آخر التعليقات

الخميس، 13 سبتمبر 2018

قواعد الإشتباك ..... الكاذبة


 من يومين كنت باتفرج على فيلم "قواعد الإشتباك - Rules of Engagement" و دا فيلم أمريكي إنتاج سنة ٢٠٠٠ بيتكلم عن حدث درامي لم يحدث في الواقع لتحرير جنود المارينز للسفير الأمريكي حصلت في اليمن بعد مهاجمة الجماهير اليمنية للسفارة الأمريكية. خلال العملية قتل الجنود الأمريكان أكثر من ٨٠ مدني من الأطفال و النساء و الشيوخ اليميين و خلال الفيلم بيتم التحقيق مع قائدهم "تيري شيلدرز" إللي أعطاهم الأوامر بإطلاق النار، و إللي بيقوم بدوره الممثل المعروف (صامويل ل جاكسون).

سيبكم من كل دا. في بداية الفيلم كان بيتم تكريم "هايز هودجز" زميل "تيري"، و إللي بيقوم بدوره الممثل الكبير برضة "تومي لي جونز". خلال حفلة إحالته للتقاعد رفع تيري برواز خشبي فيه مجموعة من النياشين و سيف و وجه كلامه لهايز و قال له بالحرف: "السيف دا انت عارف قصته و هي انتصار الملازم "#بريسلي_أوبانون" على قراصنة البربر على شواطيء #طرابلس في العام ١٨٠٥. و من أجل تكريم بريسلي، أعطاه الباشا ذلك السيف المملوكي الذي لازال يحمله ضباط المارينز حتى يومنا هذا".


إية بأة قصة السيف دا ؟ و إية موضوع الحرب إللي دخلتها أمريكا في ليبيا في بداية القرن التاسع عشر ؟
هانرجع لنهايات القرن الثامن عشر لما كانت بلاد البربر متمثلة في ولايات طرابلس و تونس و الجزائر لها قيادات مستقلة تقع تحت السلطة العثمانية. المغرب في الوقت دا كانت مستقلة عن العثمانيين.
في الوقت دا كانت حركة سير المراكب في البحر المتوسط بتتم تحت حماية من السفن العثمانية إللي كانت بتحمي حركة التجارة الدولية من هجمات القراصنة البربر نظير جزية بتدفعها الدول إللي لها سفن بتمر في المنطقة. كانت دول زي بريطانيا و الدنمارك و هولندا و صقلية و سردينيا و الولايات المتحدة الأمريكية و البرتغال و السويد و النرويج و المانيا و أسبانيا بيدفعوا جزية للعثمانيين في صور مختلفة منها هدايا ذهبية و منها مبالغ مالية و منها سلع تجارية و منها أسلحة و هكذا. في الوقت دا كانت لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تحت حكم بريطانيا و كانت سفنها بترفع العلم الإنجليزي و علشان كدا كانت محمية من العثمانيين.
لكن بعد الثورة الأمريكية و إستقلال أمريكا عن بريطانيا و رفع سفنها للعلم الأمريكي خرجت من الحماية إللي كفلها العثمانيون للإنجليز و الفرنسيين و أصبح لزاماً عليها التعامل بشكل مستقل في علاقاتها الدولية.
في الوقت دا تم الإستيلاء على سفن أمريكية كثيرة على يد الأتراك و البربر و تم أسر عدد كبير من طاقمها مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في معاهدة ٥ سبتمبر لسنة ١٧٩٥ إللي التزم فيها الطرفان بعدم التعرض للآخر تحت شروط محددة. المعاهدة التاريخية دي كانت مكتوبة باللغة التركية و كانت المعاهدة الوحيدة في تاريخ أمريكا إللي بنودها مكتوبة بلغة غير إنجليزية و الوحيدة اللي أقرت فيها بدفع مبالغ مالية سنوية، جزية، لدولة أخرى نظير حمايتها. المعاهدة دي كمان كانت السبب إللي دفع امريكا لإنشاء سلاح البحرية الأمريكية.
المهم خلال الفترة التالية ماطلت أمريكا كثيراً في دفع الرسوم و كانت بتدفع أقل من المتفق عليه لأنها كانت لسة خارجة من حرب أهلية و كانت عليها ديون كثيرة جداً. ميزانية امريكا في الوقت دا كانت ضعيفة جداً لدرجة ان المبلغ إللي دفعته للجزائر من أجل تحرير طاقم سفنها المأسورة كان بيساوي سُدس ميزانيتها في الوقت دا.
صحيح أن أمريكا فضلت ١٥ سنة تدفع الجزية إللي كانت بتساوي ١٠٪؜ من ميزانيتها لكنها كانت بتماطل دايماً و بتتقاعس بالرغم من إلتزام الإمبراطورية العثمانيية بحماية سفنها طبقاً لبنود المعاهدة إللي مضاها الرئيس الأمريكي "#جورج_واشنطن".
و في ١٨٠١ تولي #توماس_جيفرسون الرئاسة بعد واشنطن. وقتها طالب حاكم طرابلس،#يوسف_باشا_القرة، إللي كان بيعاني من أزمات مالية في بلاده، من الإدارة الأمريكية الجديدة مبلغ ٢٢٥ الف دولار مع التقاعص الدائم و التباطؤ في دفع الجزية. لكن جيفرسون رفض طلبه فما كان من يوسف القرة إلا أنه أمر بإهانة العلم الأمريكي و تحطيم السارية المرفوع عليها أمام سفارتها بطرابلس إعلاناً منه الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
و خلال السنتين التاليتين جهزت الإدارة الأمريكية نفسها للقيام بحملة على شمال أفريقيا. كانت التجهيزات عبارة عن بناء سفن حربية و عمل تحالفات مع #سيسيليا لمدهم بالقوات. و في العام ١٨٠٣ خرجت من الشواطيء الأمريكية ٨ سفن حربية متجهة للشواطيء الشمالية للساحل الأفريقي. لكن في شهر أكتوبر من نفس العام أسرت القوات الطرابلسية السفينة "#فيلادلفيا" و تم أسر طاقمها بالكامل ثم إستخدام مدافعها ال٣٦ لمواجهة السفن الأمريكية الأخرى. إلا ان القوات الأمريكية تسللت للسفينة في فبراير ١٨٠٤ و حرقتها لمنع الطرابلسيين من إستخدامها.


في يوليو ١٨٠٤ هاجمت السفينة الحربية الامريكية "#انتربيد" ميناء طرابلس و لكن تم تدميرها بالكامل و قتل جميع طاقمها.
مع فشل القوات الأمريكية في الإنتصار على حاكم طرابلس و قواته، اتجهوا لإستخدام لطريقة أخرى.
كان "يوسف باشا القرة" له أخ أسمه "#أحمد_باشا_القرة" يعيش في مصر بسبب الخلاف بينهما على الحكم. الأمريكان راحوله و وعدوه بمساعدته على تولي الكرسي من أخوه على أنه يساعدهم في حملتهم من خلال علاقاته. و وافق أحمد باشا القرة و خرج مع الأمريكان في حملة على مدينة "#درنة" بشرق ليبيا في طريقهم لطرابلس. استمرت الحملة الأمريكية على درنة ٥٠ يوم أظهر فيها أهل المدينة شجاعة كبيرة في قتالهم الجنود الأمريكان إلا انهم فشلوا في الحفاظ عليها. القائد الأمريكي الذي قاد الحملة على درنة كان الملازم "بريسلي أوبانون". أيوا هو إللي صامويل إل جاكسون جاب سيرته في بداية الفيلم بكونه أنتصر على البربر على شواطيء طرابلس. الجنود الأمريكان بعد نجاحهم في غزو درنة رفعوا العلم الأمريكي على قصر الحاكم بالمدينة. دي كانت المرة الأولى في التاريخ الأمريكي إللي يتم فيها رفع العلم الأمريكي على أرض أجنبية بعد إنتصار عسكري. أحمد باشا القرة ماصدقش نفسه لما شعر بأنه ممكن فعلاً بالقوات دي يحصل على كرسي طرابلس.


الأسطورة بتقول أن أحمد باشا القرة سلَّم الملازم بريسلي سيف مملوكي نظير الإنتصار الكبير دا. أو خلينا نقول أول #إحتلال أمريكي لأرض عربية و مسلمة. المهم قصة السيف دي مالهاش سند قوي و كل الروايات إللي بتستند عليها مصدرها كتابات بعدها بفترة طويلة. حتى أول ذكر للقصة كان في مقال مطول بعنوان "أول ضابط يحمل نجوم و أشرطة النصر بعد إنتصار ببلد أجنبي كان من ولاية كنتاكي" بقلم "جون بريسلي كين" في ٢٩ يوليو ١٩١٧. يعني بعد الحدث بأكثر من ١٠٠ سنة.
المهم السيف دا تم تبنيه من سنة ١٨٢٥ على يد قائد قوات المارينز "#أرشيبالد_هندرسون" و أصبح من يومها رمز التكريم و التشريف لكل ضابط يتولى منصب رفيع بالقوات.
استنوا .. صحيح أوبانون قدر يسيطر على درنة، لكن إية حكاية إنتصاره على قراصنة البربر على شواطيء طرابلس إللي اتقالت في الفيلم دي ؟
مفيش يا معلم. القوات الأمريكية أصلاً ماوصلتش طرابلس و الإدارة الأمريكية أضطرت بعد الخسائر إللي لحقتها لعمل معاهدة مع يوسف باشا في ١٠ يوليو نصت على وقف الحرب و دفع فدية لإستعادة قواتهم المأسورة و سحب القوات كلها من المنطقة و الإنسحاب من درنة. درنة إللي كانت المعركة الوحيدة إللي دخلها الملازم أوبانون في المنطقة و إللي رجله ماعتبتش طرابلس دي و إللي بلده فضلت لغاية ١٨١٢ تدفع الجزية السنوية لبلاد البربر. أو بلاد الإمبراطورية العثمانية الشمال أفريقية.
بطلوا تاخدوا أي معلومة تاريخية من أفلامهم.

الاثنين، 10 سبتمبر 2018

أوروبا الكيوت



"لم يأت النازيون في الثلاثينيات إلى السلطة بين عشية وضحاها. تعرض الألمان وقتها للضغوط الإقتصادية التي ربط نظام الحاكم بينها و بين كراهية الأجانب. بعد ذلك تطور الأمر لأنه عندما يتم السماح للمتعصبين بالسيطرة على عقول البشر، تنتشر الفاشية."

"البديل من أجل ألمانيا - AfD" هو حزب سياسي ألماني تأسس ببرلين في السادس من فبراير ٢٠١٣ كرد فعل على سياسة إنقاذ اليورو. فاز الحزب لأول مرة في انتخابات أوروبا ٢٠١٤ بولاية فوق وطنية وخلال نفس العام حقق انتصارات في الانتخابات في "زاكسن" و "براندنبورج" و "تورنجن". وفي ٢٠١٥ تفوق الحزب في انتخابات كل من "هامبورج" و "برمن". وفي ٢٠١٦ انتصر أيضًا في "بادن فاتنبرج" و "راينلاند بفالذ" و "زاخن أنهالت".

يُصنَّف الحزب منذ ٢٠١٤ في الجانب اليميني من الطيف السياسي، وتوصف السياسات التي يتبناها بأنها تحمل توجهات يمينية شعبوية أو متأثرة باليمين الشعبوي. وأدى تغير قيادة الحزب في يوليو ٢٠١٥ إلى تحرك الحزب أكثر نحو اليمين وانتصار الجناح القومي المحافظ على الجناح الليبرالي اقتصاديًّا داخل الحزب. يصف بعض علماء السياسة الأشخاص القياديين في الحزب بأنهم ذوو توجهات يمينية متطرفة أو يمينية أصولية أو شعبوية.

في ١٣ مارس ٢٠١٦، أعلن الحزب إدراج منع الحجاب في الجامعات والمؤسسات العامة ضمن برنامجه الانتخابي، وكذلك منع ختان الأطفال المسلمين واليهود.

في الانتخابات الاتحادية في عام ٢٠١٧، حل الحزب في المرتبة الثالثة بنسبة ١٣٪؜ من الأصوت، وأصبح له ٩٠ عضوًا في البرلمان الألماني، وهو بذلك أول حزب يميني قومي يدخل البوندستاج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

الإعلان المرفق هو للحزب في إطار حملته لإنتخابات ولاية بافاريا القادمة. عنوان الإعلان : "مدارس خالية من المسلمين".

على فكرة إمبارح كانت نتيجة الإنتخابات البرلمانية إللي تمت في السويد هي صعود اليمين المتطرف لأول مرة و حصوله على نسبة لم تحدث من ١٠٠ سنة. صحيح النسبة لا تؤهله أو منافسه لتشكيل حكومة لكن التحالفات التي قد يضطر إليها قد تقوده إلى الحصول على قوة داخل المجلس التشريعي تؤهله لتنفيذ سياساته ضد المهاجرين بشكل عام و المسلمين بشكل خاص بكونها توجهات أساسية للحزب.

أوروبا الكيوت.

مدارس غير مختلطة .... في أمريكا




في العام ١٩٩٨ قدمت السيناتور الأمريكية "كي بيل قانون المدارس والجامعات غير المختلطة، و ذكرت فيه ان : "أداء الذكور يكون جيداً في البيئة التي يوجدون فيها وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالإناث، وبنفس القدر يكون أداء الإناث جيداً وتزداد ثقتهن بأنفسهن".

وبناء على مثل هذه الدراسات، وتلبية لمطالب المجتمع الأمريكي خصصت إدارة الرئيس جورج بوش عام ٢٠٠٢ ما يزيد عن ٣٠٠ مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط، وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات، وتطبيقاً لتلك الإستراتيجية بلغ عدد المدارس الحكومية غير المختلطة في عام ٢٠٠٥ عدد ٢٢٤ مدرسة بمعدل زيادة سنوية قدرها ٣٠٠٪؜، وبلغ عدد الولايات الأمريكية التي تقدم تعليماً غير مختلط ٣٢ ولاية.

في امريكا. 😊

مصادر : http://www.singlesexschools.org/hutchison2012.html

http://www.foxnews.com/us/2012/07/08/increasing-number-us-schools-splitting-up-boys-girls-in-classrooms.html

https://www.heartland.org/news-opinion/news/growing-single-sex-education-trend-gives-public-school-parents-options

الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

تدليس التاريخ بالأفلام

في العام ٢٠٠٦ أنتجت فرنسا فيلم بيحكي قصة ٤ شباب عرب من الجيش الأفريقي إللي تم الزج به لتحرير فرنسا من الإحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية.


"جيش أفريقيا - Army of Africa" هو جيش أنشأته فرنسا في القرن التاسع عشر ليقوم بالعمليات العسكرية في المستعمرات الفرنسية بأفريقيا و آسيا حفاظاً على أرواح الجنود الفرنسيين الغالية. حارب جيش أفريقيا في الحرب العالمية الأولى ضمن القوات الفرنسية ضد ألمانيا و كان معظمه من الجزائر و تونس و المغرب. أو بالأحرى من مسلمي الشمال الغربي للقارة الأفريقية. في البداية كانت أعداد المسلمين بالجيش الفرنسي الذين تم الزج بهم للدفاع عن أراضي لم يعيشوا فيها يوماً واحداً طوال حياتهم هو ٣٣ الف و وصل العدد خلال الحرب ل١٣٧ الف جندي من المسلمين الشمال أفريقيين.
في حادثة كانت الأولى من نوعها، استخدم الألمان لأول مرة غاز الكلورين في الحرب بتاريخ ٢٢ إبريل من العام ١٩١٥ و تم توجيهه ضد الفرقة ٤٥ من الجيش الفرنسي. الفرقة إللي كانت جنودها من الجزائريين.
و دا مش موضوعنا لسة.
الفيلم الفرنسي بيتكلم عن نموذج من بطولات القوات المسلمة الشمال أفريقية إللي حاربت في فرنسا ضد العدو النازي. أقسم بالله انا ماشفتش كوميديا ولا سطحية في حياتي زي ما شفت في الفيلم دا. بيبدأ الفيلم بقصة الشباب الجزائري و المغربي و التونسي و هما بيقبلوا إقبال شديد على الإلتحاق بالقوات الفرنسية إللي هاتروح تدافع عن أرض الوطن .... فرنسا.


"نحن أفارقة جئنا من مناطق بعيدة
جئنا من المستعمرات لأرض الأجداد
تركنا ورائنا عوائلنا و بيوتنا
في قلوبنا حماس لا يقهر
و سنتحمل الصعاب للوصول إلى المجد
و للحفاظ على علم فرنسا الغالية
و لن يثنينا أحد
نحن هنا للموت عند قدميها
لنؤكد حبنا للوطن الغالي
جئنا من بعيد لنموت نحن رجال أفريقيا"

الشباب المسلم بيرفع علم فرنسا عالياً و هما بيكبروا و يهللوا و كل ما يضربوا رصاص يقولوا "الحمد لله" و بعين لما ييجي وقت الصلاة يصلوا ما شاء الله بعدين يغنوا النشيد الوطني الفرنسي.


الشباب المسلم الشمال أفريقي رايح في الفيلم متطوع بكامل إرادته علشان يقدم الغالي و الرخيص من أجل تحرير تراب وطنه فرنسا من المحتل الغاشم. التراب إللي عمره ما شافه ولا يعرف لونه و إللي هو تراب الدولة إللي قتلت و حرقت مئات و آلاف المسلمين في بلادهم علشان يحتلوها.
الفيلم بيحكي قصة العلاقة الطيبة بين الجنود المسلمين و قائدهم الفرنسي لدرجة ان واحد من المسلمين حماه بجسده علشان ماتصيبهوش رصاصة من الجيش اللألماني و سقط ميت على أرض المعركة فداءً لقائده الفرنسي.
كمية هريّ غير طبيعي لمجرد توصيل رسالة أن المسلمين كانوا بيتطوعوا في جيش المحتل علشان يروحوا يدافعوا عن أرضه و بلاده إللي عمرهم لا شافوها ولا شافوا ترابها ولا شموا هواها ولا أكلوا من طينها ولا يعرفوا عنها غير أنها أرض الرجال إللي قتلوا آبائهم و أسرهم و أهاليهم و حرقوا بيوتهم و قصفوا قراهم و قتلوا نسائهم و قطعوا رؤوس أبنائهم و شردوا المئات و الآلاف منهم علشان يحتلوا أراضيهم.
جيش أفريقيا إللي شارك في الحرب العالمية الثانية لتحرير فرنسا بعد إحتلالها من النازيين كان أغلبيته من المسلمين. في العام ١٩٤٠ مات أكثر من ٥٤٠٠ مقاتل مسلم خلال الهزيمة التي لحقت الجيش الفرنسي على يد الجيش الألماني و التي أدت إلي إحتلال فرنسا. في نفس المعارك و بعد الهزائم التي لحقت بالفرنسيين، تم أسر ما يقارب ال٦٠ الف جزائري و ١٨ الف مغربي و ١٢ الف تونسي و ٩٠ الف مقاتل مسلم من دول أخرى على يد النازيين.
و في العام ١٩٤٤، كان الجيش الفرنسي الحر الذي أسسه "شارل دي جول" لتحرير فرنسا يقاتل فيه ٢٣٣ الف جندي من مسلمي شمال أفريقيا. الإحصائيات بتقول ان ٥٢٪؜ من أعداد الأفراد اللي ماتوا بالجيش الأفريقي دا خلال عملية تحرير أوروبا كانوا من المسلمين و إللي قُدِّر عددهم ب٤٠ الف مقاتل.
الفيلم المتخلف دا إللي شفته و انا مقهور ان في شباب مابيقراش و مابيبمسكش كتاب و مابيفكرش في البحث عن الحقيقة ممكن يتفرج عليه و يتأثر و يعتقد أن دي حقيقة و أن دا تاريخ و ان دا إللي حصل و ان فرنسا الكيوت إللي هي أوسخ و أشرس إحتلال على مر العصور كان أجدادهم بيحاربوا علشان يبعدوا عن أراضيهم عدو لا يعرفوه ولا دخل بلادهم.
الظريف في الموضوع كمان أن الفيلم دا كان مترشح لأوسكار أفضل فيلم باللغة الغير إنجليزية في العام ٢٠٠٦. و اتعرض في السينمات الأمريكية و في الأوسكار تحت أسم "أيام المجد - Days of Glory". المضحك أن الفيلم ماسموش أيام المجد. الفيلم أسمه بالفرنساوي "Indigènes" ... أو "السكان الأصليين". يعني السينما الأمريكية غيرت الأسم علشان تقدر تروج له تجارياً زي ما بنشوف الأفلام الأجنبية في السينمات المصرية بتاخد أسماء تجارية و نلاقي أفلام بمسميات زي "المقاتل العنيد" و "الشرس و الجميلة" و "الموت للخونة" و مفيش ولا واحد من دول أسمهم الحقيقي كدا أصلاً.
منظومة من التدليس و الغش في التاريخ و الواقع بشكل غير طبيعي.
عرفتوا لية التاريخ مهم و لية المعرفة بيه مهمة ؟ انت عمرك ما هاتدرك الواقع بتاعك من غير ما تعرف انت وصلت لكدا إزاي و انت كنت فين قبل كدا. و للأسف انت سايبه لغيرك يلعب فيه و يكذب و يدلس و يوصلهولك بشكل مختلف تماماً عن حقيقته من أجل أهداف تخدمه في النهاية.
ماتاخدوش معارف من الأفلام.



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More