفترات إللي الطلب هايبأى فيها كبير على سلع محددة و إمتى هايقل و إمتى ممكن أزود في الأسعار و إمتى هاقلل ... و حاجات كثير جداً أقدر أخططها من خلال معرفتي بالمعلومات الخاصة بالزبائن.
تخيل نفسك داخل سوق تجاري و فجأة لقيت محل عارض التيشيرت اللي كنت لسة شايفه عالفيسبوك و فضلت وقت طويل بتتفرج عليه و عملت لايك لصورته، و لما دخلت المحل لقيت مقاسك !!!
تخيل نفسك راجع من الشغل و بتبص يمينك لقيت محل العجل اللي على الناصية بيبيع العجلة إللي كان نفسك فيها علشان تروح و تيجي بيها كل يوم و اللي كنت دورت عليها على النت و مالقيتهاش بتتباع جنبك.
تخيلي رايحة الكوافير و فجأة بتبصي لقيتي المحل اللي جنبه بيبيع الفستان اللي كنتي لسة بتكلمي صاحبتك عنه و بنفس اللون و الموديل و في منه مقاسك كمان.
تخيلي رايحة الكورس مع صاحبتك بعدين فجأة جاتلك رسالة عالموبايل أن طقم الماكياچ إللي شفتيه و إللي كان ثمنه غالي، نزل عليه خصم.
أي شخص من دول لما هايشتري الحاجة اللي شافها هايكون دخل برجليه المحل و دفع بإيده الفلوس و اختار بعقله الحاجة إللي اشتراها. حد غصبه ؟ حد ضربه على إيده ؟ العملية تمت بحرية كاملة وللا لا ؟ 😊😊
هو دا اللي بيحصل النهاردة و هو نفسه إللي طول عمره بيحصل من خمسينيات القرن السابق لكن بأشكال مختلفة و إللي هايزداد بطريقة بشعة في المستقبل.
حواراتك على الفيسبوك و تويتر و انستجرام أو أي وسيلة من وسائل التواصل الإجتماعية هي مجرد قسيمة اختيارات بتملاها لصالح غيرك و انت مش مدرك. تعليقاتك، تواصلاتك، إختياراتك، الصفحات اللي بتدخلها، الكلمات إللي بترددها، الألوان إللي بتختارها، نوع الصور إللي بتحطها، الأصدقاء إللي بتقبلهم، المواقع إللي بتدخلها، الفيديوهات اللي بتتفرج عليها، الكتابات اللي بتكتبها، القراءات اللي بتقرأها ... كل حاجة.
كل فعل بتقوم بيه داخل مواقع التواصل الإجتماعي و كل بحث على جوجل أو غيره من وسائل البحث و كل فيلم بتتفرج عليه أو فيديو بتشوفه على اليوتيوب أو حتى الأوقات اللي بتدخل فيها و الأوقات اللي مابتدخلش فيها.
الأماكن اللي بتزورها بإستمرار و الاماكن اللي بتستخدم فيها جوجل إيرث للوصول لها. كل حاجة بتعملها و بتقوم بيها و بتسجلها أو حتى مابتسجلهاش هي عبارة عن مئات و آلاف المعلومات الشخصية عنك و عني و عن كل بني آدم عايش عالأرض.
ماسألتش نفسك التكنولوچيا رخيصة لية ؟ لية الفيسبوك ببلاش ؟ و التويتر و الإنستجرام و غيرهم. لية كل دول ببلاش ؟ لو مارك أخد من كل مستخدم 10 سنت في اليوم عارف ثروته هاتوصل لكام ؟ هاتفرق معاك إية 50 جنية في الشهر علشان تستمتع بالفيسبوك ؟ لية مواقع التواصل هي الوحيدة اللي بتستمتع بباقات الانترنت الأرخص ؟ هي الناس دي هبلة ؟
أحب أقوللك إننا احنا اللي هبل و عبط و سُذج. مواقع التواصل خلتك تتعرف على ناس جميلة، صح ؟ ناس ماكنتش هاتعرف تتواصل معاها في الواقع. أصلاً انت فاكر الواقع ؟ فاكر يعني إية واقع ؟ فاكر يعني إية تروح و تيجي و تتفاعل و تتعرف على الناس و تمارس نشاطاتك ؟ فاكر دي ؟ طيب ما انت بتعمل كدا من خلال الفيسبوك، صح ؟ متأكد انه اختيارك ؟ متأكد انك لما اخترت تاخد الكورس دا أو تتعلم النشاط دا أو تروح الإيڤنت دا أو تحضر المحاضرة دي كان كل دا علشان دا من إختيارك ؟ متأكد انك قررت دا بنفسك ؟
متأكد ؟
حياتك أصبحت مجموعة من اللوغاريتمات بالنسبة لشركات التكنولوچيا. حتى مزاجك المتغير و نشاطاتك اللي بتختلف و تتغير مع الوقت و اهتماماتك اللي بتتحول و افكارك إللي بتنتقل كل فترة من شكل للتاني ... كل دول انت متأكد أنه بإيدك ؟
الكتاب اللي عرفته و قرأته و أثر فيك. فاكر انت شفته فين و مين عرضه عليك ؟
الكلمة اللي في ڤيديو صغير و أثرت في عقليتك و خلتك تغير أفكارك و تكره فئات و تنتمي لغيرها، فاكر مين بعتهولك أو فاكر إزاي كان مجرد إعلان لصفحة بتنشر ڤيديوهات لأنك من ضمن التصنيفات اللي لو اتعرض أدامها الفيديو دا هاتفتحه و تتفرج عليه و تتأثر بيه و تتابع الصفحة و تنتمي لصاحبها فكرياً ؟
فاكر كل دا ؟
انت فاكر ان هو دا آخرها ؟ هاتنتهي على كدا ؟
السنة اللي فاتت شفت بالصدفة ٣ شركات في ٣ دول أوروبية مختلفة بتركب للعاملين فيها شريحة تحت الجلد من مواد غير مؤذية بديلة لبطاقة الهوية. مجرد مرور الموظف أو العامل من بوابات الشركة أصبح أسير لأجهزة الإستشعار. تحركاته داخل المبنى. تحركاته بين المكاتب. عدد ساعات عمله. ذهابه للحمام و المطعم. حتى بيتم برمجة الطابعات بحيث لو حد عايز يطبع يبأى من اللي عندهم تصريح بدا. طبع كام ورقة ؟ طبع إية ؟ و أكثر من كدا.
حلو الموضوع، صح ؟ بالنسبة لأصحاب الأعمال دا حلم. بالنسبة للمدير إللي بيعاني من أهمال الموظفين عنده دا رائع. لكن إية لازمة جميع العلوم الخاصة بإدارة المجموعات و كيفية تحفيزهم و إثارة الحماسة فيهم و كل الدورات الإدارية المشابهة طالما أنك عرفت إزاي تحط الموظف و العامل عندك تحت المراقبة كأنه حيوان اليف مربوط بسلسلة طولها معروف بالمللي ؟
تخيلوا الموضوع دا .... و هو دا اللي هايحصل بالتأكيد في المستقبل ... في الواقع بالنسبالنا كلنا.
مش لازم تكون شريحة. ممكن موبايلك. بطاقتك الشخصية. شريحة في ملابسك. كود شفاف بيتم طباعته على كل شيء بتشتريه كلما مرت عليه ماكينة رصد السعر. أي حاجة. المهم أسلوب أو طريقة لرصدك و معرفة تحركاتك.
متخيلين ؟
فاكرين دا خيال ؟
لا يا جماعة و الله ما هو خيال. و المستقبل القريب جداً اللي كنا بنشوفه في افلام الخيال العلمي شكلنا هانعيشه قبل ما نموت.
ناهيكم عن التطور الرهيب في الذكاء الصناعي و الروبوتات و أحب اقوللكم أن أفلام زي "IRobot" و "A.I." و "Ready Player One" قريباً هاتبأى واقع.
و إذا كنا بنقول انه مش بإيدينا و إنه غصب عننا فدا غير حقيقي. كلنا بنشارك فيه و كلنا حابينه أوي و بنمارسه و بنعيشه و بنشجعه و بنجري نجيب آخر تقنية نزلت السوق علشان نبآى آبديتت و كمان بندافع عنه و عن منفعته للبشرية.
كلنا مسؤولون.
الحل ؟ نرجع للطبيعة. نقنن إستخداماتنا. انزل اسأل الناس إزاي تروح المكان دا من غير ما تعتمد على جوجل ايرث. ادخل المحلات اللي ماتعرفهاش و اشتري الحاجة اللي تعجبك بدل ما تدخل عالنت و تشوف اختيارات غيرك و ترشيحاتهم.
خلي السمارت فون معاك بس ماتبقاش حياتك كلها جواه. خليه للضروريات. ماتدخلش كل شوية تشوف الناس كتبت اية أو آخر موضة أو الحوارات النهاردة على إية.
ادخل مكتبة و اختار كتاب و اقراه. و اقراه لغاية ما تخلصه بدل ما انت بتقطعه كل شوية علشان تدخل تشوف اصحابك عالفيس وللا على تويتر كاتبين إية و بعدين الكتاب بيتقفل من نصه و عمره ما بيكمل. و ترجع تشتكي.

1 التعليقات:

Ainsworth Casino, Hotel, Spa, Casino, Pool & Spa | DrmCD
Get 속초 출장샵 Ainsworth Casino, Hotel, 대전광역 출장샵 Spa, titanium tubing Casino, Pool & Spa delivered 울산광역 출장마사지 to your door with a sleek, modern design and amenities. 오산 출장샵 Our casino and spa are

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More