آخر التعليقات

الاثنين، 27 مارس 2017

سرطان الإعلام


أكثر الدعايا نجاحاً لنشر المفاهيم المرفوضة هي تلك التي يتم دسها أو عرضها في قالب ترفيهي.
يعني لما تشوف فيلم خفيف بيعرض قضية التأخر في الزواج و إزاي العلاقات أصبحت مادية جداً بعدين تلاقي في النص علاقة جنسية غير شرعية بين البطل و بين واحدة يعرفها بتروح الهند و بتتكلم عن الطاقة و المشاهدين في الآخر مابيركزوش في التفاصيل علشان الفيلم ظريف و القالب بتاعه بسيط.
يعني لما تشوف فيلم تاني كوميدي و فيه مثلاً علم قوس قزح (بتاع الشواذ جنسياً) ضمن تفاصيله و الناس مايركزوش فيه برضه بكونه جزء لا قيمة له في الفيلم ضمن أحداثه الكثيرة المضحكة.
.
.
.
البروباجاندا أو الإعلام عامةً بيركز في نشر القضايا المرفوضة من خلال عرضها بشكل عابر داخل التفاصيل بحيث أن العين ماتركزش عليها و ماتعرفش تعارض وحودها لكونها تفاصيل غير مركزية. و مرة في مرة بتكبر التفاصيل دي و تاخد وقت عرض أطول لكن بعد ما تكون عين المشاهد اتعودت عليها و ماباقاش عنده مشكلة كبيرة معاها. حتى الألفاظ إللي بيتم عرضها داخل السياق بتدخل من نفس الباب.
على فكرة في السينما الأمريكية ذاتها لو حد ركز في أفلام الخمسينات و الستينات هايلاقي فرق كبير جداً في المشاهد الغرامية و ملابس النساء و الألفاظ و القضايا المعروضة عن أفلام السبعينات و أنت طالع.
إللي بيحصل هو إن المد الثقافي المُغاير بيعمل حسابه على العقلية البسيطة للمشاهد إللي رايح يتسلى مش رايح يعمل دراسة ولا ماچيستير على الفيلم و علشان كدا المؤسسات إللي بتقيِّم الأفلام في أمريكا (و في مصر بدأت تظهر مؤسسات شبيهة) بتعمل كل سنة تقييم بالأرقام للقضايا إللي بتهتم بعرضها و نشرها على الوعي الجمعي للمجتمع و في التقييم بيتم عرض الدقائق إللي عرضت القضايا دي داخل المادة الإعلامية و مدى وضوح العرض.
إحنا ماصحيناش الصبح لقينا الأفلام بتتكلم عن العلاقات الجنسية ولا بتعرض الألفاظ البذيئة ولا السلوكيات المنحرفة، لكن عرض المسائل دي بشكل بسيط في البداية و كأنها قضايا مجتمعية دفع المجتمع نحو الإعتياد عليها.
من النماذج إللي مضطر إني أذكرها لتوضيح الفكرة كان فيلم "سهر الليالي" سنة ٢٠٠٣ إللي عرض من ضمن القضايا قصة واحدة متزوجة و كانت مش راضية بعلاقتها الجنسية مع جوزها إللي بيسافر و يسيبها وحدها فترات كبيرة و اتعرفت على واحد في فندق و كانت هاتغلط معاه.
نموذج تاني كان فيلم "حين ميسرة" في ٢٠٠٧ إللي لأول مرة عرض علاقة جنسية أنثوية شاذة و فيلم "عمارة يعقوبيان" في ٢٠٠٦ إللي عرض علاقة جنسية شاذة بين اتنين ذكور.
و نموذج فيلم "فيلم ثقافي" في ٢٠٠٠ إللي كان في قالب كوميدي بيحكي قصة مجموعة من الشباب طول الفيلم هدفهم أنهم يتفرجوا على فيلم بورنو.
مش بانكر أن كل قضية من دول في ذاتها لها وجود داخل المجتمع و لكن مش كل القضايا دي وجودها متساوي مع بعضها. المأساة الأكبر أن الأفلام دي بتعرض القضايا من غير حلول لمجرد كسر حاجز الرفض عند الجمهور و السبب عندها إنها بتعرض قضايا مجتمعية. فهل كل قضية مجتمعية أو حادث نعملله فيلم ؟
و خلينا نسأل سؤال من واقع التاريخ. هل عرض القضايا دي عبر الزمن في الأفلام قدم حلول و قضى عليها مجتمعياً وللا نشرها و عوِّد الناس عليها و خلاهم مايستغربوش و هما بيسمعوا عنها في الحقيقة ؟
هل الحل إننا نعوِّد المجتمع بكل شرائحه على القضايا دي وللا الحل إننا ننشيء مؤسسات مدنية تضغط على الهيئات الرسمية للقضاء على الظواهر المسيئة الغريبة في المجتمع زي ما بنشوف النهاردة المؤسسات النسوية إللي بتحارب علشان يكون للمرأة تواجد أكبر في مؤسسات الحُكم و مؤسسات الدولة و البرلمان و يكون في قوانين بتحميها زي قوانين منع التحرش و غيرها ؟
لية مش شاطرين أوي كدا غير في القضايا النسوية و مش بنشوفكم في القضايا السلوكية إللي المجتمع بينهار بسببها كل يوم عن التاني ؟ وللا هي مقصودة ؟
وللا منهجكم أن البذاءة حرية شخصية و حق لكل فرد ؟
آخر نموذج : مشاهد الشخصية الشاذة في فيلم والت ديزني الأخير "الجميلة و الوحش" و إللي جميع الدول العربية زي الإمارات و الكويت و قطر و الأردن منعت عرضه و إللي الشركة اعترضت على حذف أجزاء منه حسب طلب هيئة الرقابة الماليزية بيتعرض النهاردة في مصر و الناس بتروحه لأنه فيلم أطفال و الأطفال مش هايركزوا و ماتكبروش الموضوع كدا أوي. والت ديزني رفضت قص ٤ دقائق و نصف من فيلم مدته اكثر من ساعة و نصف لأنها قضية عندها و مبدأ و إحنا بنودي ولادنا الفيلم و بنخرج مبسوطين لأننا فقدنا كل القضايا و أصبحنا بلا مبدأ.
الإعلام سرطان .... إحذروه أو إنتظروا نتيجته بعد حين.

الثلاثاء، 14 مارس 2017

الحكمة من أي تشريع


الحكمة من أي تشريع إلهي هي :
١-إقامة العدل
٢- رفع الظلم.
٣- إختبار إيمان العبد.
لو نحينا الأخيرة جانباً، مؤقتاً، هانقول أن أي تشريع تم من خلاله إقامة ظلم أو حرمان من العدل، بيبقى المشكلة في حاجة من اتنين:
١- إما في شخص إللي استخدم التشريع (ظالم أو جاهل).
٢- أو في الأدلة إللي تم على أساسها إختيار التشريع.
لكن دا لا يسمح للمظلوم أبداً أنه يشكك في التشريع نفسه أو في الحكمة منه و لا يسمح له أن يبحث عن مصدر مختلف لإقامة العدل. لأنه لن يجد.
و لأن العدل لا يمكن أن يُقام بظلم، فالأسلوب الإنتقامي للحصول على الحق بعد الوقوع في الظلم هو في حد ذاته ظلم و ليس عدل. يعني مش علشان الفرد إتظلم يبقى يسعى للحصول على حقه بالظلم. لأننا وقتها هاندخل في دائرة مغلقة من الظلم و الظلم الآخر.
طيب بفرض أن شخص اتظلم و مفيش أي طريقة عادلة للحصول على حقه. يعمل إية ؟
هنا بأة تيجي النقطة إللي كل الناس بتعترض عليها.
مفيش أي وسيلة عادلة لا تخالف الشرع تسمح لأي فرد أنه يحصل على حقه خارج إطار الحلال و الحرام. يعني مفيش عند المظلوم بعد إستنفاذ كل الطرق الشرعية أنه يحصل على حقه سوى أنه يلجأ لله إللي هو مفروض بيلجأله أصلاً أثناء سعيه. و طبعاً لأننا أصبحنا ماديين أكثر حتى من الحضارات المادية ذاتها، فأصبحنا لا نؤمن بأننا من الممكن أن نموت مظلومين، و بقينا دايماً بنتهم اللجوء للدعاء كحل بأنه نوع من أنواع الخنوع و الضعف كأن مثلاً التوفيق إللي بيحالفنا و إحنا بنسعى للحصول على حقنا مش نعمة من عند ربنا إللي بندعيله.
رسول الله نفسه كان له حديث بيقول فيه أنه سمع خصمين بباب حجرته فخرج إليهم فقال "إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها."
بمعنى أنه هو نفسه مارفعش إحتمال إنه ممكن يتسبب في ظلم بدون علم بسبب أن أحد المتخاصمين كذب أو استخدم أسلوب ملتوي ليظهر أن الحق معه. و برغم دا، نبهنا رسول الله أن إللي بيعمل كدا و بياخد حق مش بتاعه بالطريقة دي كأنه بياخد قطعة من النار و ماقالش للمظلوم أنه لازم ياخد حقه بالدراع.
أما في حالة وقوع ظلم بسبب سوء إستخدام نص شرعي مثلاً فدا من البلاوي إللي أبتلينا بيها. يعني مثلاً تلاقي واحد كل ما يحصل بينه و بين مراته خلاف يروح باطحها وللا خابطها بوكس موقَّع بيه صف سنانها و يقوللك الدين قال كدا و دا كلام رسول الله. و بعد كدا يستغرب أن مراته كرهت الدين كله بسبب الجهل دا.
و ممكن تلاقي زي اللي بيحصل النهاردة و من مئات السنين أن كل بنات العيلة و الجيران لازم يتختنوا علشان الدين قال كدا و من غير إستشارة طبية. و بيزعل قوي لما بنته تكبر و تكرهه و تكره دينه و تسيبله البيت و الدنيا.
مش معنى دا برضة أن اللي بترفض الشرع علشان جوزها ضربها وللا أبوها ختنها وللا الولد إللي أبوه كان بيحرقه بمعلقة سخنة علشان مابيصليش يبقوا كل دول صح. نظام الإنتقام دا جهل زيه زي إللي استخدم الشرع بدون علم.
الحل هو إننا نفهم و نعرف و نسأل. لازم يبقى لينا حد بنستشيره أو نكون إحنا من إللي بنعرف نفرَّق بين الحق و الباطل و بين صحة الدليل و الدليل الغلط اللي في غير محله. لكن إننا نرفض تماماً و نكره الدين خالص و أهله دا بالضبط زي واحد عيان راح لدكتور مضيَّع كتبله دواء غلط بوَّظ الدنيا فقال خلاص أنا مش هاروح لدكاترة خالص.

الأحد، 5 مارس 2017

جنود الشذوذ


البوست دا مهم لكل أفراد الأسرة، فمعلش أصبروا معانا شوية و كمِّلوا للآخر لأن الموضوع بالتاكيد هايمسَّكم أو هايمس حد يهمكم. طلب صغير كمان قبل ما نبدأ، يا ريت لو شايفين الموضوع يستاهل أن غيركم يعرفه، ماتبخلوش بالنشر علشان تعُم الفايدة و يزيد الوعيّ.
القصة بتبدأ من زمان. من أكثر من ٣٠ سنة و خاصةً في سنة ١٩٨٥. في السنة دي تم تأسيس جمعية مدنية في نيويورك تحت أسم "تحالف الشواذ ضد الإفتراء - ج.ل.ل.ا.د" أو:
"Gay & Lesbian Alliance Against Defamation - GLAAD".
الجمعية دي، أو المؤسسة المدنية، مجال عملها هو "رصد وسائل الإعلام" بغرض "تضخيم" صوت مجتمع الشواذ لتمكينهم من مشاركة قصصهم مع الناس و نشرها. كمان المؤسسة دي بتعمل على توجيه المساءلة إلى وسائل الاعلام المختلفة بشأن الكلمات و الصور التي بتقدمها و تستخدمها عندما تتعرض إلى قضايا الشواذ و تعمل أيضاً على مساعدة المنظمات الشعبية المهتمة بنفس القضية للتواصل فيما بينها بشكل فعال.
كانت بداية فكرة تأسيسها هو لتنظيم تظاهرات ضد جريدة النويويورك بوست بسبب الأسلوب إللي كانت بتستخدمه الجريدة لمَّا بتتحدث في شأن قضية الإصابة بمرض الإيدز و علاقته بالممارسات الشاذة جنسياً.
للمؤسسة شعار و هو : "تعزيز التفاهم وزيادة القبول، وتعزيز المساواة."
"To promote understanding, increase acceptance, and advance equality."
المهم خلال عامين من الضغط المستمر و إنتشار نشاط المؤسسة و تواصلها مع رجال و نساء في المجال الفني و الصحفي، استطاعت "جلااد" إنها ترغم جريدة النيويورك تايمز على تغيير سياستها التحريرية و تعديل الألفاظ إللي بتستخدمها في مقالاتها و مانشيتاتها و الأخبار إللي بتنشرها بشأن قضايا الشواذ. نجحت بالفعل المؤسسة في تغيير ألفاظ زي "شاذ" إلى "مثلي" و دا إنجاز كبير جداً في الطريق لتغيير المفاهيم عند القاريء و المشاهد و الجمهور بشكل عام. و مع الوقت حدث تغيير في وكالات صحفية أخرى زي "الأسوشييتد برس" و غيرها. و تم إفتتاح مقر آخر للمؤسسة في لوس آنجلوس و إللي من خلاله بدأ العمل مع صُناع السينما و الترفيه لتغيير الصورة إللي كان من خلالها بيتم تناول قضايا الشواذ جنسياً في الأفلام و الإنتاج الفني بشكل عام.
مجلة "إنترتينمنت ويكلي" المتخصصة في تغطية شؤون السينما و التليفزيون و الموسيقى و المسرح و الكتب و مصادر الثقافة الشعبية و إللي بتعتبر من أقوى المجلات المتخصصة في المجال دا كانت صنفت "جلااد" في سنة ١٩٩٢ بكونها إحدى أقوى الكيانات المؤثرة في صناعة الترفيه في هوليوود. أمَّا جريدة "لوس آنجلوس تايمز" فكانت وصفتها بأنها واحدة من أنجح المؤسسات الضاغطة على وسائل الإعلام.
و عبر السنين إنتشرت المؤسسة في ولايات تانية غير نيويورك و لوس آنجلوس و في العام ١٩٨٩ تم تأسيس مسابقة سنوية تحت عنوان "جوائز جلاد الإعلامية" من أجل تقدير و تكريم شخصيات و مؤسسات مختلفة تعمل على تمثيل دور الشواذ جنسياً بصورة "مُشرفة". أكثر من ٧٠٠ شخصية و مؤسسة تم تكريمها وتسليمها جوائز من خلال تلك المؤسسة لمجهوداتها في تغيير الوعي الجمعي في شأن الشواذ جنسياً من خلال الضغط الإعلامي عبر وسائل الترفيه المختلفة. المسابقة يتم توزيعها سنوياً عبر ٣ إحتفاليات في نيويورك و لوس آنجلوس و شيكاغو.
تولى رئاسة المؤسسة عدة شخصيات و في العام ٢٠١٣ أصبحت "چينيفر بويلان" أول متحولة جنسياً تقوم بتولي رئاستها. في نفس العام أعلنت المؤسسة أنها ستظل تحمل أسم "جلااد" و لكنه سيكون شعاراً يحمل هم حقوق الشواذ و "المتحولين جنسياً" و "ثنائي الجنس".
مؤسسة "جلااد" لديها برامج ضاغطة أخرى غير المسابقة السنوية. فمثلاً في العام ٢٠٠٢، بدأت المؤسسة حملة للضغط على وكالات الأنباء لنشر إعلانات زواج الشواذ من نفس الجنس مساواةً بجريدة نيويورك تايمز إللي قررت ضم إعلانات زواج الشواذ لصفحاتها لأول مرة في التاريخ.
على فكرة دا كان قبل تقنين زواج الشواذ إللي أصبح مسموح بيه قانوناً منذ العام ٢٠١٤.
أمَّا آخر البرامج إللي بدأت تستخدمها "جلااد" من سنة ٢٠١٣ فهي إصدار مؤشر سنوي تحت عنوان "مؤشر مسؤولية الأستوديوهات" إللي بيقوم بتقييم إنتاج أكبر ٧ شركات سينمائية و مجهوداتها في دعم قضايا الشواذ. من الإنتقادات إللي بيتم توجيهها للمؤشر دا هو إنه في ٢٠١٥ كانت نسبة الأفلام إللي انتجتها الشركات دي و إللي تعرضت لقضايا الشواذ هي ١٧.٥٪‏ برغم أن نسبة المواطنين الأمريكان إللي بيعلنوا عن كونهم شواذ جنسياً لا يتعدى ال٣،٨٪‏ وفقاً لإستطلاعات الرأي إللي قامت بيها مؤسسة "جالوب" و هو ما يعني أن شركات الإنتاج السينمائي أنتجت في ٢٠١٥ أفلام تحدثت عن الشواذ جنسياً بنسبة ٤٦٠٪‏ عما تستحق تلك الفئة.
في مايو ٢٠١٦، أعلنت "سارة كيت إليس" رئيس مؤسسة "جلااد" فور إصدار تقرير المؤشر للعام ٢٠١٥ أن إنتاج الشركات الكُبرى لازال غير مُرضي بالنسبة لها و قالت إن الشركات دي لازم تبدأ تقدم قضايا الشواذ في سياقات مختلفة و جديدة و أكثر جرأة و أكدت على ضرورة تمثيل أصحاب البشرة السوداء من الشواذ جنسياً في الفترة القادمة. واخدين بالكم ؟ أصحاب البشرة السمراء من الشواذ. الكلام دا في مايو ٢٠١٦.
فكروني هو الفيلم إللي فاز بجائزة أوسكار للعام ٢٠١٦ كأحسن فيلم كان قصته إية ؟
سارة في نفس كلمتها قالت إنها بتأمل أن شركة ديزني تحط بطل شاذ في الجزء الثامن من سلسة "حرب النجوم - Star Wars" إللي هايتم عرضه في ديسمبر ٢٠١٧. و إن غداً لناظره قريب.
معلومة أخيرة؛ سارة متزوجة من صديقتها "كريستين هندرسون". زواجهم كان أول زواج يتم في الكنيسة الأسقفية بنيويورك بعد تقنين زواج الشواذ في ولاية نيويورك في ٢٠١١ قبل تقنينه فدرالياً. قبل الزواج دا، كانوا الاتنين عايشين مع بعض و في ٢٠٠٨ لقحوا نفسهم بحيوانات منوية ثم تمت ولادتهم في نفس اليوم. سارة جابت بنت و كريستين جابت ولد. طفلين من أسرة مكونة من أمين و طفلين. حاجة تقرف.
في ٢٠١٣، قامت شركة "بازفيد" بوضع كريستين على قائمة أقوى الشخصيات الشاذة جنسياً لهذا العام.
حاجة تانية مهمة بالنسبة لسارة كيت. في ٢٠١٤، قامت من خلال "جلااد" بتنظيم حملة للتظاهر ضد منع منظمي "موكب عيد القديس باتريك"، إللي بيتم كل سنة في شوارع نيويورك، من مشاركة الشواذ جنسياً في المسيرة الخاصة بالموكب و هو الموقف إللي دعمهم فيه عمدة مدينة نيويورك من خلال منعه إقامة الإحتفالية لمدة سنتين بسبب عدم مشاركة الشواذ جنسياً و إللي كان نتيجته أن تم السماح لهم بالمشاركة في ٢٠١٦ بعد الضغط على منظمي الإحتفالية و ضغط عمدة نيويورك. العمدة "دو بلاسيو" إللي دعمته "ليندا صرصور" في الإنتخابات و إللي علاقتها بيه قوية جداً زي ما شرحنا قبل كدا :
المشكلة بأة أن الأفلام إللي بتعرض الشواذ جنسياً ماباقتش فقط الأفلام الخاصة بالكبار. شركة ديزني إللي هاتعرض فيلم "الجميلة و الوحش - Beauty & The Beast" خلال أيام حطت شخصية شاذة جنسياً لأول مرة بشكل واضح.
كذلك فيلم "البحث عن دوري" كان فيه لقطة لمدة ٥ ثواني لزوجين إناث و طفلهم معاهم إشارة إلى أسرة من أمين و طفل. و من أيام فقط على قناة "ديزني إكس دي" في إحدى مسلسلات الأطفال، تم عرض لأول مرة لقطات لقُبُلات خاصة بأطفال من نفس الجنس مما يُنذر بأن الضغط على شركات إنتاج الأفلام و الكارتون قد أتى بثماره عبر السنين و أننا كلنا، أطفال و كبار، مهددون بمشاهدة لقطات مقززة لممارسات شاذة لم تعد تُصنف بكونها غير طبيعية و تُعرض على شاشات السينما و التليفزيون بلا تصنيف و يشاهدها الجميع، و منهم أطفالنا، بدون أي توجيه.
هافكركم بحاجة أخيرة، في شهر مايو إللي فات كنا اتكلمنا هنا عن مؤسسة "إختيار" إللي من ضمن إهتماماتها هو الدفاع عن قضايا الشواذ جنسياً و إللي عملت حملة لجمع فلوس لتأسيس مكتبة خاصة بالمؤلفات إللي بتعرض قضايا الشواذ و مصطلحاتهم.
هل من الصعب إننا نلاقي "إختيار" دي هي صورة مشابهة ل"جلااد" الأمريكية و ينضم لها حقوقيين و يضغطوا على مؤسسات الدولة لإلغاء الرقابة على الأفلام و عمل نظام تصنيف لغرض عرض الأفلام الممنوعة و تضغط على شركات الإنتاج و تمشي في نفس المسار طالما إنها تبنت القضايا القذرة دي ؟
ماتنسوش إننا من ١٠ سنين فقط ماكناش نعرف مصطلح "المثلية" دا و كنا مابنسميش الفئات دي غير شواذ جنسياً.
رجاء .... ماتستهونوش بالمصطلحات. تغيير الأفكار بيبدأ من عندها و مع الوقت بتلاقي نفسك مش قادر تقف في وجه التيار.
دول شواذ و سيظلوا شواذ حتى و إن قال العالم كله عليهم أنهم طبيعيين و أطفالنا و أخواتنا لازم نبقى حريصين جداً مع إللي بيتفرجوا عليه. الدنيا بقت بزرميط يا جماعة.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More