الحكمة من أي تشريع إلهي هي :
١-إقامة العدل
٢- رفع الظلم.
٣- إختبار إيمان العبد.
١-إقامة العدل
٢- رفع الظلم.
٣- إختبار إيمان العبد.
لو نحينا الأخيرة جانباً، مؤقتاً، هانقول أن أي تشريع تم من خلاله إقامة ظلم أو حرمان من العدل، بيبقى المشكلة في حاجة من اتنين:
١- إما في شخص إللي استخدم التشريع (ظالم أو جاهل).
٢- أو في الأدلة إللي تم على أساسها إختيار التشريع.
٢- أو في الأدلة إللي تم على أساسها إختيار التشريع.
لكن دا لا يسمح للمظلوم أبداً أنه يشكك في التشريع نفسه أو في الحكمة منه و لا يسمح له أن يبحث عن مصدر مختلف لإقامة العدل. لأنه لن يجد.
و لأن العدل لا يمكن أن يُقام بظلم، فالأسلوب الإنتقامي للحصول على الحق بعد الوقوع في الظلم هو في حد ذاته ظلم و ليس عدل. يعني مش علشان الفرد إتظلم يبقى يسعى للحصول على حقه بالظلم. لأننا وقتها هاندخل في دائرة مغلقة من الظلم و الظلم الآخر.
طيب بفرض أن شخص اتظلم و مفيش أي طريقة عادلة للحصول على حقه. يعمل إية ؟
هنا بأة تيجي النقطة إللي كل الناس بتعترض عليها.
مفيش أي وسيلة عادلة لا تخالف الشرع تسمح لأي فرد أنه يحصل على حقه خارج إطار الحلال و الحرام. يعني مفيش عند المظلوم بعد إستنفاذ كل الطرق الشرعية أنه يحصل على حقه سوى أنه يلجأ لله إللي هو مفروض بيلجأله أصلاً أثناء سعيه. و طبعاً لأننا أصبحنا ماديين أكثر حتى من الحضارات المادية ذاتها، فأصبحنا لا نؤمن بأننا من الممكن أن نموت مظلومين، و بقينا دايماً بنتهم اللجوء للدعاء كحل بأنه نوع من أنواع الخنوع و الضعف كأن مثلاً التوفيق إللي بيحالفنا و إحنا بنسعى للحصول على حقنا مش نعمة من عند ربنا إللي بندعيله.
رسول الله نفسه كان له حديث بيقول فيه أنه سمع خصمين بباب حجرته فخرج إليهم فقال "إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها."
بمعنى أنه هو نفسه مارفعش إحتمال إنه ممكن يتسبب في ظلم بدون علم بسبب أن أحد المتخاصمين كذب أو استخدم أسلوب ملتوي ليظهر أن الحق معه. و برغم دا، نبهنا رسول الله أن إللي بيعمل كدا و بياخد حق مش بتاعه بالطريقة دي كأنه بياخد قطعة من النار و ماقالش للمظلوم أنه لازم ياخد حقه بالدراع.
أما في حالة وقوع ظلم بسبب سوء إستخدام نص شرعي مثلاً فدا من البلاوي إللي أبتلينا بيها. يعني مثلاً تلاقي واحد كل ما يحصل بينه و بين مراته خلاف يروح باطحها وللا خابطها بوكس موقَّع بيه صف سنانها و يقوللك الدين قال كدا و دا كلام رسول الله. و بعد كدا يستغرب أن مراته كرهت الدين كله بسبب الجهل دا.
و ممكن تلاقي زي اللي بيحصل النهاردة و من مئات السنين أن كل بنات العيلة و الجيران لازم يتختنوا علشان الدين قال كدا و من غير إستشارة طبية. و بيزعل قوي لما بنته تكبر و تكرهه و تكره دينه و تسيبله البيت و الدنيا.
مش معنى دا برضة أن اللي بترفض الشرع علشان جوزها ضربها وللا أبوها ختنها وللا الولد إللي أبوه كان بيحرقه بمعلقة سخنة علشان مابيصليش يبقوا كل دول صح. نظام الإنتقام دا جهل زيه زي إللي استخدم الشرع بدون علم.
الحل هو إننا نفهم و نعرف و نسأل. لازم يبقى لينا حد بنستشيره أو نكون إحنا من إللي بنعرف نفرَّق بين الحق و الباطل و بين صحة الدليل و الدليل الغلط اللي في غير محله. لكن إننا نرفض تماماً و نكره الدين خالص و أهله دا بالضبط زي واحد عيان راح لدكتور مضيَّع كتبله دواء غلط بوَّظ الدنيا فقال خلاص أنا مش هاروح لدكاترة خالص.
0 التعليقات:
إرسال تعليق