آخر التعليقات

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

بين الإنصاف و الإنبهار


البوست دا لوضع فاصل بين الإنصاف و الإنبهار :
{قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقوم الساعة والروم أكثر الناس"، فقال له عمرو: "أبصر ما تقول"، فقال المستورد: "أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال عمرو: "لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا؛ إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: أمنعهم من ظلم الملوك"}.
الحديث في صحيح مسلم.
عمرو بن العاص الصحابي الجليل بيشهد للروم و هم اهل الغرب من الأوروبيين أن فيهم الصفات الخمسة دي :
- أحلم (الأكثر صبراً) الناس عند فتنة.
- أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة.
- أوشك الناس كرة بعد فرة. (يعني أسرع الناس للهجوم بعد الهروب - بيجمعوا شتتاتهم بسرعة)
- أخير الناس لمسكين ويتيم وضعيف.
- أمنع الناس من ظلم الملوك.
يعني لو قالوا "لا إله إلَّا الله محمد رسول الله" بس !!

الخميس، 15 ديسمبر 2016

عواقب التفريط


كل اللي بيحصل حوالينا سببه إننا بنفرَّط في ديننا
بنفرَّط فيه لصالح الانسانية
بنفرَّط فيه لصالح الوطنية
بنفرَّط فيه لصالح القومية
بنفرَّط فيه لصالح القبلية
كل الإنتماءات أصبحت أولي عندنا من إنتماءنا لديننا و أصبح التهاون في الدين أسهل بكثير من التهاون في غيره
اصبح الانتحار و عدم الرضا و الاحساس باليأس و فقدان الهوية و الانتماء لأي فكرة و أي رأي كلها أمور طبيعية و عادية لمجرد ان نماذج القيادات المعاصرين سيئة
و كأننا مفروض منتظرين أنبياء إللي يقودونا مش بني آدميين بيغلطوا و يرجعوا في أخطائهم
بقينا بنلقي اللوم علي ربنا و نسأله فين عدالته و بننسي اننا نفسنا بعدنا عن احقيتنا في الحصول علي الحماية لما تركنا شرعه و القواعد اللي حطاهالنا
عمركم شفتوا واحد راكب عربية و سايب السواق يمشي عكس الطريق و ساكت و لما تحصل حادثة يلوم إللي سايق ؟ طيب هو كان فين ؟ لية ماطلبش منه يعدل سيره ؟ لية مانزلش و ركب مع غيره ؟ لية نسي أن الحادثة هاتضر كل إللي راكب و أن "ماليش دعوة مش انا اللي كنت سايق" عمرها ما هاتحميه ؟
طيب عمركم شفتوا واحد بيتخطي اللوائح و القوانين و لمَّا يتم عقابه، يلوم واضع القانون أو التشريع أنه ماحماهوش ؟
اياك تفكر ان الجيل اللي قبلك هو السبب و تلعن فيه، لأن اللي جاي هايلعنك انت مش هايلعن إللي رباك.
اللي احنا فيه دا زرعنا إحنا و دلوقتي بنحصده
بنحصد جهل و تفريط
علشان كدا لازم ...
لازم نتعلم الحلال و الحرام ...
لازم نتعلم الحق و الضلال ...
لازم نتعلم اية هي البدعة و اية هي السنة ...
لازم نتعلم اية اللي من الدين و اية اللي مش من الدين ...
و لازم نعلمه لغيرنا
إيوا إحنا محتاجين نفهم كويس أوي إزاي نفرق بين النصراني المسالم و "الصليبي" المحارب
و محتاجين نفهم كويس أوي إزاي نفرق بين اليهودي و "الصهيوني"
و محتاجين نفهم كويس أوي إزاي نفرق بين الشعب و "النظام"
و محتاجين نفهم كويس أوي إزاي نفرق بين الفرد و "الجماعات"
محتاجين نعرف كويس إن مش أي واحد ييجي يقول لنا أي كلام زي اسلام البحيري يبقي نصدقه و أننا لازم علي الأقل نتأكد من صحته قبل ما نبلعه.
محتاجين نفهم كويس جداً قبل ما نقرأ رواية لواحد زي ابراهيم عيسي من ٧٠٠ صفحة عن أهم حدث في تاريخنا، ان هو دا نفس الشخص إللي كل يوم بيهين الجيل إللي كتب عنه دا و بيقلل من قيمته، جيل الصحابة، في جرناله، "المقال"، أو في برامجه إللي كان بيقدمها زمان.
محتاجين نفهم كويس جداً أن المسلم و المسيحي شركاء في وطن واحد و عمرهم ما هايبقوا "اخوة"
محتاجين نفهم ان الخلاف في العقيدة مش معناه إننا هاندبح بعض و نقتل بعض. و نفهم إن عمل الخير فطرة في الإنسان بنشكر صاحبها مهما كان دينه و نكرمه و نديله حقه مع الإحتفاظ بالفرق بيننا و بينه لو مخالف لينا في العقيدة و في الدين.
محتاجين نفهم إزاي إن شريكنا في الوطن ممكن يبقي مخالف لينا في العقيدة و أن حقه علينا حماية ماله و دمه و برغم دا ماينفعش نتنازل له عن ثوابت ديننا من باب التعايش و حسن المعاملة.
محتاجين حاجات كثيرة أوي
بس أول حاجة؛ محتاجين نفهم إننا كلنا محتاجين نعرف أكثر و إننا كلنا مش فاهمين كل حاجة.
نرجع ورا خطوة بأة كدا و نحاسب نفسنا و نختار الطريق صح و ندعي ربنا يوفقنا و نختار الناس الصح علشان كفاية كدا خلط بين المفاهيم و كفاية كدا إهانة لدين رب العالمين

الخميس، 24 نوفمبر 2016

معازيم الموت


"فكرت هاتعزم مين علي جنازتك ؟"
مستغرب لية ؟ انت فاكر انك بتعزم الناس علي الافراح بس ؟
ممكن واحد يقول: هو احنا بنختار اللي هايصلوا علينا؟
شوف يا سيدي .... جرت العادة ان اللي بيصلي عليك الجنازة احبابك واصدقائك و معارفك، صح ؟
انا بأة باطلب منك انك تبص حوليك.
شوف انت مصاحب مين.
شوف انت اخترت مين يشاركك حياتك.
شوف انت اخترت تكون بين مين و تعمل معاهم اية و انت عايش.
ماتقولش ربنا أعلم بعبيده ..... ماتحَوَّرش!!
أكيد طبعاً ربنا عالم بالسر و العلن، لكن انت برضة عارف أخلاق و عادات الناس اللي "أنت" بنفسك اخترت انك تعيش معاهم.
علي فكرة انت لمَّا بتتجوَّز بتختار احسن محل تجيب منه احسن بدلة علشان تقابل احب شريك إلي قلبك.
مافكرتش ازاي ممكن تختار اللي هايغسلك ؟ و اللي هايكفنك ؟ و اللي هايصلي عليك ؟ و اللي هايترحَّم عليك ؟ و اللي هايقف علي قبرك يدعيلك ان ربنا يثبتك ؟
قل لى بالله عليك، اللي هايصلي عليك و يدعيلك و يبكي علي فراقك هو اللي بيحشش دا ؟ وللا التاني اللي لا بيركعها ولا بيسجدها ؟ وللا اللي ساب مراته و بنته في الشوارع يتفرج عليهم الناس بدون حجاب ولا غطاء ؟ وللا تحب يبقي صاحبك اللي مابيسيبش واحدة معديِّة إلا و يبصلها من تحت لفوق ؟
قل لي، عايز اللي يقف جنبك في اليوم دا يبقي من اللي كانوا بيدعوك للسهرة الحلوة ولا لمجلس من مجالس الطاعة او حتي علم ينفع الناس ؟
يبقي من اللي كانوا بيبعثولك احدث اغنية و فيلم وللا احلي اصوات تقرأ كلام ربنا او احدث الاكتشافات اللي بتفيد البشرية مثلاً ؟
يبقي من اللي كان دايماً يكلمك عن اخبار الممثلين و الممثلات و الرقاصات وللا اللي كان دايماً يحكيلك عن رسول الله و اصحابه و يحاول يطمنك ؟
يبقي من اللي كانوا بيعزموك علي الشواطي و السينما و المسرح ؟
وللا اللي ماتعرفوش إلا في قعدة قهوة و كان آخر علاقتك بيه انك بتلعب معاه دومينو و شطرنج و طاولة ؟
.
.
.
شوف يا أخي،
اللي هاتصاحبه في الدنيا و تمارس معاه حياتك هو اللي هايقف معاك في موتك.
يا تري انت اخترت صح وللا محتاج تعيد حساباتك ؟
ارجو انك تلحق نفسك و تعيد حساباتك.
العمر قصير

الخميس، 20 أكتوبر 2016

التعايش المرفوض


في أوقات الفوضي و التغيير بتظهر نداءات عدة كانت تُصنَّف من قبل بأنها نداءات شاذة و غريبة و ممكن تصل لدرجة انها مُحرمة. في الأوقات دي بيظهر نوع من أنواع الضغط سواء بالكلام أو بالاخبار من خلال استخدام مصطلحات جديدة او شعارات مستحدثة تليق بالمرحلة المعاصرة و بيتم نشرها بصورة مُكثفة عبر وسائل النشر الثقافية و الإعلامية المختلفة العامة و الخاصة و الشخصية و حتي من خلال التعاملات الفردية. الكثافة اللي بيتم بيها نشر المفاهيم و الأفكار و الشعارات الجديدة دي بتقتل عند الناس مع الوقت حاسة النقد و بتخليها تتقبل أخبار دي و تصبح عندها أخبار مُعتادة و غير مُستهجنة و ممكن تصل لدرجة أنها تبقي مقبولة و مستساغة و ممكن تتجاوز المستوي دا و يبقي عدم وجودها أمر غريب و الهجوم عليها أمر غير طبيعي.
طلاسم ؟
طيب تعالوا نعطي أمثلة.
لو رجعنا بالزمن حاجة بتاعت ٢٠ وللا ٢٥ سنة في بدايات هوجة تصوير الأغاني بنظام الفيديو كليب، هانلاقي انها كانت في بداياتها غير مرحب بيها و كانت محل نقد الكثير من الناس علي اختلاف مستوياتهم الاجتماعية و الثقافية. حتي ان عدد كبير من منتجين النوع دا من الاغاني لم يستطعوا ان يحصلوا علي الفرصة اللي بيها تذيع لهم القنوات انتاجاتهم لأن المتاح وقتها كانت القنوات المحلية فقط و اللي كانت ملتزمة بنمط محدد صعب تغييره. مع الوقت بدأت تظهر القنوات الفضائية العربية اللي بتنشر النوع دا من الأغاني و مع انتشار الدِش، أصبحت أسطح منازل مصر كلها عبارة عن غابات من الأطباق اللي بتستقبل القنوات الفضائية و اللي بالطبيعة أثرت علي حجم مشاهدة القنوات المحلية و اللي اضطرتها انها تغير من سياساتها و تبدأ تذيع الحاجات اللي كانت بترفضها قبل كدا. و مع الوقت بدأت تظهر قنوات فضائية متخصصة في الفيديو كليب و اللي بتذيع علي مدار ال٢٤ ساعة كليبات لأغاني مصرية او خليجية او لبنانية لغاية ما أصبح انتاج الأغنية شيء مش صعب و بقي أي حد يجيب أي واحدة تقول أي كلام مالوش أي معني علشان يملأ البرنامج اليومي و ساعات البث و تدفع المشاهد للبقاء أمام شاشاتها.
في بدايات القنوات دي كان بيتم قذفها بالمقالات و التصريحات اللي انتقدتها و حذرت الناس منها لغاية ما فشلت كل الجهود في مواجهاتها.
و النهاردة اصبح من الصعب تلاقي حد بيكتب مقال في انتقاد ظاهرة الڤيديو كليب لأنها خرجت من كونها ظاهرة إلي كونها مسألة عادية و غريب ان في حد ممكن ينتقدها في زماننا.
مثال تاني: من حوالي ٦٠ سنة كان مستحيل حد في امريكا يجهر بأنه شاذ جنسياً أو عنده ميول شاذة. و انا باقول "يجهر" مش معني كدا ان ماكانش في شواذ.
في أواخر الستينات و أوائل السبعينات كان "هارڤي ميلك" من أوائل المدافعين عن حقوق الشواذ في امريكا و بعد ما مات اتعمل عنه كذا فيلم اشهرها اللي قام بتمثيله الممثل الامريكي الكبير "شون بين" في العام ٢٠٠٥ و اللي ظهر فيه كأنه بطل قومي.
امريكا لم تعترف بحقوق الشواذ رسمياً الا من بدايات الألفية دي و بالذات في ٢٠٠٣ في كام ولاية لغاية ما في ٢٠١٥ اعترفت بيها ٥٠ ولاية بصورة رسمية من خلال اقتراع عام و دا بعد صراع حقوقي طويل جداً من جانب الشواذ نفسهم و المؤسسات المحلية و الدولية اللي بتدعمهم. و لولا ان الشعب الامريكي نفسه وافق علي اعطاء الفئات دي حقوق ما في الدستور و القانون ماكانش دا حصل. الشعب اللي وافق علي دا اكثر من ٧٠٪‏ منه مش شواذ و بدون الضغط و الكثافة في عرض القضية في وسائل الاعلام المختلفة بالطرق المؤثرة علي الوعي الجمعي كان لا يمكن يروح راجل او امرأة غير شاذة و يحطوا صوتهم في الصندوق للموافقة علي حقوق الشواذ.
احنا النهاردة بيحصل عندنا كدا في مصر. في فئات و أعداد بينشروا كل يوم أخبار و كلام عن قضايا كانت مُستغربة قبل كدا و عايزين بكثافة نشرها و عرضها يخلوها قضايا عادية. و الزن علي الودان أمرّ من السحر.
حكايات البنات اللي قلعوا الحجاب او اللي بيعانوا في مدارسهم من لبسه بالإجبار مع الحكايات عن العلاقات الغير طبيعية بين الولاد و البنات خارج منظومة الزواج الشرعي و قصص كفاح بنات حصلوا علي حرياتهم من ضغوط أهاليهم و اتحرروا من العيشة وسطهم و اصبحوا مستقلات و اقوياء مع قصص اللي بيطالبوا بحقوقهم كملحدين كأننا في ثورة علي العقائد و الأعراف و لسنا في ثورة علي الفساد.
النهاردة بتلاقي جمعيات او مؤسسات بتدافع عن كل دول و بتنشر اخبارهم و قصصهم و بيعملولهم ندوات و بيكتبوا حكاياتهم علي وسائل التواصل و في مقالات و بينشروا افكارهم من باب الحريات و الحقوق. النهاردة تلاقي واحد كاتب رواية فيها الفاظ قذرة و الدولة بتحكم عليه بالسجن فتنتفض المؤسسات الحقوقية لتطالب بحقه في الادلاء برأيه بالطريقة اللي هو يختارها.
النهاردة تلاقي واحد عامل فيلم عن معاناة ال"شيميل" او مزدوجي الجنس و قضيتهم في مصر و حقوقهم و تنتفض المؤسسات الحقوقية لما الرقابة تمنع عرضه و تبدأ تطالب بحقه في الرأي و التعبير من خلال رفع قضايا بأسمه ضد المؤسسات الرسمية.
كل دا و اكثر بيحصل في الغالب مش لأن الناس دي عندها نية للكسب المادي، و لكن لأنها عايزة تضغط. و كل ما هاتضغط كل ما هاتكسب أرض. و كل ما هاتكسب أرض هاتثبِّت مفهوم ان القضايا دي عادية و من حق أصحابها ان يتمتعوا بيها و يتكلموا عنها و يعرضوها للناس و يخلوهم مع الوقت في صفهم لأنهم يا عيني غلابة و مكسوري الجناح و مهضوم حقهم.
لا ننكر ان في كثير من البنات بيتم اجبارهم علي لبس الحجاب باسلوب يخلو من أي فهم لأقل مباديء الدين و التربية الصحيحة و لا ننكر ان في بنات بيتم قهرها و استخدام العنف الجسدي معاها و التعامل معاها كأنها أحقر من الجماد و ماننكرش ان في ولاد بيعانوا من امراض نفسية و صحية و جنسية محتاجة علاج نفسي و عضوي و محتاجة ناس متخصصة عندها ضمير و فهم سليم لكن بيتم التعامل مع قضاياهم كأنها كيس قمامة ماحدش يقرب منها.
في ظلم مجتمعي نابع عن جهل و تخلف في السلوك و التربية. لكن المشكلة ان المؤسسات اللي بتسمي نفسها حقوقية مش بتحاول تحل المسألة و تضبطها و تدرب الأهل و الأقارب علي كيفية التعامل معها لكنها بتقوي من أصحاب القضايا و بتحرضهم ضد مجتمعهم الخاص و العام و بتحرض المجتمع اللي حوليهم انه يقويهم ضد أسرهم و يفككوا الروابط دي كلها علشان ينتج في النهاية مجاميع عندها قضايا غير منضبطة محتاجة حلول لم تصل اليها، و أهالي لازالوا علي حالهم بيربوا ولاد و بنات تانيين بنفس الاسلوب و السلوك لأن ماحدش قاللهم الطريقة الصحيحة او حذرهم من النتيجة.
المؤسسات الحقوقية و الشخصيات الحقوقية و اصحاب القضايا بيضغطوا بكثافة في نشر الاخبار و القصص دي علشان يقتلوا الحس النقدي عند الناس و علشان يستقر في الوعي الجمعي ان القصص دي مستساغة و مش غريبة و بدلاً من علاجها، يجب التعايش معها حتي و ان كانت مرفوضة.
المؤسسات دي مش هدفها الأساسي، و إن كان هو هدف بالفعل، ان كل البنات تسيب بيوتها و تبقي مستقلات ولا ان كل الشواذ يفضلوا كدا و يزيدوا ولا ان الملحدين يمشوا في الشارع ينشروا افكارهم بين الناس، لكن هدفهم الأساسي ان المجتمع يتعامل مع القضايا دي بأنها قضايا عادية و طبيعية.
المؤسسات دي عايزة الناس لما تشوف وللا تسمع بالقضايا دي و تعرف أصحابها تسكت و ماتتكلمش و تدافع عن وجودهم و عن حقوقهم.
القضايا دي مع الوقت لو غفل المجتمع عنها و بطَّل ينتقدها هاتتحول من قضايا إلي أمور عادية في الحياة و هايبقي اللي بيناقشها او بيهاجمها هو اللي الغريب و مش طبيعي.

الثلاثاء، 9 فبراير 2016

كوكلة الإنتفاضة


يذكر د/عبد الوهاب المسيري، رحمه الله، في مقاله الشهير "الأمركة والكوكلة والعلمنة" الذي كتبه منذ 8 سنوات أن: "الأمركة في تصوري هي محاولة صبغ أي مجتمع أو فرد بالصبغة الأمريكية وإشاعة نمط الحياة الأمريكية".


أمَّا "الكوكلة" أو Cocacolization فهي رمز نمط الحياة الأميركية وانتشارها وتدويلها.

فقد قال أحدهم إن الأمر ليس "كوكلة" وحسب وإنما هي "كوكاكولونيالية"، بدلا من "كولونيالية".
أي أن الكوكلة هي الاستعمار في عصر الاستهلاكية العالمية، وهى استعمار لا يلجأ للقسر وإنما للإغواء.



كما كتب أحد علماء الاجتماع كتاباً بعنوان "The Macdonaldization of the World" أي "مكدلة العالم" (نسبة إلى ماكدونالدز) الذي يصبح هنا رمز الأمركة بدلاً من الكوكاكولا.
والمجال الدلالي لكلمة "أمركة" (أو "كوكلة" أو "مكدلة") يتداخل مع كلمة "تغريب" و"علمنة" باعتبار أن العلمنة الشاملة ليست مجرد فصل الدين عن الدولة وبعض مجالات الحياة العامة وإنما هي عملية فصل كل القيم والثوابت والمطلقات عن العالم والطبيعة وحياة الإنسان العامة ثم الخاصة، إذ يتحول العالم بأسره إلى مادة استعمالية لا قداسة لها ولا خصوصية ولا مرجعية لها سوى المرجعية الكامنة في المادة، أي ما يسمى بقوانين الحركة (آليات السوق- المنفعة المادية- شهوة السلطة- الجنس- علاقات الإنتاج).
ومن ثم يمكن توظيف هذه المادة في أي غرض وبأي طريقة دون أي تحفظات أو حرج.
في هذا الإطار أصبح العالم منفصلا عن القيمة، أو كما يقولون بالإنجليزية Value - Free، بمعنى أنه لا يوجد معايير إنسانية أو أخلاقية أو دينية. وحتى لو وجدت مثل هذه المعايير فهي ستتغير لا محالة، كما أنها غير مادية، وبالتالي لا يمكن أن تؤخذ في الحسبان.
كل هذا يعني استحالة الحكم على سلوك الأفراد أو الجماعات أو على الظواهر الاجتماعية. ومع غياب المعايير غابت المرجعية الإنسانية، وظهرت العنصرية والفلسفة الداروينية التي جعلت من القوة المعيار الوحيد للحكم والآلية الوحيدة لحسم الخلافات.
وفي هذا الإطار نسيت قيم إنسانية أساسية مثل العدل والمساواة والتوازن والطمأنينة والحفاظ على البيئة.
هذا هو الإطار العام للمنظومة الحضارية الغربية التي يتحرك العالم بأسره -عن وعي أو عن غير وعي- من خلالها، والولايات المتحدة الأميركية هي التعبير المتبلور عن هذه الرؤية.
وليس من قبيل المصادفة أن أكثر الدول علمنة في العالم هي أيضا قائدة الإمبريالية الغربية، وهي دولة تصاعدت فيها معدلات الرغبة في الغزو وفي احتواء العالم (الإنسان والطبيعة) وتوظيفه لصالح نخبتها السياسية والعسكرية، ونجحت في تسويق هذه السياسة.
وانتشار ظاهرة الأمركة في العالم يرجع إلى تزايد الهيمنة العسكرية والحضارية الأميركية. ولعل من أكبر آليات العلمنة والأمركة في العالم الآن السينما الأميركية.
ونحن نذهب إلى أن المنظومات المادية تحوي دائما تناقضا أساسيا، فهي تبدأ بتأكيد الخاص والمباشر والملموس ثم تتجه تدريجيا نحو القانون المادي العام المجرد والمبدأ الواحد الكامن وراء كل الظواهر.
ولعل الدارس لليابان يعرف ماذا يحدث لها، فبعد أجيال من الحديث عن الشنتو والبوذية واحتفال الشاي والكيمونو والكابوكي والنوه والهايكو، وبعد سنين طويلة من التمسك بأهداب الخصوصية، اكتسحت الحضارة الأميركية الأجيال الجديدة، فهم الآن يلبسون التيشيرت ويشربون الكوكاكولا ويأكلون الهامبورغر ويرقصون الديسكو ويجرون عمليات جراحية على عيونهم حتى لا تكون ضيقة مثل عيون الآسيويين.
وقل الشيء نفسه عن الدولة اليهودية التي يستند سبب وجودها إلى تحقيق الهوية اليهودية الافتراضية. هذه الدولة اكتسحتها تماما النزعة نحو الأمركة وإن كانوا يدّعون أن هناك هوية يهودية.
"القاسم المشترك الأكبر بين كل الظواهر التي أدت إلى تطور أميركا هو إنكار التاريخ الذي هو في جوهره إنكار التركيبية الإنسانية، مما يؤدي إلى الوقوع في قبضة الصيرورة المادية"
وبعد أن كان السوق والمصنع هما العنصران الأساسيان ينضم إليهما قطاع اللذة والاستهلاك الذي نرمز له بالملهى الليلي أو شركة السياحة.
ويجب أن ندرك أن هذه الأمركة ليست مؤامرة أو حتى مخططا، وإنما هو نسق حضاري لا يحطم الحضارات الأخرى وحسب بل ويحطم الخصوصية الأميركية والثقافة الأميركية ذاتها.
فالهامبورغر ليس طعاما أميركيا والديسكو ليست موسيقى أميركية وإنما هي أشكال حضارية ظهرت مع انتقال الحضارة العلمانية الأميركية والثقافة الأميركية من مرحلة الخصوصية والصلابة والتماسك إلى مرحلة العمومية والسيولة، وهو انتقال يؤدي إلى تحطيم الخصوصيات الأميركية. وهي حضارات محلية في غاية الثراء، كلها آخذة في التآكل السريع بتأثير عمليات الأمركة والعلمنة.

الاثنين، 1 فبراير 2016

الحرب الثقافية البارده

بتسأل عن المجتمع المدني و دوره في تغيير المنظومة القيمية للشعوب و علاقته بالمؤسسات الغربية و خطة أمريكا في تغيير المفاهيم و علمنة الأفراد من خلال إستخدام مجالات الفن و الثقافة ؟
عليك بالكتاب دا. افترسه .... إلتهمه .... لا تتركه من الغلاف للغلاف. إقرأه و عينك علي الواقع المعاصر.
ما بالكتاب هو بالضبط ما يحدث اليوم عندنا بآليات مختلفة.

الجمعة، 8 يناير 2016

الإزدواجية في السياسة الأمريكية



في ١٩٨١ كانت أمريكا بتجمع التبرعات علشان تدعم "المقاتلين الأفغان من أجل الحرية"

بعدها ب٢٠ سنة اعلنت نفس الدولة الحرب علي نفس المقاتلين .... لكن سمتهم ب"الإرهابيين".

ليس دفاعاً عن الأفغان ..... و لكنه درس تاريخي بسيط عن السياسة الأمريكية القذرة يا صديقي.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More