آخر التعليقات

الأحد، 5 مارس 2017

جنود الشذوذ


البوست دا مهم لكل أفراد الأسرة، فمعلش أصبروا معانا شوية و كمِّلوا للآخر لأن الموضوع بالتاكيد هايمسَّكم أو هايمس حد يهمكم. طلب صغير كمان قبل ما نبدأ، يا ريت لو شايفين الموضوع يستاهل أن غيركم يعرفه، ماتبخلوش بالنشر علشان تعُم الفايدة و يزيد الوعيّ.
القصة بتبدأ من زمان. من أكثر من ٣٠ سنة و خاصةً في سنة ١٩٨٥. في السنة دي تم تأسيس جمعية مدنية في نيويورك تحت أسم "تحالف الشواذ ضد الإفتراء - ج.ل.ل.ا.د" أو:
"Gay & Lesbian Alliance Against Defamation - GLAAD".
الجمعية دي، أو المؤسسة المدنية، مجال عملها هو "رصد وسائل الإعلام" بغرض "تضخيم" صوت مجتمع الشواذ لتمكينهم من مشاركة قصصهم مع الناس و نشرها. كمان المؤسسة دي بتعمل على توجيه المساءلة إلى وسائل الاعلام المختلفة بشأن الكلمات و الصور التي بتقدمها و تستخدمها عندما تتعرض إلى قضايا الشواذ و تعمل أيضاً على مساعدة المنظمات الشعبية المهتمة بنفس القضية للتواصل فيما بينها بشكل فعال.
كانت بداية فكرة تأسيسها هو لتنظيم تظاهرات ضد جريدة النويويورك بوست بسبب الأسلوب إللي كانت بتستخدمه الجريدة لمَّا بتتحدث في شأن قضية الإصابة بمرض الإيدز و علاقته بالممارسات الشاذة جنسياً.
للمؤسسة شعار و هو : "تعزيز التفاهم وزيادة القبول، وتعزيز المساواة."
"To promote understanding, increase acceptance, and advance equality."
المهم خلال عامين من الضغط المستمر و إنتشار نشاط المؤسسة و تواصلها مع رجال و نساء في المجال الفني و الصحفي، استطاعت "جلااد" إنها ترغم جريدة النيويورك تايمز على تغيير سياستها التحريرية و تعديل الألفاظ إللي بتستخدمها في مقالاتها و مانشيتاتها و الأخبار إللي بتنشرها بشأن قضايا الشواذ. نجحت بالفعل المؤسسة في تغيير ألفاظ زي "شاذ" إلى "مثلي" و دا إنجاز كبير جداً في الطريق لتغيير المفاهيم عند القاريء و المشاهد و الجمهور بشكل عام. و مع الوقت حدث تغيير في وكالات صحفية أخرى زي "الأسوشييتد برس" و غيرها. و تم إفتتاح مقر آخر للمؤسسة في لوس آنجلوس و إللي من خلاله بدأ العمل مع صُناع السينما و الترفيه لتغيير الصورة إللي كان من خلالها بيتم تناول قضايا الشواذ جنسياً في الأفلام و الإنتاج الفني بشكل عام.
مجلة "إنترتينمنت ويكلي" المتخصصة في تغطية شؤون السينما و التليفزيون و الموسيقى و المسرح و الكتب و مصادر الثقافة الشعبية و إللي بتعتبر من أقوى المجلات المتخصصة في المجال دا كانت صنفت "جلااد" في سنة ١٩٩٢ بكونها إحدى أقوى الكيانات المؤثرة في صناعة الترفيه في هوليوود. أمَّا جريدة "لوس آنجلوس تايمز" فكانت وصفتها بأنها واحدة من أنجح المؤسسات الضاغطة على وسائل الإعلام.
و عبر السنين إنتشرت المؤسسة في ولايات تانية غير نيويورك و لوس آنجلوس و في العام ١٩٨٩ تم تأسيس مسابقة سنوية تحت عنوان "جوائز جلاد الإعلامية" من أجل تقدير و تكريم شخصيات و مؤسسات مختلفة تعمل على تمثيل دور الشواذ جنسياً بصورة "مُشرفة". أكثر من ٧٠٠ شخصية و مؤسسة تم تكريمها وتسليمها جوائز من خلال تلك المؤسسة لمجهوداتها في تغيير الوعي الجمعي في شأن الشواذ جنسياً من خلال الضغط الإعلامي عبر وسائل الترفيه المختلفة. المسابقة يتم توزيعها سنوياً عبر ٣ إحتفاليات في نيويورك و لوس آنجلوس و شيكاغو.
تولى رئاسة المؤسسة عدة شخصيات و في العام ٢٠١٣ أصبحت "چينيفر بويلان" أول متحولة جنسياً تقوم بتولي رئاستها. في نفس العام أعلنت المؤسسة أنها ستظل تحمل أسم "جلااد" و لكنه سيكون شعاراً يحمل هم حقوق الشواذ و "المتحولين جنسياً" و "ثنائي الجنس".
مؤسسة "جلااد" لديها برامج ضاغطة أخرى غير المسابقة السنوية. فمثلاً في العام ٢٠٠٢، بدأت المؤسسة حملة للضغط على وكالات الأنباء لنشر إعلانات زواج الشواذ من نفس الجنس مساواةً بجريدة نيويورك تايمز إللي قررت ضم إعلانات زواج الشواذ لصفحاتها لأول مرة في التاريخ.
على فكرة دا كان قبل تقنين زواج الشواذ إللي أصبح مسموح بيه قانوناً منذ العام ٢٠١٤.
أمَّا آخر البرامج إللي بدأت تستخدمها "جلااد" من سنة ٢٠١٣ فهي إصدار مؤشر سنوي تحت عنوان "مؤشر مسؤولية الأستوديوهات" إللي بيقوم بتقييم إنتاج أكبر ٧ شركات سينمائية و مجهوداتها في دعم قضايا الشواذ. من الإنتقادات إللي بيتم توجيهها للمؤشر دا هو إنه في ٢٠١٥ كانت نسبة الأفلام إللي انتجتها الشركات دي و إللي تعرضت لقضايا الشواذ هي ١٧.٥٪‏ برغم أن نسبة المواطنين الأمريكان إللي بيعلنوا عن كونهم شواذ جنسياً لا يتعدى ال٣،٨٪‏ وفقاً لإستطلاعات الرأي إللي قامت بيها مؤسسة "جالوب" و هو ما يعني أن شركات الإنتاج السينمائي أنتجت في ٢٠١٥ أفلام تحدثت عن الشواذ جنسياً بنسبة ٤٦٠٪‏ عما تستحق تلك الفئة.
في مايو ٢٠١٦، أعلنت "سارة كيت إليس" رئيس مؤسسة "جلااد" فور إصدار تقرير المؤشر للعام ٢٠١٥ أن إنتاج الشركات الكُبرى لازال غير مُرضي بالنسبة لها و قالت إن الشركات دي لازم تبدأ تقدم قضايا الشواذ في سياقات مختلفة و جديدة و أكثر جرأة و أكدت على ضرورة تمثيل أصحاب البشرة السوداء من الشواذ جنسياً في الفترة القادمة. واخدين بالكم ؟ أصحاب البشرة السمراء من الشواذ. الكلام دا في مايو ٢٠١٦.
فكروني هو الفيلم إللي فاز بجائزة أوسكار للعام ٢٠١٦ كأحسن فيلم كان قصته إية ؟
سارة في نفس كلمتها قالت إنها بتأمل أن شركة ديزني تحط بطل شاذ في الجزء الثامن من سلسة "حرب النجوم - Star Wars" إللي هايتم عرضه في ديسمبر ٢٠١٧. و إن غداً لناظره قريب.
معلومة أخيرة؛ سارة متزوجة من صديقتها "كريستين هندرسون". زواجهم كان أول زواج يتم في الكنيسة الأسقفية بنيويورك بعد تقنين زواج الشواذ في ولاية نيويورك في ٢٠١١ قبل تقنينه فدرالياً. قبل الزواج دا، كانوا الاتنين عايشين مع بعض و في ٢٠٠٨ لقحوا نفسهم بحيوانات منوية ثم تمت ولادتهم في نفس اليوم. سارة جابت بنت و كريستين جابت ولد. طفلين من أسرة مكونة من أمين و طفلين. حاجة تقرف.
في ٢٠١٣، قامت شركة "بازفيد" بوضع كريستين على قائمة أقوى الشخصيات الشاذة جنسياً لهذا العام.
حاجة تانية مهمة بالنسبة لسارة كيت. في ٢٠١٤، قامت من خلال "جلااد" بتنظيم حملة للتظاهر ضد منع منظمي "موكب عيد القديس باتريك"، إللي بيتم كل سنة في شوارع نيويورك، من مشاركة الشواذ جنسياً في المسيرة الخاصة بالموكب و هو الموقف إللي دعمهم فيه عمدة مدينة نيويورك من خلال منعه إقامة الإحتفالية لمدة سنتين بسبب عدم مشاركة الشواذ جنسياً و إللي كان نتيجته أن تم السماح لهم بالمشاركة في ٢٠١٦ بعد الضغط على منظمي الإحتفالية و ضغط عمدة نيويورك. العمدة "دو بلاسيو" إللي دعمته "ليندا صرصور" في الإنتخابات و إللي علاقتها بيه قوية جداً زي ما شرحنا قبل كدا :
المشكلة بأة أن الأفلام إللي بتعرض الشواذ جنسياً ماباقتش فقط الأفلام الخاصة بالكبار. شركة ديزني إللي هاتعرض فيلم "الجميلة و الوحش - Beauty & The Beast" خلال أيام حطت شخصية شاذة جنسياً لأول مرة بشكل واضح.
كذلك فيلم "البحث عن دوري" كان فيه لقطة لمدة ٥ ثواني لزوجين إناث و طفلهم معاهم إشارة إلى أسرة من أمين و طفل. و من أيام فقط على قناة "ديزني إكس دي" في إحدى مسلسلات الأطفال، تم عرض لأول مرة لقطات لقُبُلات خاصة بأطفال من نفس الجنس مما يُنذر بأن الضغط على شركات إنتاج الأفلام و الكارتون قد أتى بثماره عبر السنين و أننا كلنا، أطفال و كبار، مهددون بمشاهدة لقطات مقززة لممارسات شاذة لم تعد تُصنف بكونها غير طبيعية و تُعرض على شاشات السينما و التليفزيون بلا تصنيف و يشاهدها الجميع، و منهم أطفالنا، بدون أي توجيه.
هافكركم بحاجة أخيرة، في شهر مايو إللي فات كنا اتكلمنا هنا عن مؤسسة "إختيار" إللي من ضمن إهتماماتها هو الدفاع عن قضايا الشواذ جنسياً و إللي عملت حملة لجمع فلوس لتأسيس مكتبة خاصة بالمؤلفات إللي بتعرض قضايا الشواذ و مصطلحاتهم.
هل من الصعب إننا نلاقي "إختيار" دي هي صورة مشابهة ل"جلااد" الأمريكية و ينضم لها حقوقيين و يضغطوا على مؤسسات الدولة لإلغاء الرقابة على الأفلام و عمل نظام تصنيف لغرض عرض الأفلام الممنوعة و تضغط على شركات الإنتاج و تمشي في نفس المسار طالما إنها تبنت القضايا القذرة دي ؟
ماتنسوش إننا من ١٠ سنين فقط ماكناش نعرف مصطلح "المثلية" دا و كنا مابنسميش الفئات دي غير شواذ جنسياً.
رجاء .... ماتستهونوش بالمصطلحات. تغيير الأفكار بيبدأ من عندها و مع الوقت بتلاقي نفسك مش قادر تقف في وجه التيار.
دول شواذ و سيظلوا شواذ حتى و إن قال العالم كله عليهم أنهم طبيعيين و أطفالنا و أخواتنا لازم نبقى حريصين جداً مع إللي بيتفرجوا عليه. الدنيا بقت بزرميط يا جماعة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More